الاكتئاب والأدوية النفسية  (قائمة المقالات)

 

هل تعاني من الاكتئاب؟

يقول الطب الغربي أن الاكتئاب مرض خطير قد يدمر صحتك، وأن حوالي ثلثي الأشخاص المصابين بالاكتئاب يتجاهلون التشخيص الطبي، ولكن الأسوأ هو تلقي القليل من المرضى للعلاج الكافي فور تشخيصهم!...

ومصطلح "العلاج الكافي" يعني العلاج بالأدوية النفسية أو الاستشارة النفسية الفكرية غير الفعالة... ولهذا من المهم أن نفهم أن هذه الطرق للعلاج لا فائدة منها على الإطلاق في حل المشكلة من جذورها... في بعض الأحيان قد لا تقوم بأي شيء وكثيراً ما تجعل الحالة تتدهور للأسوأ...

وهم مضادات الاكتئاب

هناك 100 مليون إنسان عبر العالم يتناولون الأدوية النفسية...
وفي أميركا: صناعة الأدوية النفسية تكلف 330 بليون دولار سنوياً، دون أي حالة شفاء، بل تقتل حوالي 36 ألف شخص في السنة!!!!
لقد أوضحت الكثير من الدراسات عدم فعالية مضادات الاكتئاب، وما كنا سنعتبرها خطرة إلى تلك الدرجة لو كانت مجرد حبوب بسيطة لا تضر، ولكنها كما تعلم ليست كذلك بل قد تقود في الحقيقة الكثير من الناس إلى الانتحار أو المعاناة من العديد من الأعراض الجانبية مثل اضطراب الهرمونات، الخمول، والعنف...

في السنة الواحدة يتم وصف 230 مليون وصفة بمضادات الاكتئاب، الأمر الذي يجعلها من أكثر الأدوية الموصوفة في الولايات المتحدة.. وبغض النظر عن استهلاك كل ذاك الكم من الأدوية الموصوفة فإنه من بين كل 20 أمريكي يوجد أكثر من شخص يعاني من الاكتئاب، وهذا وفقا لآخر إحصائيات الـ CDC.

يقول 80% منهم بأنهم يعانون نوعاً من الضعف الوظيفي، ويقول 27% بأنهم يواجهون صعوبة بالغة في القيام بمهام الحياة العادية مثل الوظيفة والالتزامات المنزلية والاختلاط الاجتماعي مع الغير نظراً لحالتهم...

إذاً.. لماذا يشعر الكثير من الناس بالإحباط بالرغم من أن مضادات الاكتئاب – والتي من المفترض بأن تكون هي "العلاج" للاكتئاب – متوفرة في كل مكان ؟؟؟

لأن مضادات الاكتئاب بالكاد يكون لها أي نتيجة.. في الحقيقة أظهرت دراسات حديثة نتائج واضحة تشير إلى أن الفرق بين مضادات الاكتئاب والعلاج الوهمي (placebo) فرق بسيط جداً، إلى جانب أنها غالباً ما تخلف آثاراً جانبية بالغة مثل:

• زيادة خطر الإصابة بمرض السكري.
• تأثير سلبي على جهاز المناعة.
• زيادة احتمالية اللجوء للانتحار أو السلوك العنيف.

كما قالت باحثة من بريطانيا بأنها: "ليست مقتنعة بوجود شيء مثل حبة دواء يمكنه أن يعالج فعلاً الاكتئاب، وجميع ما يسمى اليوم بمضادات الاكتئاب هو مجرد أدوية تقوم بأمور أخرى مثل تسكين الناس أو تحفيزهم."

