الغدد الصم  (قائمة المقالات)

 

جهاز الغدد الصماء

بالإضافة إلى الدم والجهاز اللمفاوي يحتوي جسم الإنسان على سوائل أخرى تتلقى هي أيضاً شحنة ثابتة من طاقة الأرض والسماء، ومن المسارات. وتقوم هذه السوائل المشحونة بإحدى الوظيفتين التاليتين:
1- تؤثر هذه السوائل في أداء الأعضاء وتعرف في هذه الحالة بالهرمونات.
2- تساعد هذه السوائل على تفكيك جزيئات الطعام، فتشكل في هذه الحالة السوائل الهضمية.
نستطيع أن نفهم أن السائل الهضمي المشبع يحل المواد الغذائية من خلال تفحصنا نموذج جزيء الماء.
يتألف جزيء الماء من ذرة أكسجين واحدة، وهي ين وذرتي هدروجين، وهما يانغ، ومع ذلك فإن إحدى ذرتي الهدروجين تحمل شحنة موجبة، والأخرى تحمل شحنة سالبة.
عندما توضع مادة معينة في الماء، فإن مكوناته الأكثر يانغ ينجذب إلى القطب ين من جزيء الماء، بينما تنجذب مكوناتها الأكثر ين من قبل القطب المضاد. تؤدي هذه العملية إلى تفكك المادة، وهكذا فإن الماء يعرف بأنه المذيب الكوني.
مجموعة أخرى من هذه السوائل المشبعة تعرف بالهرمونات. إن الغدد الصم الرئيسة تقع على طول القناة الأرواحيّة، (spiritual channel) باستثناء غدتي الكظر اللتين تتمايزان على كلا الجانبين.

الشكل النموذجي العام لجهاز الغدد الصم:
تدخل القوة السمائية المتجهة نحو الأسفل إلى الجسم عبر لولب في أعلى الرأس، فتشحن وتنشط الدماغ الأوسط. أضف إلى ذلك أن هذه القوة مسؤولة عن تكون اللهاة الجنيني، من ناحية أخرى، تمر القوة الأرضية عبر الجسم متجهة نحو الأعلى، وهي مسؤولة عن تكون اللسان.
وينتج اللعاب في هذه المنطقة جراء تفاعل هاتين القوتين، فيقوم مقام السائل الهضمي المرتفع الشحنة. وفي الواقع، يتولد هذا السائل الهضمي بفعل المضغ. وخلال عملية التطور البيولوجية، يمر الإنسان في مرحلة الثدييات. وفي هذه المرحلة تمر القوة الكونية عبر العجز فتعبر العمود الفقري باتجاه الدماغ الأوسط. وفي الوقت نفسه، تمر هذه القوة عبر مؤخرة الرأس فتولد لهاة أخرى في عمق الدماغ. و تعرف هذه اللهاة بالغدة النخامية، وهي تفرز سائلاً مشحوناً بالطاقة يعرف بالهرمون النخامي.
وفي الواقع، تنشأ علاقة متتامة ومتضادة بين الرأس والجذع. وما يتكون في الرأس بشكل متلازن، يتكون أيضاً في الجذع بشكل أكثر تمدداً.
وفي ما يتعلق بجهاز الغدد الصماء، تتفرع الغدة النخامية الواقعة في الرأس المتلازن إلى عدة غدد صماء في الجذع المتمدد. وتكون هذه التفرعات على الشكل التالي:
1- الحلق: الغدة الدرقية وهي ين أكثر، الغدة الدريقية وهي يانغ أكثر.
2- فوق الكليتين: تفرز الغدتان الكظريتان هرمونات من نوع الين واليانغ على حد سواء.
3- البنكرياس: يفرز البنكرياس هرمونات ين ويانغ.
4- المعى الإثنا عشر: يفرز الغشاء المخاطي للمعى الإثني عشر مجموعة متنوعة من الهرمونات.
5- المنسل (أو الغدد التناسلية): تتنوع الهرمونات الجنسية بين ين ويانغ.
6- المشيمة: تنشأ أثناء الحمل.

وبما أن هذه الغدد تشكل تفرعات متضادة ومتتامة للغدة النخامية، فهي بالتالي تتأثر بإفرازات هذه الغدة. فلنفرض على سبيل المثال أنك مررت بالمخبز ولمحت كعكة شهية المنظر في واجهة المحل. عندها ستحفز الصورة المرئية للكعكة الغدة النخامية التي تحفز بدورها الغدتين الدرقية والدريقية لديك، مما سيؤدى إلى إفراز اللعاب والعصارات المعوية. كما أنها ستحفز الغشاء المخاطي للمعى الإثني عشر الذي يؤدي بدوره إلى إفراز السائل الهضمي.
وبالتالي فإن هذه السوائل الهضمية والهرمونية سيتم إفرازها حتى قبل أن تأكل الكعكة.

مثال آخر على هذا الواقع ما يحدث لرجل عندما يرى امرأة فاتنة الجمال. ففي هذه الحالة، سينتقل التحفيز الناجم عن رؤية المرأة إلى الدماغ الأوسط الذي يحفز بدوره الغدة النخامية. وعندها، تؤثر إفرازات النخامى على الغدد الكظرية والتناسلية والنتيجة تكون إنجذاب الرجل جنسياً إلى المرأة.
من ناحية أخرى، تشحن القوة الكونية أعضاء الرجل الجنسية، مما يعني أن القضيب يشكل لهاة ثانية. وفي الواقع، تكون إفرازات الأعضاء الجنسية الذكورية مشحونة بطاقة كهربائية مغنطيسية أي أنها (حية). وهذا ما يجعل السائل المنوي قادراً على الحركة.

