مراحل الإيمان  (قائمة المقالات)

 

" انک لا تهدي من احببت و لکن الله یهدي من یشاء وهو اعلم بالمهتدین " قصص 56

" فلعلک باخع نفسک علی آثارهم ان لم یؤمنوا بهذا الحدیث اسفا " الکهف 6

" ولو شاء ربک لجعل الناس امه واحده ولا یزالون مختلفین " هود 118

لماذا خاطب الله الرسول (ص) بهذا الشکل و هو ارسله للهدایه ؟

لان الله خلقنا احرار ونحن حملنا الامانه اذن لا یستطیع اي احد ان یجبرنا علی فعل اي شیئ حتی و ان کان الایمان بالله . ارسل الانبیاء لتذکرنا فقط ( انما انت مذکر لست علیهم بمسیطر ) . حتی هو ینصح الرسول کي لا یحزن علیهم لانهم لا یؤمنون لانه اذا شاء یمکنه ان یجعل الناس کلهم مؤمنین و من امه واحده و لکن سیجعل لهم شیئ آخر یختلفون علیه ، لماذا ؟

هکذا انت تصل للایمان الحقیقي الایمان الذي یملئ وجودک و لا تستطیع ان تعدل عنه بعد ذلک . تصور انک تستطیع ان تعمل تنویم مغناطیسي للناس وتجعل منهم عباد و اتباع لک !!! اکید ستفرح لفتره و لکن انت تعیش الخوف کل یوم ، ماذا سیحصل اذا استیقض احدهم فجأه ؟ لن یتبعک بعدها و سیوقض الناس من حوله ایضا ....

ان الله یریدنا ان نؤمن به لا ان نتبعه ، الایمان شیئ آخر ؛ اول درجات الایمان هو الحب و من ثم العشق و بعدها التوحید و الصمت .

کیف تشعر بالحب ؟ کلنا حسینا بالحب في یوم من الایام ، نحب الوالدین و نحب الحبیب و نحب الاولاد و نحب الناس و من هذا الحب یوجد ( عشم ) یعني انا احبک اذن انت ایضا یجب ان تبادلني نفس الشعور انا احبک اذن یجب ان تعطیني کذا و کذا ... انا احبک اذن ..... !!!

هذا یعني ان یکون الحب متبادل و محسوب . انا احب الله اذن سیعطیني الجنه .... هذا یعني اننا صغرنا الله وجعلناه بحجم الاشیاء التي من حولنا حتی یستوعبه عقلنا لان هذا الحب ناتج من الفکر .

اما في العشق فلا توجد اي مقارنه لانه لا یوجد اي شیئ ، کل شیئ اصغر منه . في العشق لا یوجد اي عشم ، انا احبه لانه یستحق هذا الحب لانه الالاه ... کیف یمکنني ان لا احبه وهو الوحید الموجود في هذا الوجود ....

" فلما تراء الجمعان قال اصحاب موسی انا لمدرکون * قال کلا ان معی ربي سیهدیني " شعراء 62

قال موسی ان معي ربي سیهدني ، لماذا ربي ؟ من هو الرب ؟ الرب هو الشخص الذي تتبعه .

مثل رب العمل او ربة المنزل هؤلاء ناس نحن نحبهم و لنا انتظاراتنا الخاصه منهم . نحن نعمل و ننتظر الراتب في آخر الشهر من رب العمل ؛ وننتظر الترتیب و التنظیم من ربة المنزل ؛ و في کلتا الحالتین نحن نتبع قوانین وضعها رب العمل و ربة المنزل اذن هي علاقه مبنیه علی تکافوء .

بني اسرائیل مع کل المعجزات التي رأوها من موسی لم یؤمنوا بل اتبعوا موسی لانهم لم یستطیعوا ان یستوعبوا الله اذن کان یجب ان یخاطبهم بقدر عقولهم فقال ربي ... یعني نحن اتبعناه و هو سیهدینا ... ولکن سیدنا محمد (ص) حین کان في الغار مع ابو بکر قال لا تخف ان الله معنا ...

لم یقل ربي لانه کان علی درجه اعلی من الایمان یعني العشق فقال الله . یعني کیف تخاف و الله معنا ؟؟؟؟؟ معه کل الحق !!! اذا حسیت الله ( لا الرب ) بکل جوارحک و وجودک فستسقط باقي الاشیاء من تلقاء نفسها ...

المرحله الاخیره من الایمان لا یوجد لها اسم و اکثر العارفین حین وصلوا لهذه المرحله لم یتکلموا و عاشوا في صمت .

فی مرحله الحب یوجد انا و و ابني و اهلي و ربي و الجنه و النار و کل شیئ .

فی مرحله العشق یوجد عاشق والمعشوق .

فی مرحله التوحید لایوجد شیئ الا هو ...

یعني حتی العاشق لا یحس بوجوده لهذا لا یوجد اسم لان العاشق لیس موجودا حتی یضع لما یحسه اسم او صفه .... کل شیئ هو ....

" یوم لا ینفع مال و لا بنون * الا من اتی الله بقلب سلیم " شعراء 88-89

الایه الاولی نتفی الحب و توجهنا نحو العشق ، القلب السلیم هو القلب الخالي من کل شیئ و الملیئ بالعشق .

هذا کان آخر درس في الشریعه و سندخل في الطریقه ان شاء الله .

f