الحزن - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

تصور أنك تجلس في غرفة تحتوي على العديد من النوافذ. أحد هذه النوافذ هي الحزن..
فتفتحها وتصبح حزينا. أنت حزين ولست الحزن بعينه.. هو منظر يطل على الحزن..
تستطيع فتح نافذة الغضب وتصبح غاضبا...
تستطيع فتح نافذة الحب وتصبح محبا...
وتستطيع أيضا اغلاق جميع النوافذ والبقاء جالسا فقط....
هذا هو التأمل الشرقي.. اغلق جميع النوافذ واجلس

يجب عليك أن تفتح النوافذ السلبية أولا وذلك لأن المجتمع قام باغلاقها فنسي الناس كيف يغضبون..
اذا لم تعرف كيف تغضب فكيف لك أن تعرف الرحمة ؟؟
مستحيل.. فالرحمة مرحلة عالية وأنت لم تتخط البداية بعد.. لم تبدأ بالخطوة الأولى فكيف تخطو الأخيرة؟؟؟
واجه الغضب.. افتح النافذة وادخل فيها قدر المستطاع حتى تصل الى نهايتها. وعندما تنتهي منها تكون مستعدا لفتح باب الرحمة... النافذة المقابلة تماما....
وعندما تظهر جميع الأمور التي كبتها المجتمع فيك الى السطح وتشفى.. تشعر بالصفاء...
بمجرد أن يشعر الشخص بالصفاء فانه يبدأ بالتوجه الى النافذة الايجابية فورا...
وما أن تأخذ بيده وتقوده الى النافذة فانه سيتحرك بنفسه.. لأن لا أحد يريد أن يكره.. لا أحد يريد أن يغضب وذلك لأن الشخص نفسه يعاني من هذه المشاعر..
كل انسان يريد أن يحب ويحَب..
كل انسان يريد أن يعيش جمال الحياة قدرالمستطاع..
هناك من يعيش حياة قبيحة وذلك لانه لا يعرف كيف يعيش حياة جميلة. فهو يحلم بالجميل ويعيش القبيح. القبيح الذي تم كبته وهذا الكبت لوث ودمر كل شئ داخله...
وعندها.. فان الوصول الى البعد الأعلى يصبح أقرب للمستحيل....

f