الغدة النخامية

تقع الغدة النخامية في قاعدة الدماغ، وهي تتكون من فلقة أمامية وأخرى خلفية. وتفرز الفلقة الأمامية من الغدة النخامية الهرمونات التالية وهي هرمونات من نوع الين:
1- هرمون النمو الذي يضبط عملية النمو.
2- الهرمون الموجه للدرقية والذي يضبط نمو الغدة الدرقية ووظيفتها.
3- الهرمونات الموجهة للمنسل (أو القند) وهى تتحكم بالأعضاء التناسلية.
4- البرولكتين وهو هرمون يحفز إفراز الغدد الثدية للحليب.
5- الهرمون الموجه لقشر الكظر، وهو هرمون ضروري لنمو قشرة الكظر ونشاطها.

أما الهرمونات التالية، فهي من نوع اليانغ وتفرزها الفلقة الخلفية من الغدة النخامية:
1- الفازوبريسين (الهرمون المضاد للإبالة) الذي يجعل الأوعية الدموية تنقبض ويمنع التبول.
2- الأكسيجوسين الذي يتسبب بانقباض الرحم.

هذه هي في الواقع الهرمونات الأساسية المعروفة التي تفرزها الغدة النخامية ومن المرجح أن هذه الغدة تفرز هرمونات أخرى لم يتم التعرف عليها بعد.

الغدة الدرقية والغدد الدريقية

تقع هذه الغدد في منطقة الشاكرا من الحلق. وفي الواقع إن الغدد الدريقية (وعددها أربع) تقع في الغدة الدرقية التي تكون أكبر حجماً وأكثر اتساعاً من الغدد الدريقية. وتقوم بين الغدة الدرقية والغدد الدريقية علاقة متتامة ومتضادة.
فالغدة الدرقية تفرز هرمون التيروكسين الذي يضبط استقلاب الجسم القاعدي أو معدل تأكسد الخلايا. أما الغدد الدريقية فتفرز هرمون الدريقات الذي يتحكم باستقلاب المعادن كالكلسيوم والفسفور.

الغدد الكظرية

تقع الغدتان الكظريتان في أعلى الكليتين، وهما تتفرعان إلى منطقة محيطية أي بعيدة عن المركز تعرف بالقشرة، وإلى منطقة مركزية تعرف بالنخاع (الكلوي). وفي حين تفرز القشرة الهرمونات ين، يفرز النخاع الهرمونات يانغ. وإن بنية القشرة أكثر تميزاً من بنية النخاع. فالقشرة تفرز مجموعة من الهرمونات أهمها تلك المعروفة بالستيرويد، وهي هرمونات تضبط استقلاب البروتينات غير المهضومة والدهون والكربوهدرات، كما تضبط توازن معدل المياه والملح في الجسم. وبالإضافة إلى ضبط استقلاب المغذيات، تحفز هذه الهرمونات أداء الفرع نظير الودي من العصب المستقبل.
أما النخاع (الكلوي)، فيفرز هرمونين هما الأدرينالين والنورادرينالين اللذين يؤثران على بعض وظائف الجسم على نحو شبيه بالتأثير الناجم عن تحفيز العصب الودي السوي.
وتقوم الغدتان الكظريتان الواقعتان في مركز الجسم بدور بالغ الأهمية في جهاز الغدد الصماء تتمثل بالعلاقة القائمة بين الغدة النخامية والغدتين الكظريتين. أما الغدد الصماء الأخرى، فتشكل تفرعات لهاتين الغدتين.

البنكرياس

يقوم البنكرياس بوظيفة مزدوجة تتمثل بإفراز الهرمونات والعصارات الهضمية على حد سواء. ويتم إفراز هذه الهرمونات في منطقة من البنكرياس تعرف بجزيرات لنغرهنس. ونميز في هذه الجزيرات نوعين رئيسين من الخلايا، هما الخلايا الصغيرة بيتا التي تفرز هرموناً من نوع اليانغ هو الأنسولين، وخلايا ألفا الأكبر حجماً والتي تفرز هرموناً من نوم الين يعرف بالغلوكاغون. إن هذين الهرمونين كليهما يؤثران على عملية استقلاب الكربوهدرات. فالأنسولين يخفض معدل السكر في الدم، بينما يزيد الغلوكاغون هذا المعدل بتحفيز الكبد على إفراز الغلوكوز.

المعى الاثنا عشر

يفرز سطح المعى الإثني عشر هرمونات عديدة تؤثر على أداء البنكرياس والكبد والحويصلة الصفراوية والمعدة. ونذكر من هذه الهرمونات:
1- السكريتين الذي يحفز هو أيضاً إفراز عصارة البنكرياس يشجع تدفق الصفراء في الكبد.
2- البنكريوزيمين الذي يحفز هو أيضاً إفراز عصارة البنكرياس.
3- الكوليسيستوكينين، وهو هرمون يجعل الحويصلة الصفراوية تنقبض وبالتالي تطلق الصفراء.
4- الإنتروغاسترون الذي يحد من نشاط المعدة، بما في ذلك إفراز الحمض المعدي.

ويشكل المعي الإثنا عشر جزءاً متلازناً من الجهاز الهضمي. وبالرغم من أن الهرمونات التي يفرزها متفاوتة الدرجات، إلا أنها عموماً من نوع اليانغ، وهي على علاقة متضادة مع الأجزاء الأكثر تمدداً في الجسم كجدار المعدة مثلاً. وبما أن المعى الدقيق أطول وأكثر اتساعاً، يفرز هذا المعي العصارة المعوية وهي ين أكثر.

المنسل

تكون هذه الغدد إما أنثوية وإما ذكرية. وبالتالي، فإن الهرمونات التي تفرزها هذه الغدد تختلف بحسب جنسها. وفي حين تفرز الهرمونات الأنثوية بشكل رئيس في المبيضين، يتم إفراز الهرمونات الذكرية من قبل الخصيتين.

