طاقة الصوت  (قائمة المقالات)

 

اكتشف الحكماء قبل أكثر من عشرة ألف سنة أن الكون يتكون من الصوت ، ذبذبات صوتية خفية ... كما وأيضا أثبتت العلوم الحديثة ذلك من طرق مختلفة ؛ نسبة لاختلاف الطرق الحديثة تبعها اختلاف في التعريف ، لكن من رزق الفهم يمكنه ان يخلص بأن الطريقتين شئ واحد – أي الطريقة العلمية وطريقة الحكماء – يخلص بانهم يتحدثون عن ذات الشئ ولكن بلغة مختلفة ....

العلم الحديث يتحدث عن احتواء الكون ، الوجود عن الكهرباء ، عن أن الوجود باكمله ما هو الا عبارة عن كهرباء ، أن الوجود ما هو الا عبارة عن ذبذبات كهربائية ....

اذا سألت أهل العلم ما هو الصوت ؟

سيقولون أن الصوت هو عبارة عن ذبذبات في مجال الطاقة الكهربائية ...

اذا سألت الحكماء ما هي الكهرباء ؟

سيقولون هي شكل من أشكال الذبذبات الصوتية ، هنا تتضح الاشياء بشكل جلي ... نجد أن الحكماء اكتشفوا الصوت أولا ومن ثم تعريف الكهرباء بالصوت ... نجد في الشرق الحان معينة تعرف بالالحان أو الانغام الخفيفة .... قبل خمسة ألف عام في عهد الملك أكبر بقاعة المحكمة كان هنالك موسيقار خبير بهذا اللحن ، عندما تعزف هذه القطعة الموسيقية المعينة كان من شأنها اضاءت المصباح المطفأ ،حيث يلعب الموسيقار ببساطة بالجيتار وحوله عدد من المصابيح الغير مضاءة ، ومن ثم تبدأ المصابيح في الاشتعال .... هذه حقيقة مثبته وليست اسطورة وهو احتمال وارد وممكن .... حيث علل ذلك بأن الصوت يصطدم بالهواء حوله بطريقة ما بحيث يمكن توليد حرارة – هذه ظاهرة معروفة أن الصوت يولد حرارة ... بما أنها تولد حرارة فبالتالي يمكن توليد نار ؛ وما يمكن أن يولد نار يمكن أن يولد كهرباء ؛ والعكس أيضا صحيح .... بهذا نخلص أن العلم والمتصوفة توصلوا لنفس الحقيقة بطرق مختلفة .

عندما تصل للصمت المطلق في التأمل ، يمكن سماع صوت طنين خفي يجري داخل المرء ، صوت طنين لم يأت من الخارج ؛ بل تأتي من أعمق أعماق ذات المرء .... يدعي هذا الصوت عند أهل الشرق بأومكار ، حيث وجد هنالك وجه شبه مع الصوت أوم ولكن ليس متطابق تماما ، تذكر تشابة وليست تطابق ...

حاول أن تقوم بالآتي قم بترديد كلمة أوم عدة مرات بمعبد خالي ، ثم فجأة توقف ، نجد أن هنالك صدى يتردد في المعبد وذلك نسبة لخلو المعبد ، وجد أن صوت الصدى هذا يشبه لحد كبير الصوت الداخلي ... فبمجرد أن تسمع هذا الصوت الصامت كما يدعى ، هذا اللحن الداخلي لكيانك ، تتفجر حينها ينابيع السعادة ، عندها تصبح حياتك كلها متناغمة متجانسة ، ومن ثم فجأة كل شئ يتناسب ، ومن ثم لم تعد هنالك متاعب ... وللوهلة الأولى لم تعد الحياة بمشكلة ، فهي ليست لغز يجب حله بل سر يجب أن نعيشة .

هذا الصوت خفي يمكن سماعه فقط في حالة صفاء الذهن وخلوه تماما من الأفكار ، كما نعلم أن الذهن في حالة الانشغال بالأفكار فلا يمكننا سماع صوت السكون ، صوت السكون بداخلك ؛ ومن ثم وجد أن التأمل هو الباب الى لحن الموسيقى الداخلي .... الذي يمكن أن يستمع للموسيقى الداخلية يمكنه أن يستمع للموسيقى السماويه الكونية ... فهو قد استوعب الدرس الأول ؛ الآن يمكن أن يستمع اليها في كل مكان ، في النجوم ، في الأشجار ٍ، في الرياح وهي تعبر من خلال أشجار الصنوبر ، في أصوات جريان المياه ....

تلك الموسيقى يجب أن تسمع . فبمجرد سماعها تصير الحياة جميلة ٍ، سعيدة ، ونعمة .. . في أعماق كل منا صوت موسيقي لم ينشأ بأي منا ، لم ينشأ بأيد ، كما لم تنتجة آلة موسيقية ... له اسم مخصص ؛ انه لحن سماوي ... تم انساؤة من التصادم ، به شئ من العدوانية والكفاح .... نجد أن الموسيقي يكافح لانتاج لحن موسيقي بالآلة ، هنالك نوع من المعركة .... ولكن في عمق جوهرك لا يوجد موسيقي ولا آلة موسيقية ، مع ذلك هنالك موسيقى ، بلا آلة بلا موسيقار . قد أطلق عليه البعض " الصوت الصامت " وكما أطلق عليه البعض " تصفيق اليد الواحدة " . فهو صمت ، صمت موسيقي ...

