الكبير - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

الكبير:
هو أسماً صوفياً من أسماء الله ..
تعني الكبير حرفياً الذي يرى الكل..... الذي رأى بالبصر العالم الخارجي
الصغير.. و رأى بالبصيرة العالم الداخلي الكبير...
أي رأى الخارج و الداخل.. الصغير و الكبير.. فأصبح عارفاً و مدركاً بالكل.... الذي تخّفى في كل واحد منّا... الشاهد, الذي شهد شهادة الحق
شاهد الشهادة, أضحت مشاهدة و صار شاهداً .
ما نرى بالبصر قد يكون حقيقة أو قد لا يكون ...
ما يُرى بالبصيرة هي المعرفة الكاملة و هو الحق
و هذا العارف دائماً على أصله أتصل دون أن ينفصل..
في الليل نرى الأحلام و في الصباح نجدها أوهام لا حقيقة فيها, لكن الذي رأى الحلم لا يزال على حاله و حقيقته...في الصباح وفي الليل و في كل الأوقات... لم تشتته الأحلام لعيش الأوهام .
في المساء قد ترى حبلاً و يخّيل إليك في الظلام انه أفعى ... و لكن عندما تقترب منه يتضح لك بأنه ليس كما خُـيّل لك.
العارف يبقى باتصاله متصلا بالحق و على حقيقته حتى عند رؤية أي شئ من الهلوسة.
الكبير تعني الشاهد الداخلي الذي يرى...
إن لله تسعة و تسعون أسماً صوفياً جميلاً.
ولكن هناك تسائل لماذا لم تكتمل الأسماء للمائة....
و لسبب وجيه بقى الاسم المائة في الصمت و هو الصمت
ذلك هو الاسم الحقيقي لله الذي لا اسم له و لا نطق فيه....
إن الله الذي يمكن أن تصفه بكلمات و تستطيع أن تتحدث عنه ليس
الاله الحقيقي....
لأنّ كلمة الله نفسها تزيف حقيقة الله....
فلهذا .. الاسم المائة الحقيقي .. الذي لا يمكن ان يلفظ باللسان
بل يعيش في قلب الإنسان دون ان يقلبه زمان أو مكان بل يتأصل في قلب العطشان الذي يبحث عن حقيقته بالذكران لا بالنسيان....
و لو لفظ بهذا الاسم سيفقد جماله و لهذا يضل مخفيا في الصميم الاعمق للقلب....

و لكن الأسماء التسعة و التسعون التي يمكن ان تُعَبَر باللسان ما هي إلاّ
تمهيداً و مَعْبَراً للوصول إلى هذا الاسم و الفناء به....
تتخللها و تتعمق فيها و في معانيها و تختبرها حتى تصل إلى العرفان ..
تتحول من المعروف إلى العارف ...
المجهول إلى المعلوم.... من الشيء إلى اللاشيء...
انظر إلى الشجرة من الذي ينظر ؟؟؟
من الذي يأكل ؟؟
من الذي يمشي؟
بدلاً من أن تعيش العالم الخارجي....
عش العالم الداخلي....
حول النظرة الخارجية إلى داخلية...
من المحسوس و الملموس إلى اللا محسوس و اللا ملموس
و إنما دون أي طقوس ..... نرى جنة الفردوس...
في قلب كل النفوس.
و اسما اسما صعودا لا هبوطاً ....
يتضح و ينشرح القلب إلى من الذي يأكل و يرى و يمشي...
و هذه هي حقيقتنا التي تأصلت فينا و من دون وعي منا انفصلنا عنها
هي لم تنفصل و إنما تتصل

تدعونا في كل لحظة
هذه الحقيقة الكبيرة فينا..هذا هو الكبير.

f