"أ" المبيضان: إن الجريب المبيضي وهو كتلة من الخلايا لولبية الشكل تنمو فيها البيضة، يفرز مجموعة من الهرمونات تعرف بالأستروجين.
والواقع أن هرمونات الأستروجين المعروفة أيضاً بالهرمونات الأنثوية تقوم بدور أساسي في نمو العلامات الأنثوية والحفاظ على الشهوة الجنسية. وقد اشتهرت هرمونات الأستروجين نتيجة استخدامها في حبوب منع الحمل، وهي في الواقع من نوع الين.
أما البروجسترون فيشكل هرموناً يفرزه الجسم الأصفر. وهذا الأخير عبارة عن كتلة من الخلايا تنمو في الجريب الذي يتمزق بعد الإباضة. وبتأثير من البروجسترون، يتحضر الرحم لاستقبال البيضة الملقحة. وإن حدث الغرس، يستحث البروجسترون أكثر الهرمونات الأنثوية يانغ.

"ب" الخصيتان:
تعرف الهرمونات الذكرية بهرمونات الأندروجين، وأهمها التستوستيرون. فالتستوستيرون هرمون يضبط نمو العلامات الذكورية التي تظهر عند البلوغ كنمو شعر الوجه والصوت الأجش. والتستوستيرون هومون من نوع اليانغ.

المشيمة

خلال الحمل تفرز المشيمة الهرمونات التالية:
1- موجهة القند المنسل المشيمائية.
2- الأستروجين.
3- البروجسترون.
و تشكل موجهة القند المشيمائية القاعدة الأساس للعديد من فحوصات الحمل، باعتبار هذا الهرمون يظهر في دم وبول النساء في غضون أسبوعين بعد عملية التلقيح. وفي الواقع، إن هذا الهرمون يحفز تكوّن المشيمة و يفرز مباشرة بعد غرس البيضة الملقحة. وأثناء العمل توفر المشيمة أيضاً إفراز الأستروجين والبروجسترون على حد سواء.

مدى تأثير الهرمونات النخامية

تقوم الغدة النخامية بدور أساسي في تنظيم عملية الإنتاج الهرموني. وبالتالي في تنظيم جميع العمليات التي تتم في الجسم، من هضم واستقلاب ونمو وتوالد الخ... وهي (أي الغدة النخامية) تقوم بوظيفتها بواسطة إشارات كيميائية ترسلها إلى مختلف الغدد الصماء، في تيار الدم، تحثها على إطلاق هرموناتها. فإذا ما أشرف هرمون ما على أن يتجاوز في الدم النسبة السوية، كان ذلك إشارة (كيميائية أيضاً)، إلى النخامية لتوقف إرسال إشاراتها الحاثة، الخاصة بهذا الهرمون. بهذا النظام الإرجاعي تنظم الغدة النخامية وظائف الغدد الصم الثمانية التالية:
1- الدرقية.
2- الدريقية.
3- الجزء الخارجي من الكظر أو القشر الكظري.
4- الجزء الداخلي من الكظر أو لب الكظر.
5- خلايا ألفا البنكرياسية.
6- خلايا بيتا البنكرياسية.
7- الغدد التناسلية: الخصيتين أو المبيضين.
8- غشاء الإثني عشر (العفج) المخاطي.

إن أكثر الهرمونات يانغ في جهاز الغدد الصم، تبدي علاقة بوظائف العصب الودي، فيما تتصل أكثر الهرمونات (ين)، بوظائف العصب اللاودي.
إن الوظيفة المركزية للنظام الهرموني تكمن في تنظيم استعمال الطعام والتحكم فيه، يشمل ذلك هضم الأطعمة الصلبة ومدخول الأكسجين واستعماله بالإضافة إلى استقلاب وتوازن هدرات الكربون والدهون والبروتينات والمعادن والماء. هذه الوظائف التي تؤدي إلى نمو الجسم والحفاظ على النشاط والمقدرة على التوالد.

أمراض جهاز الغدد الصماء

نميز عموماً بين نوعين رئيسين من الخلل في وظائف جهاز الغدد الصماء. ويتمثل هذان النوعان من الخلل بِ:
1- نقص الإفراز حيث أن الكمية المفرزة من هرمون معين لا تكون كافية.
2- وفرط الإفراز وفي هذه الحالة تتجاوز الكمية المفرزة الحد المطلوب.
إن نقص الإفراز أو فرطه قد يولد حالة من عدم التوازن على الشكل التالي:
1- النقص في إفراز هرمون من نوع الين يولد حالة يانغ متطرفة.
2- النقص في إفراز هرمون من نوع اليانغ يولد حالة ين متطرفة.
3- الفرط في إفراز هرمون من نوع الين يولد حالة ين متطرفة.
4- الفرط في إفراز هرمون من نوع اليانغ يولد حالة يانغ متطرفة.

و سنستعرض في ما يلي بعض الإضطرابات الوظيفية المحددة في كل من الغدد الصماء الرئيسة.

النخامى

إن النقص في إفراز هرمون مسبب للتمدد كهرمون النمو مثلاً يؤدي إلى القزامة إن ظهرت هذه الحالة في عمر مبكر، وإلى الدنف النخامي إن ظهرت في مرحلة متأخرة من العمر.
والحالتان من نوع اليانغ المتطرف.
أما النقص في إفراز نوع معاكس من الهرمونات كالفازوبريسين، فيولد حالة تعرف بالبوالة التفهة و هي تتمثل بالخسارة المفرطة لسوائل الجسم نتيجة ازدياد تواتر التبول.
من ناحية أخرى، إن الفرط في إفراز هرمون مسبب للتمدد كهرمون النمو يولد لدى ظهوره في مرحلة مبكرة العملقة، بينما يولد في حالة ظهوره في مرحلة متأخرة حالة تعرف بضخامة النهايات. أما الفرط في إفراز نوع معاكس من الهرمونات كالهرمون المضاد للإبالة، فيؤدي إلى حالة يصعب معها التبول.

