الوهاب - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

أحد أسماء الله ويعني دائم العطاء.. الذي نعمه لا تحصى..
كل ما نملك هو مما أهدانا أياه وليس مما أكتسبناه.. لم نكسب الحياة بل هي أحد هدايا الله الرائعة لنا والتي حصلنا عليها من قبل أن نقوم بأي شئ..
اننا لا نستحق هذه الهدية.. كل ما أمعنا في روعة الحياة زاد اتساؤل.. كيف لنا أن نستحقها؟!
جمالها.. متعتها.. روعتها الحقيقية..
لم نفعل أي شئ لنستحقها فقد تم تكريمنا بمجرد اعطاءها لنا.. هذا معنى الكلمة..

الله لا ينقصه شئ.. لهذا فهو لا يساعد بل يعطي من فيضه في كل مكان..
كالشمس التي تعطينا الضوء كالزهرة التي تعطينا العطر... فهذا هو الله...
بمجرد فهمنا لهذا نستطيع التقرب الى الله أكثر.. ببساطة عندما نصبح نحن أيضا معطائين..
بينما الانسان دائما ما يدخر.. وهنا يحول هذا التضاد بينه وبين الله فهو حتى اذا أعطى يعطي ليأخذ وليأخذ أكثر مما أعطى أيضا.. يفكر في الربح دائما.. فيكون العطاء هنا ليس متعته بل حاجته وتجارته.. ليست حبا أو مشاركة.. هذا معنى الانسان الدنيوي.. ولكن مامعنى الأنسان الروحاني؟؟
هو الانسان الذي يعرف متعة العطاء ويعطي من دون أي سبب.. من دون أي تفرقة.. الذي لا يقول "سوف أعطيك لأنك شخص جيد و لن أعطيك لأنك شخص سئ"...
فبمجرد التفرقة يكون هناك تجارة في العطاء فالله يعطي الخطائيين والقديسين على السواء..
عندما تمطر السماء فانها لا تمطر على الصالحين فقط...
عندما تشرق اشمس فانها لا تشرق على المحسنين فقط... بل تشرق على الجميع..

تشرب تلك الروحانية في العطاء.. اجعلها منهجك في الحياة.. فهذا ما أسميه بالصلاة.. هذه هي الصلاة الجوهرية:
القدرة على العطاء بدون أي تفكير بالأخذ...
القدرة على العطاء بدون أي شروط...
القدرة على العطاء بكل فيض...

f