الجليل - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

الجليل:
اسماً آخر من أسماء الله.... و هو سر حضور الجمال الإلهي في كل شيء.
و هو الذي يحمل جمال الوجود بأكمله.
كل ما له عظمة و فخامة هو جزء لا يتجزء من الله...
حينما ترى جمالاً فهذا الجمال الهي.. مقدس.. انحني له..
فهو تعبير للوجود الإلهي, قد يكون في زهرة, قد يكون في وجه إنساني,
قد يكون في نجمة أو أي مكان... و لكن حيثما تحس بالرهبة التي تهزك
من جمالها و براعتها و عظمة خِلقِها و خُلقِها و خالَِقَِها و بحضور الجلالة
و التجلـّي بهذا الجلال, اركع لها....
اركع بقلبك و كيانك جسديا روحيا فكريا
اطوي هذه الثلاثية في كينونتك ووحدها في
ركوعك خشوعا لحضرتها ... و ستتجلـّى بتلك الحضرة
أجعل من هذا الحضور زاوية تأملية و تأمل فيها و في المعنى الذي يحويها
و عبر عنها بصمت حتى تعبرك و تتحد مع هذا الجمال و تجلى بهذا الجمال حتى يجليك و يحتويك و تصبح واحدا مع ذو الجلال و الإكرام...
عندها ستتفاجئ حيث كلما تعرفت و عرفت هذا الجمال أكثر و أكثر, كلما اقتربت من الله و ستكون رؤيتك أعمق كلما رأيت العظمة المخفية
في كل مكان, و هو في كل مكان... في الحجارة المرمية على الأرض
فقط بحاجة إلى من يستكشفها و يكتشفها... حتى في أقبح صخرة هناك عظمة إلهية, العيون ليس عليها الا ان تجد أين خفيت هذه العظمة.
إذا ما بدء الشخص بالبحث عنها, فسيكون ذلك مسلكه للصراط المستقيم,
و سيختفي القبح شيئا فشيئا, حيث ليس هناك قبح في أي شيء طالما كان الله
في كل شئ.
كيف للقبح أن يتواجد في وجود الله... وُجِدَ القٌبَحْ لأننا لم نتفهم...
أسئنا الفهم و التفسير.... و لكن حتى يفتح قلبه هو بحاجة إلى قلب محب
مستجيب لهذا الجمال... يستجاب له حين النداء ... و الدعاء.. و يفنى
بذاك الفناء..
راقبه و شاهده في البرق, الغيوم, المطر, الأصوات, الصمت.

فقط أبحث عن هذه الجلالة ..... لست بحاجة إلى الذهاب لأي معبد, كنيسة, جامع.... عندها سيصبح الوجود بأكمله هو المعبد... هذه هي حضرة الجليل
في كل شيء يحمل دليل بتجلي الجمال الإلهي فيه...
انه في كل شيء تجلىّ
اللهم اجعلني ممن يبصر هذا التجلي في جميع خلقك يا جليل ... و اجعلني جليلا متجليا بجلالك يا جليل.

f