الغـدة الدرقية

قد يؤدي النقص في إفراز التيروكسين إلى:
1- دراق بسيط هو عبارة عن اتساع الغدة الدرقية نتيجة افتقار الغذاء إلى اليود.
2- داء النورس في سن الرشد أو الفدامة في مرحلة الطفولة.
ويتشارك داء النورس والفدامة في بعض العوارض كالتخلف العقلي والإعاقة الجسدية والإستقلاب غير الطبيعي وانخفاض درجة حرارة الجسم وبطء النبض القلبي والجلد السميك. وفي حال الإصابة بداء النورس، يتورم الأنف ويتساقط شعر الرأس. وفي الواقع تنجم هاتان الحالتان عن الإفراط في تناول أطعمة الين أو اليانغ.
أما الفرط في إفراز التيروكسين، فقد يؤدي إلى دراق جاحظ أو سام، ويتميز الدراق الجاحظ بتورم الحلق وارتفاع المعدل الاستقلابي وتسارع النبض القلبي وضعف العضلات وضيق التنفس والاضطرابات العصبية والتهيجية والرعاش و جحوظ المقلتين. أما الدراق السام، فينجم عن ورم في الغدة الدرقية وعوارضه مشابهة لعوارض الدراق الجاحظ باستثناء جحوظ العينين.

الدريقية

إن النقص في إفراز هرمون الدريقات يؤدي إلى انخفاض معدل الكلسيوم في الدم. وتعرف هذه الحالة بالتكزز وهي تسبب المغص الحاد والتشنجات العضلية. أما الفرط في إفراز هرمون الدريقات فيؤدي إلى امتصاص الكلسيوم من العظام وتفريغه في الدم. وقد ينجم عن هذه الحالة المعروفة بالتهاب العظم الليفي تغيرات في العمود الفقري وتراكم الكلسيوم في الكلى.

الكظرية

إن أمراض النخاع (الكلوي) نادرة جداً. أما الخلل في الغدد الكظرية، فتتجلى في معظم الأحيان في القشرة. فإن النقص في إفرازات القشرة بسبب داء أديسون، وهو داء يتميز بانتكاس منطقة القشرة مما يسبب التعب وانخفاض الضغط الدموي وانخفاض معدل الاستقلاب القاعدي وضعف العضلات وتلون الجلد على نحو غير طبيعي. وفي الواقع، ينجم هذا الداء عن الإفراط في الأكل وفي تناول المنتجات الحيوانية والملح.
أما الفرط في إفرازات القشرة الذي يحدث خلال فترة الحمل أو في مرحلة الطفولة، فيؤدي إلى نمو جنسي مبكر أو إلى قصور في نمو الأعضاء الجنسية. أما إن ظهرت هذه الحالة في سن متأخرة، فقد تؤدي إلى نزعة لتغيير الجنس.

البنكرياس

إن النقص في إفرازات الأنسولين يتسبب بداء السكري، بينما الفرط في إفراز هذا الهرمون يؤدي إلى فرط الأنسولين.

الخصيتان والمبيضان

يؤدي النقص في إفرازات الخصيتين إلى تناقص الشهوة الجنسية. وفي ما يتعلق بالمبيضين، قد يتسبب النقص في إفراز الأستروجين بضمور الرحم وضعف الطاقة الجنسية، بينما يؤدي النقص في إفراز البروجسترون إلى اضطرابات في الحيض وربما الإجهاض. أما الفرط في إفرازات الخصيتين والمبيضين فيولد رغبات جنسية حادة.
وفي الواقع، إن تشخيص أي خلل في الغدد الصماء أمر سهل. فعلى سبيل المثال، بعض الاضطرابات في القسم الأعلى من الجسم كخطوط العينين ومشاكل الأذنين والاعتلال العقلي وغيرها مرتبطة باختلال وظيفي في النخامى و/أو الغدة الدرقية. أما الاضطرابات في القسم الأسفل من الجسم كصعوبة الهضم والاضطرابات الجنسية وغيرها فمرتبطة بخلل في وظيفة الغدد الكظرية أو الغدد الصماء السفلية وبالتالي، فإن هذه الأمراض كلها مرتبطة بالخلل الوظيفي لجهاز الغدد الصماء، حتى أن بعض المشاكل كالعد أو البثور تشير إلى إفراز مفرط لهرمونات الين في الدم.

مقاربة الماكروبيوتك لأمراض جهاز الغدد الصماء

1-مقاربة غذائية
تتمثل مبادئ مقاومة الاضطرابات في جهاز الغدد الصماء بما يلي:
(1) في حالة النقص في إفراز هرمون ين أو الفرط في إفراز هرمون يانغ، يتوجب على الشخص المريض أن يتبع نظاماً غذائياً ين إلى حد ما.
(2) عند النقص في إفراز هرمون يانغ أو الفرط في إفراز هرمون ين، يتوجب على الشخص المريض أن يتبع نظاماً غذائياً يانغ إلى حد ما.
وينبغي بالطبع أن يشكل نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي أساس المعالجة، مع إجراء هذه التعديلات البسيطة المذكورة أعلاه. فعلى سبيل المثال، في حالة الفائض في الين، ينبغي أن تكون نسبة بذور السمسم إلى الملح في الجوماشيو 10 إلى 1 أو 8 إلى 1 تقريباً. أما في حالة الفائض في اليانغ، فتكون هذه النسبة 12 أو 15 إلى 1 تقريباً. أضف إلى ذلك أنه يتوجب على الشخص الذي يعاني من حالة ين مفرطة تناول حساء الميزو القوي الطعم، في حين يقدم للشخص الذي يعاني من حالة يانغ مفرطة، حساء الميزو الخفيف الطعم. وفي ما يتعلق بالخضر، نشير إلى أن الخضر ذات الأوراق الكبيرة مفيدة لشخص يعاني من حالة يانغ مفرطة، بينما الخضروات الجذور مفيدة لمن يعاني من حالة ين مفرطة.