عندما تواجه تقلبات الحياة المتسارعة تذكر بأنه لا مشكلة في شعورك ببعض الحزن أو "ألا تكون في المزاج الجيد" بين فترة وأخرى! إنه أمر طبيعي.. في الحقيقة تقبل مشاعرك كما هي وأياً كانت تلك المشاعر...
ولكن إذا كنت تشعر بالإحباط لفترة طويلة وفقدت الرغبة في القيام بالنشاطات التي كنت تستمتع بها من قبل: فهناك العديد من الأمور التي تعيد توازنك الداخلي للتخلص من الاكتئاب، وأولها وأهمها طبعاً تغيير نظامك الغذائي وعدم استخدام أدوية خطرة تهدد صحتك...

أقوى "دواء" لعلاج الاكتئاب

تجنب أي دواء أو وصفة!!! الاكتئاب له أسباب... جسدية وفكرية... ابحث دوماً عن السبب في جسدك وغذائك أولاً... هناك عدة أعضاء إذا ضعفت تسبب الاكتئاب، خاصة الأمعاء الغليظة والإمساك الذي يسبب اكتئاب وغضب هائل دون سبب، والرئة وأمراضها مثل ضيق النفس والبلغم وغيرها...

أحد أقوى مضادات الاكتئاب هي النشاطات الجسدية والتمارين.. فقد أوضحت العديد من الدراسات أنه يمكن للتمارين أن تحسن الحالة النفسية كما أنها علاج لبعض حالات الاكتئاب والقلق.

ويقوم د.جيمس جوردون، الخبير المشهور عالمياً باستخدام الطب الشامل الذي يربط الجسد والفكر معاً لمعالجة الاكتئاب ويعطي تماريناً مكثفة لهذا الغرض، ويقول بأن لها دور فعال في زيادة هرمون الأندروفين Endorphin المسؤول عن الإحساس "بالسعادة" كما أنها تزيد من عدد الخلايا في الدماغ.

عوامل أساسية أخرى للتخلص من الاكتئاب

استمع إلى قلقك – إن الاكتئاب حالة قد تكون خطرة أحياناً ولكنه ليس "مرض".. بل دليل يشير إلى أن جسدك وحياتك ليسا متوازنين...
من المهم جداً أن تتذكر هذا.. لأنه مجرد ما أن تنظر إلى الاكتئاب على أنه مرض ستعتقد أن عليك أخذ دواء ما لمعالجته... بينما في الواقع كل ما تحتاجه هو أن تعيد التوازن إلى حياتك... وأحد الطرق للقيام بهذا هي الاستماع إلى قلقك...
الخيارات كثيرة أمامك: منها التأمل والتنفس واليوغا.. وفي بعض الأحيان كل ما تحتاج إليه يكون مجرد الذهاب للمشي خارجاً أو للنزهة.
يمكنك أيضاً إذا احتجت أن تلجأ إلى نظام معين يساعدك على التخاطب أكثر مع مشاعرك التي قد لا تكون مدركاً فعلاً لوجودها.

التزم بنظام غذائي صحي – هناك عامل مهم أيضاً لا يمكنك إغفاله وهو طعامك.. فالأكل له تأثير هائل على مزاجك وقدرتك على التأقلم والشعور بالسعادة، أحد النصائح الغذائية هي أكل الطعام الطبيعي بدلاً من المعلبات والمصنعات، بالإضافة إلى تجنب السكر والمعجنات الذي سيساعدك على إعادة التوازن إلى مستوى الأنسولين في الجسم.. وهذه وسيلة أخرى فعالة في الاستماع إلى هذا الاكتئاب.

التعرض الكافي لأشعة الشمس – الحرص على التعرض لأشعة الشمس واستنشاق الهواء العليل كفيل بإبقاء المشاعر السلبية بعيدة عنك...

هذه الأمور الأربعة الأساسية – التمارين، والاستماع إلى القلق، والطعام الصحي، والتعرض المنتظم لأشعة الشمس – ستجعلك في راحة وشعور متناغم مستمر، سواء كنت تريد معالجة الاكتئاب أو تريد الحفاظ على صحتك، فإنها بلا شك الخطوات التي تغير نظام حياتك لتجلب لك الراحة النفسية والجسدية وتصل إلى السلام الداخلي.

f