التوبة و شروطها  (قائمة المقالات)

 

ما هي شروط التوبه و کیف یمکننا ان نتوب ؟

اول مره تکلم فیها الرسول (ص) عن التوبه کانت التوبه عن الکفر بالله ، و امر الناس ان یتوبوا الی الله اي یقطعوا علی انفسهم عهد بأن لا یکفروا بالله عز و جل . و اول شخص کفر بعد ان تاب کان عمار بن یاسر وهو احس بضعف امام العذاب الذي رآه من قریش . و من ثم نزل القرآن بالکثیر من الآیات و من اهمها هی ان الله یقبل العدول عن التوبه ثلاث مرات !!! اکید العدول عنها له شروط و مواقفه الخاصه و لکن الیوم لا نرید ان ندخل في تفاصیل العدول عن التوبه لأن الکثیر من رجال الدین تکلموا عنها ، نحن نرید ان نفهمها بعلم الطاقه ....
اذن لماذا ثلاث مرات ؟ لماذا لم یقل مره واحده او خمس مرات ؟

لقد تکلمنا عن الاجسام السبعه في الدرس الثالث والیوم سنستعین بها مره ثانیه .

الجسم الاول : اي هذا الجسم المادی هو الذی یحس بالنعمه و النقمه یعني نحن بهذا الجسم نحس بالعذاب او بالفرح و السعاده لأن هذه الاحاسیس في الاجسام الاخری تکون مختلفه بعض الشیئ ، و لهذا آخر آیه من سوره الفاتحه تتعلق بهذا الجسم ( صراط الذین انعمت علیهم غیر المغضوب علیهم و لا الضالین )

الجسم الثاني : هو الجسم القریب جدا علی هذا الجسم و الهدایه تأتی من هذا الجسم ( اهدنا الصراط المستقیم) من هنا نقول ان الهدایه من الله لانها طاقه خارجیه و لا یتدخل فیها الجسم المادی .

الجسم الثالث : هو الجسم الذي یحمل الذاکره الکونیه من اول الخلق الی الان ، تذکروا سوره الاعراف ؛ اذا کنا رأینا الله فهذه الذاکره موجوده في هذا الجسم .

اذن کل ما نفعله او فعلنا من قبل یحفظ في هذا الجسم ؛ تماما مثل الکومبیوتر ، انت تحمل الکومبیوتر معلومات و تکبس علی زر الحفظ ... فیحفظ !! اکید هذا الجسم لیس له علاقه بالمستقبل ولا یعلم الغیب وهو خاص للملفات الماضیه فقط .

و الان لنتأمل التوبه معا" : انت تحس بالعذاب او النقمه من شیئ او حاله فتقرر ان تتوب عنها لأنک ترید ان تتخلص من هذا العذاب ، اذن هذه التوبه تحصل في الجسم الاول . وفي لحظه ضعف انت تعدل عن هذه التوبه ولکن یحصل عندک تأنیب ضمیر الی حد کبیر وتحاول ان تستعد حتی تتوب مره ثانیه ، هذا التأنیب لیس من الجسم الاول بل هو من الجسم الثاني ولهذا انت تعرف بقرارة نفسک انک یجب ان تتوب وهذا الاحساس یکبر کل یوم و تری اشارات و مواقف تحفزک اکثر علی التوبه ... فتتوب مره ثانیه .

اکید اذا اردت العدول عن هذه التوبه یجب ان تکون هناک اسباب قاسیه و قویه حتی ترجع عن التوبه مره ثانیه ... المره الثالثه انت تحس انک اضعف في العزیمه و اقوی في العهد ، اذن ستقطع علی نفسک عهد اکبر حتی لا تعدل هذه المره لانها الاخیره و الکثیر منا لا یتفوق علی ضعفه حتی و ان کانت هذه المره هي الاخیر !! لماذا ؟

الکثیر منا لا یعرف کیف یتوب ؛ سیدنا آدم حین هبط علی الارض لم یکن یعرف کیف یتوب لانه لم یکن هناک شخص آخر اخطأ قبله ، اذن ماذا فعل ؟ (فتلقی آدم من ربه کلمات فتاب علیه ..... البقره 37)

و الیوم نحن نملک الکلمات ، اذا قرأت القرآن و الایات المرتبطه بالتوبه ستری هذه الکلمات فیها :
الصلاه ، الصدقه ، الانفاق ، الاستغفار

لقد تعرفنا علی طاقه الصلاه و والزکاه فی الدرس الثالث و هي ان تنظیم الاجسام السبعه و سحب الطاقه منها عن طریق الصلاة و المشارکه بالطاقه عن طریق الزکاة ( الصدقه و الانفاق لها نفس الطاقه) و لکن ماذا یفعل الاستغفار ؟ الاستغفار یمحو الذنوب لان طاقته هی الطواف و عکس طاقه الشخص یعنی اذا کنت رجلا فعکس طاقه الرجل و اذا کنت امرأه فعکس طاقه المرأه .

(استغفر الله ) تعمل مثل ال CD حین تضعه یقرأ الملف من الداخل للخارج وهکذا هذه الجمله هي تمحو من الداخل للخارج ولهذا الاستغفار یحتاج الی وقت طویل لیمحو الفکره من الجسم الاول الی الجسم الثالث .... لان التنظیف یجب ان یصل الی الجسم الثالث والا حتی لو لم تعدل عن التوبه فستظل تفکر فیه ....

انا لا اطلب منک ان تستعجل و تتوب عن کل الذنوب لاننا لسنا في عجله من امرنا خاصه في هذا الطریق .... بعد کل صلاة اجلس و اغمض عینیک و فکر بالموضوع الذی ترید ان تتوب عنه فکر فیه و انت بالجسم الاول . و استغفر وفکر فیه و انت في الجسم الثاني و حاول ان تسحب الجسم الثالث و تتعرف علی السبب الذی وصلک لهذا الذنب او الخطأ او العمل الذی لا ترید الاستمرار به ....

اذا استطعت ان تمحو الفکره من الجسم الثالث فلن تعدل عن التوبه ابدا لان الفکره لم تعد موجوده ...

f