ولنفرض على سبيل التجسيد العملي أن امرأة تعاني من نقص في إفراز الأستروجين. لمعالجة هذه الحالة، يتوجب على المرأة المصابة أن تتجنب المنتجات الحيوانية وتقلل الطبخ للطعام وتركز على الخضر ذات الأوراق الكبيرة مع تناول كمية قليلة من الفواكه من حين إلى آخر. أما إن كانت المرأة تعاني من فرط إفراز الأستروجين أو قد سبق وتناولت حبوب منع الحمل، فننصحها في هذه الحالة باتباع نظام غذائي يانغ إلى حد ما. وان افتقار الرجل للحيوية الجنسية أو ظهور علامات أنثوية لديه ينجم بشكل رئيس عن الإفراط في تناول السكر ومشتقات الحليب. في هذه الحالة، ننصحه بتناول الكثير من الخضروات الجذور وتجنب السلطة. يمكنه أيضاً تناول القليل من الميزو والتماري والملح، كما يمكنه تناول الأسماك أو المنتجات الحيوانية من حين إلى آخر.

العلاجات الخارجية

يمكن استخدام العلاجات الخارجية وعلى وجه الخصوص كمادات الزنجبيل لتسريع نشاط البنكرياس أو الغدتين الكظريتين أو الغدة الدرقية أو الغدد الدريقية. فيمكن على سبيل المثال وضع كمادة زنجبيل مرة واحدة في اليوم على منطقة البنكرياس لمعالجة داء السكري، على أن يستغرق هذا العلاج من أسبوعين إلى أربعة أسابيع بغية تنشيط الدورة الدموية وتدفق الطاقة الحيوية.

العلاج من خلال المسارات

بما أن الغدد الصماء تتلقى من البيئة المحيطة شحنة ثابتة من الطاقة الكهربائية المغنطيسية، يمكننا تسريع نشاط هذه الغدد بتحفيز خطوط الزوال وذلك من خلال التدليك شياتسو أو الكي بالميسم أو الإبر. وبالرغم من أنه ما من حاجة ماسة تقتضي إضافة هذه التقنيات أو العلاجات الخارجية إلى المعالجة الغذائية لإضطرابات الغدد الصماء، إلا أنها تساعد على تسريع عملية الشفاء. ولتحديد النقاط المشار إليها أدناه بالأرقام، نرجو مراجعة كتاب الشياتسو الصادر عن دار الخيال للعثور على مواقع الضغط (تسوبو) بشكل موسع.

"أ" النخامى: لمقاربة الأمراض التي تنشأ في هذه الغدة يمكن استخدام النقطة الواقعة في مقدمة الرأس والمرتبطة بالعين الثالثة (منتصف الجبين وإلى الأسفل قليلاً).


"ب" الغدة الدرقية والغدد الدريقية: يمكن استخدام أي من النقاط الرئيسة الواقعة على مسار الرئة لمعالجة اضطرابات الغدة الدرقية أو الغدد الدريقية. فهذه الغدد، وعلى غرار الرئتين، تقع في القسم الأعلى من الجسم وتؤثر في استقبال الأكسجين.
كما أن هذه الغدد ترتبط باللسان الذي يرتبط بدوره بالمعدة. وبالتالي، يمكن استخدام أي من النقاط الرئيسية على مسار المعدة.

"ج" الغدد الكظرية: يمكن مقاربة أمراض الغدد الكظرية من خلال مسار الكلية أو مسار المثانة. ونشير إلى طريقة فعالة في تنشيط هذه الغدد تتمثل بتطبيق التدليك بالأصابع (شياتسو) على مسار المثانة الممتد على أحد جانبي العمود الفقري.

"د" المعى الإثنا عشر: يتصل المعى الإثنا عشر بالمعدة والبنكرياس والحويصلة الصفراوية والكبد. وتعتبر نقاط البداية أو النهاية للمسارات هذه، والواقعة عند أصابع القدمين فعالة جداً في المعالجة. ففي ما يتعلق بخط زوال الكبد أو الطحال، استخدم الإصبع الأولى. أما بالنسبة لمسار المعدة، فعليك أن تستخدم إصبع القدم الثانية أو الثالثة، في حين يتوجب عليك استخدام الإصبع الرابعة بالنسبة لمسار الحويصلة الصفراوية.

"ه" البنكرياس: يمكن مقاربة مشاكل البنكرياس من خلال مسار الطحال والمسار المتمم والمضاد له أي المعدة. وفي هذه الحالة، تكون الأجزاء المحيطية لهذين الخطين الأكثر فعالية، وبخاصة إصبع القدم الأولى أو الثانية أو الثالثة، بالإضافة إلى منطقة المسار الواقعة تحت الركبة.

"و" القند (أو المنسل): لمعالجة الاضطرابات في الغدد التناسلية، إستخدم مسار الكلية أو مسار المثانة.