في اللحظة التي تسمع فيها ذلك الصوت الموسيقي ، تتفجر حينها نافورة عظيمة صاعدة . من الفرح ، من الغبطة .... لقد أصبحت مبتهجا ، بل صرت نفسك رقصة ، بل الأغنية نفسها .... الآن صرت متدينا - ليست صارما حزينا كالقديسين .... الشخص المتدين حقا هو الذي بدأ نبعه الداخلي بالتدفق ، فهو الذي صار نافورة من الفرح ، اغنية ورقصة من الاحتفال ....

عندها فقط يمكننا القول بانه وصل لنقطة التوازن ، هذه النقطة توجد بداخل كل منا وعندها لا توجد أي حركة من أو الى ، لا اثارة ، لا توجد أصوات تنشأ بأي آلة . لا يوجد أحد هنالك ، فقط سكون وصمت ، ولكن هذا السكون والصمت هو الرقصة ، هوالموسيقى .

الأصوات التي نسمعها ما هي الا عباره عن ذبذبات هوائية بتردد معين... الأصوات التي نسمعها سواء كانت موسيقية أوكلمات أو خلافة ما هي الا عبارة عن طاقة ... طاقة الصوت هي طاقة تنتج أثناء انتقال الذبذبات الصوتية في وسط معين ... التاثير الذي يحدث من ترديد الذبذبات الصوتية ضئيل .... الا أنه يمكننا استخدام هذه الطاقة في الاستشفاء ... الاستشفاء بالطاقة الصوتية تعتبر طريقة مقدسة لاستشفاء البدني ، العاطفي ، العقلي ، والروحي للانسان ؛ حيث يمكن للانسان الرجوع لحالة التوازن والانسجام من خلال استخدام الطاقة الصوتية .... والتي بدورها تعتبر طاقه مقدسة لشفاء الاحياء بل وكوكبنا أيضا .... صار معظم الناس يعتقد أن التداوي بالضوء والصوت يعتبر أدوات فاعلة في تحول الأمراض على كل المستويات .... منها على سبيل المثال ازدياد الحيوية ، تنشيط الدورة الدموية ، هدوء ، توازن ، سعادة ، نمو وتحول شخصي ، حيوية ، اتزان عاطفي ، نمومتجانس ، اتصال عميق مع مصدرنا من خلال النمو الروحي .... الاستشفاء بالصوت يعتبر بدائل طبيعية مقدسة للحصول على صحة جسدية ، فكرية ، روحية ....

ماذا يحدث عندما نتحدث ؟

يتم انشاء سلسلة من الاهتزازات المعقدة داخل اجسامنا والتي بدورها تنتقل للعالم من حولنا . الذبذبات الصوتيه لها شكل ومادة يمكن التنبوء به . فعقولنا تستحتضر ما نريد قوله ، يقوم القلب بدعم العاطفة المناسبة سواء اكانت ( حبا أو غضبا أو رغبة ) . عندها يستجيب الجسم بالثناء أو التوسع في العديد من الأماكن لخلق الاهتزازات الصوتية . ومن ثم تتركنا هذه الموجات لتضرب الجو من حولنا ، لتلمس وتؤثر على كل شخص ، كل شئ تمر خلاله . على المستوى الروحي نجد أن الشحنات العاطفية والعقلية تؤثر على المناطق التي تضربها الموجات الاهتزازية ، مخلفة آثار خفية .

أما على مستوى الطاقة ، نجد أن الموجات الصوتية لا تموت ، بما أننا لا نستطيع ادراكهم بغير حواس . بل تستمر في الحركة ،والتوسع في هذا الكون العظيم . فكلماتنا تؤثر على كل شئ . ففي المستوى الروحي ، السحري ، الباطني نجد أن الكلمات ذات الطاقة تعتبر مهمة لخلق تغيير في النشاط . فمثلا في حالة الرقية ، والذكر ، والصلاة فهي تتلى مرارا وتكرارا ، مضافة الى مخزون الوعي الكوني الذي يدعم الصوت في كل صدى . عندما تفعل مع الفهم الصحيح لقوة الكلمة يمكننا وضع نغمة تغير رفيعة من الخلف للتأكيد على أنها ستخلق التغير السحري المطلوب كلما توسعت في الكون .

تعتبر طاقة الصوت حيوية وأساسية في هذا الكون . نجد حتى الأشجار والطيور والهواء والنار والماء والحيوانات تستخدم طاقة الصوت في الاتصال مع بعضها البعض .

نجد هنالك ارتباط وثيق بين التأمل والموسيقى . فمتى ما كنا في حالة تأمل أمكننا أن نتذوق الموسيقى ، أن نحس طاقة الصوت التي بدورها تشع حبا وسلاما وسعادة في كل مكان . التأمل والموسيقى يمثل كل منهما مرآة للآخر .

تلعب الأصوات دورا فاعلا في الأبعاد المتعدده للصحة والتطور الروحي . حيث تؤثر الأصوات على المستوى الجسدي والفكري للمستمع . أما الأصوات الشفائية فيكون تأثيرها أعمق على المستوى الفكري الجسدي والروحي . كما وايضا تعتبر الأصوات رابط مباشر بين الانسان والالوهية . الأصوات المقدسة من شأنها خلق تجانس رائع . والتي نستطيع من خلالها أن نتحصل على التوازن والنشاط وذلك بتسليط الاصوات المقدسة على مراكز الطاقة بالجسد المادي .

f