داء السكري

تنجم هذه الحالة التي تصيب ملايين الأشخاص عن فشل جزيرات لنغرهنس (الواقعة في البنكرياس) في إفراز كمية كافية من الأنسولين. وفي الواقع، إن النقص في إفراز الأنسولين وهو هرمون يانغ، يظهر عندما تكون حالة الدم ين مفرطة ويرتفع مستوى السكر في الدم على نحو ملفت. وتعرف هذه الحالة بفرط سكر الدم. ففي الظروف العادية، يكون معدل السكر في الدم حوالي: 10 مليغرام (10ملغ إلى 120 ملغ) في كل 100 سنتيمتر مكعب من الدم. ويظهر التعب والإرهاق عندما يزيد هذا المعدل عن 130 مليغرام. وإن تجاوز المعدل 180 مليغرام، يتم بلوغ العتبة الكلوية. وعند هذا الحد، يبدأ السكر بالظهور في البول (البيلة السكرية) ويرتفع معدل التبول (البُوال ). إن خسارة الجسم للمياه نتيجة التبول المفرط تجعل المريض يشعر بالعطش، في حين تسبب له خسارة الغلوكوز والمعادن المرافقة لهذه الحالة شعوراً بالجوع.

وبما أن داء السكري يؤدي إلى خلل في استقلاب السكر، لا تتم عملية تأكسد الدهون، وهي عملية مرتبطة بتأكسد الغلوكوز، على النحو الصحيح. وغالباً ما ينتج عن الدهون المتأكسدة بشكل جزئي ما يعرف بأجسام الكيتون. ويظهر الأسيتون (C3H6O) في البول مما يتسبب بانبعاث رائعة الأسيتون مع النفس. وتتشكل أيضاً كميات هائلة من أجسام الكيتون الحمضية، وتستوجب هذه الحالة الحفاظ على دارئة ثابتة تستنزف مخزون
المعادن في الجسم وتؤدي هذه الحالة إلى الحماض وتعيق استقلاب ثاني أكسيد الكربون.
وبما أنه يصعب عندها التخلص من ثاني أكسيد الكربون يتحول هذا الأخير إلى مادة سامة في الجسم قد تسبب الاختلاجات أو الغيبوبة أو الوفاة.

أضف إلى ما تقدم أن ارتفاع مستوى السكر في الدم يتسبب بضعف الأجزاء المحيطية من الجسم، وبخاصة الجلد. وعندها يستغرق التئام الجروح وقتاً طويلا وتظهر التقرحات الجلدية، ويفقد الجلد مرونته الطبيعية ويتصلب، ويصبح دوران الدم في اليدين والقدمين ضعيفاً. وبما أن داء السكري يؤدي إلى استنفاذ المعادن، تصبح بنية الأسنان ضعيفة، كما يترافق هذا الداء مع اضطرابات مختلفة في العينين كالزرق. في الماضي كان داء السكري يعتبر من أمراض الشيخوخة باعتباره كان شائعاً أكثر بين الأشخاص الذين تجاوزوا الستين من العمر وحققوا في معظم الحالات نجاحاً مادياً يسمح لهم بتحمل نفقة الترف في الطعام والشراب. أما اليوم فقد يظهر داء السكري في أي عمر حتى أنه قد يصيب الشباب. وتتمثل المعالجة الطبية الحالية لداء السكري بحقن الجسم بالأنسولين، إلا أن هذه المعالجة لا تشفي الداء. وبما أن استهلاك الكربوهدرات يؤثر على استعمال الأنسولين، ينبغي أن تكون الجرعات معدلة بحسب غذاء المريض ونشاطه. وفي كثير من الحالات، يفرض على المصابين بداء السكر نظام غذائي غني بالدهون والبروتينات وفقير بالكربوهدرات. وإن جرعة زائدة من الأنسولين قد تتسبب بصدمة أنسولين واختلاجات وغيبوبة وفي بعض
الأحيان بالوفاة. أما النقص في جرعة الأنسولين، فلا يشفي المريض من عوارض داء السكري.

وفي الواقع، من الصعب الحفاظ على جرعة صحيحة من الأنسولين، ولا بد من التحقق من حالة المريض على الدوام، وضبط جرعة الأنسولين التي ستعطى له. وقد اكتشف مؤخراً أن عملية امتصاص الأنسولين تكون أكثر بطءاً لدى مزجه بالبروتامين والزنك، مما يستدعي تقليل عدد الحقنات. أضف إلى ذلك أن بعض الأدوية التي تعطى عبر الفم وبخاصة الأوريناز باتت تعتبر فعالة في ضبط مستوى السكر في الدم.

سبب داء السكري:
لم يعرف سبب داء السكري طبياً، وإنما حسب مبدأ الموحد والين واليانغ يصبح حل هذه المشكلة عملية سهلة. فالأنسولين يفرز في البنكرياس من قبل جزيرات لنغرهنس فتتكاثر هذه الكتل من الخلايا في البنكرياس ويتراوح عددها بين 200000 و 1800000 وهي تكثر بشكل رئيس في الجزء الذيلي من البنكرياس. وفي حين تفرز الخلايا اليانغ (بيتا) الأنسولين، تفرز خلايا الين (ألفا) الغلوكاغون. وعند الإصابة بداء السكري، تتمدد الخلايا بيتا وتفقد قدرتها على إفراز الأنسولين. وتنجم هذه الحالة في الواقع عن فرط الين في الدم نتيجة الإفراط في استهلاك السكر والفواكه والحليب والمنتجات الكيميائية وغيرها من الأطعمة كالمنتجات الحيوانية التي تولد حالة حمضية ين.

مقاربة الماكروبيوتك لداء السكري

"أ" المقاربة الغذائية: تهدف مقاربة الماكروبيوتك لداء السكري إلى إعادة إحياء مقدرة الخلايا بيتا على إفراز الأنسولين، وهذا يتحقق بجعل النظام الغذائي للمريض يانغ أكثر وبممارسة التمارين الرياضية. وإنما لا ينبغي أن يحتوي غذاء المريض على أطعمة يانغ متطرفة لأنها ستتسبب بانجذاب إلى الأنواع المعاكسة من الطعام الين مما أدى إلى حدوث داء السكري وتطوره في أول الأمر.

ويتوجب على الشخص المصاب بداء السكري أن يتجنب جميع الأطعمة المتطرفة من نوع الين أو اليانغ، كما يتوجب عليه الالتزام بالأطعمة التي يوصي بها نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي. وينبغي أن تشكل الحبوب الكاملة 50 إلى 60% من غذاء المريض، ونوصي بتناول حبوب من نوع اليانغ كالأرز القصير الحبة والدخن والحنطة السوداء. فالدخن يحتوي على نسبة مرتفعة من الفيتامينات ب التي تقوم مقام مادة محفزة فيتكوّن
الهرمونات كالأنسولين مثلاً. وينبغي طبخ الحبوب مع كمية ضئيلة من الملح البحري. ينبغي أن يكون الجوماشيو يانغ أكثر، وربما من 8إلى 1 أو من 10 إلى 1، ويتوجب على المريض أن يتناول كل يوم طبقاً واحداً من الحساء، على أن يكون لحساء الميزو أو التماري مذاقاً مالحاً نوعاً ما، وعلى أن يشكل الحساء 5% من غذاء المريض اليومي.

أما بالنسبة إلى الخضار، فينبغي أن تشكل من 20 إلى 25% من الغذاء اليومي وتكون مقلية بسرعة في قليل من الزيت مع الملح أكثر من المعتاد. وان شعر المريض بالعطش، من المفضل أن يزيد قليلاً كمية الزيت على أن يخفف كمية الملح. وينبغي استخدام زيوت يانغ كزيت السمسم أو زيت الذرة على وجه الخصوص. وان أفضل أنواع الخضر في هذه الحالة هي الخضر ذات الجذور كالجزر والأرقطيون. وإنما ينبغي أيضاً استخدام الخضر المستديرة الشكل التي تنمو على سطح التربة كالبصل والملفوف. أما الخضر الورقية، فينبغي اختيارها بحسب الشكل والأفضلية تكون للخضر ذات الأوراق الصغيرة والقاسية كأوراق الدايكون وأوراق الجزر والبقدونس واللفت وقرة العين.

من ناحية أخرى، ينبغي أن تشكل البقوليات من 10 إلى 15 % من الغذاء، مع أفضلية للبقوليات ذات الحبوب الصغيرة كالأدوكي والعدس. أما الحمص فيعتبر من أطعمة الين المفرطة بالنسبة للمصاب بداء السكري. ويتوجب أيضاً على الشخص المريض تناول الأعشاب البحرية بنسبة 3 إلى 4% فقط، على أن يتم تناولها بشكل منتظم لتزويد الجسم بالمعادن.
أضف إلى ما تقدم أنه يتوجب على المصاب بداء السكري تجنب الفواكه حتى وإن كانت مطبوخة. أما المذاق الحلو، فيتوافر في السكر المركب الذي تحتوي عليه الحبوب والخضر كالقرع واليقطين والجزر. وعلى سبيل التحلية، يمكن للمريض استثنائياً تناول حلوى معدة من حبوب الأزوكي المحلاة بعسل الأرز أو بملت الشعير.
ونوصي المصاب بداء السكري بتناول طبق خاص يشتمل على 50% من القرع و30% من حبوب الأزوكي و20% من عشبة البحر كومبو. وينبغي طهو هذه المكونات بعضها مع بعض وتتبيلها بالملح البحري ويمكن إضافة بضعة قطرات من زيت السمسم أثناء الطهو. هذا الطبق حلو المذاق ويتوجب على المريض أن يأكل منه مقداراً بحجم كرة البيسبول في كل
وجبة.

كما ويمكن للمريض أن يتناول المخللات المالحة، على أن تكون هذه المخللات محضرة بالطريقة التقليدية منذ ثلاثة أشهر على الأقل وبصورة عامة، يتوجب على المصاب بداء السكري أن يحد من شربه للسوائل، ونوصيه بتناول الشاي المصنوع من الحبوب المحمصة. أضف إلى ذلك أنه يحظر على هذا المريض تناول الزيت النيء الذي يضاف مثلاً إلى السلطة.

"ب" عادات الأكل: يتوجب على الشخص المصاب بداء السكري أن يمضغ الطعام جيداً. ومن المفضل أن يمضغ كل لقمة من 100 إلى 200مرة. وننصحه أيضاً بتناول كميات قليلة من الطعام أربع أو خمس مرات كل يوم على أن يتناول وجبة وحيدة كبيرة.
ويحظر على المريض تناول الطعام قبل ساعات قليلة من الذهاب إلى النوم.

"ج" نمط الحياة:
من الضروري أن يمارس المصاب بداء السكري الكثير من التمارين الرياضية على ألا تكون شاقة جداً، ولا ننصح بالاستحمام في المياه الساخنة لفترة طويلة أو متكررة لأنها تضعف جسم المريض وتجعله يفقد المعادن. إنما يمكن أخذ حمام ساخن وسريع في فترات متباعدة. وإن شعر المريض بالدوار بعد الحمام، يمكنه استعادة نشاطه بتناول فنجان من شاي التماري والبانشا أو قبضة من الجوماشيو. وينبغي أن يحاول المريض النهوض باكراً كل يوم مع الإشارة إلى أن الذهاب إلى النوم في وقت متأخر يحول دون تحسن حالة المريض.

"د" المعالجات الخارجية:
إن كمادات الزنجبيل الساخنة والمعالجة من خلال المسارات تساعد على تسريع عملية شفاء المريض.

"ه" الدواء:
ينبغي أن يتابع المصاب بداء السكري العلاج بالأنسولين طوال الأسبوعين الأولين من البدء باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي. وإذ تبدأ حالة البنكرياس بالتحسن يسترد شيئاً فشيئاً مقدرته على إفراز الأنسولين، مما يسمح للمريض بتخفيض جرعات الأنسولين بشكل تدريجي. ومن هنا ينبغي أن يعي المريض حاجاته المتغيرة ويضبط جرعات الأنسولين وفقاً لهذه الحاجات. وإن ظهر داء السكري بعد السن الخامسة والثلاثين، يمكن معالجته خلال مهلة تتراوح بين شهرين وأربعة أشهر. أما معالجة داء السكري الشبابي، فيشكل عملية أصعب. ففي كثير من الحالات، نشهد تحسناً ملحوظاً في حالة المريض، ولكن بعد بلوغ مرحلة معينة، كتخفيض جرعات الأنسولين من 60 وحدة في اليوم الواحد إلى 10 وحدات تقريباً، تطرأ بعض التقلبات على حالة المريض. ففي الواقع من الصعب جداً شفاء الأشخاص الذين لم تتجاوز أعمارهم سن العشرين على نحو تام.

ومن الأسباب غير المباشرة للإصابة بداء السكري الشبابي نوعية الأطعمة التي تناولتها الأم في فترة الحمل. فبما أن نوعية الغذاء الذي يتناوله معظم الأشخاص قد ساءت في الأعوام الأخيرة، يولد أطفال كثيرون ببنية ضعيفة، فيكونون بالتالي عرضة أكثر للإصابة بالأمراض كداء السكري مثلاً.

ولكن بما أن المصابين بداء السكري الشبابي غير متقدمين في السن، ينبغي أن يكونوا قادرين على إعادة إحياء خلايا البنكرياس لديهم بسرعة أكبر مما هي الحال مع الراشدين.
والواقع أن الصعوبة تكمن في حاجة الأطفال والشباب إلى هرمونات ين أكثر من الراشدين باعتبار أنهم لا يزالون في طور النمو. أما الأشخاص الذين تجاوزوا سن الخامسة والثلاثين فلا يحتاجون للكثير من هرمونات الين بما أن بنيتهم الجسدية قد اكتملت على مر السنين.


فرط الأنسولين

فرط الأنسولين هو حالة يانغ مفرطة يتم فيها إفراز كمية كبيرة من الأنسولين أما عوارض هذه الحالة فمغايرة لعوارض داء السكري وتتمثل بما يلي:
1- نقص سكر الدم.
2- الإرهاق.
3- ضعف العضلات.
4- فرط التعرق والعطش.
5- الاهتياج العصبي بما في ذلك القلق والعصاب.
6- الاختلاجات والغيبوبة في الحالات الخطيرة.

وإن أصيب الشخص الذي يعاني من فرط الأنسولين بالغيبوبة يمكن معالجته بحقنة مباشرة بالغلوكون.
وفي بعض الحالات، ينجم فرط الأنسولين عن جرعة زائدة منه. فتعرف هذه الحالة بصدمة الأنسولين. من ناحية أخرى، إن فرط الأنسولين المزمن قد يعود إلى نمو أورام في جزيرات لنغرهنس، أو إلى حساسية هذه الجزيرات المفرطة تجاه معدل سكر الدم. وتنمو الأورام في هذه المنطقة من الجسم نتيجة احتوائها على كمية كبيرة من الأنسولين الذي يجذب الحموض الدهنية ين التي تتخثر في ما بعد. ويتمثل العلاج الطبي النموذجي لهذه الحالة باستئصال الورم أو، في حالة الحساسية المفرطة، بإعطاء المريض غذاءً غنياً بالدهون والبروتينات وفقيراً بالكربوهدرات. ولكن هذا الغذاء مشابه للغذاء الموصى به في حالة الإصابة بداء السكري، وبالتالي هو لا يساعد على الشفاء.

في الظروف العادية، يبقى معدل السكر في الدم طبيعياً. أما الحالة غير الطبيعية، فيتم لحظها من خلال ما يعرف بفحص تحمل الغلوكوز، وهو فحص يتمثل بإعطاء المريض كمية من الغلوكوز تقارب في العادة 100 غرام بعد ليلة من الصيام. وفي حال كان الشخص سليماً، لا يرتفع عنده معدل السكر عن 150 ملغ في كل 100 سنتيمتر مكعب من الدم.

أما إن كان الشخص مصاباً بداء السكري، فسيتجاوز عندها هذا المعدل 150 ملغ، وقد يظهر الغلوكوز في التبول. و لكن في حالة الإصابة بفرط الأنسولين، ينخفض معدل السكر في الدم إلى 70 ملغ أو أقل بعد مرور أربع ساعات على إعطاء المريض الغلوكوز.

ويتوجب على الشخص المصاب بفرط الأنسولين أن يبدأ باتباع نظام الماكروبيوتك الغذائي النموذجي مع إجراء التعديلات التالية:
1- ينبغي أن يتكون الطعام الرئيس من الأرز الأسمر المطبوخ مع الدخن، ولا ينبغي طبخ الحبوب مع الملح.
2- تتبل الخضر بقليل من الزيت والملح، مع التركيز على الخضر الورقية.
3- يتوجب على المريض تناول طبقين من الحساء يومياً، على أن يكون لحساء الميزو أو التماري مذاقا معتدلاً.
4- في ما يتعلق بالفاصوليا، يتم التركيز على أنواع البقول الين كالعدس وفول الصويا والفاصوليا السوداء.
5- وبالإجمال ينبغي أن تكون طريقة الطبخ من نوع الين.

f