الحمل و الطفل  (قائمة المقالات)

 

الحــمــل

عندما تحمل المرأة تختبر عادةً عدة تغيرات جسدية وعاطفية ونفسية:

1- يتوقف الحيض
2- يكبر حجم الثديين والحلمتين وتصبح مؤلمة وقاسية عند اللمس
3- يتغير ذوقها في الطعام، وفي بعض الحالات تتضاءل رغبتها في تناول الأرز الأسمر والميزو، فيما تشتهي الفواكه والحوامض ومشتقات الحليب والسمك. لذلك من الأفضل لها أن تتبع حدسها نوعاً ما، وتحاول أن تحافظ على أسلوب الماكروبيوتك العادي في آن واحد.
4- تصبح سريعة الغضب والانفعال.
5- ترى أحلاماً بالحمل (التقيؤ).
6- كما تعاني مرض الصباح ويصيبها ذلك عندما تكون في حالة الين المفرطة، ويساعد التقيؤ في إخراج هذا الفائض، وينصح في هذه الحالة بتناول قليل من الجوماشيو وثمرة الأمبوشي.

مراحل الحمل

أ- البُييضة:

تبدأ هذه المرحلة ما قبل الجنينية بالتلقيح وتدوم حتى تستقر البييضة الملقحة في الرحم، أي لفترة تتراوح بين ثمانية وعشرة أيام.

ب- الجنين:

تمتد هذه المرحلة ابتداءً من استقرار البييضة في الرحم حتى نهاية الشهر الثاني أو ما يعادل الثمانية والأربعين إلى الخمسين يوماً اعتباراً من تاريخ الحمل. وفي هذه الفترة تتكون أسس أعضاء الجسم وتمثل طوراً مديداً في تاريخ نشوء الحياة البيولوجية. ويبرز في هذه المرحلة ذيل لا يلبث أن يصبح ناتئاً في الأسبوع السادس ثم يبدأ بالاختفاء.

ج- الجنين بعد الشهر الثالث وحتى الوضع:

خلال هذه الفترة تطرأ التغيرات التالية:

1- الشهر الثالث: تتمايز الأعضاء التناسلية الخارجية ويمكن بذلك تحديد جنس الجنين.
2- الشهر الرابع: يحدث النمو السطحي في هذه المرحلة وينمو الشعر على الرأس والجسم وتبرز الأظافر وتنمو أعضاء الحواس (العينان والأذنان والفم والأنف).
3- الشهر الخامس: يطرأ النمو الداخلي العميق خلال هذا الشهر ومنه تكوين خلايا الدم ونمو مخ العظم والمناطق المركزية للأعضاء الداخلية.
4- الشهران السادس والسابع: خلال هذه المرحلة يصبح الجسم أكثر تناسقاً.
5- الشهر الثامن: يستمر الجنين في النمو ويتم تكوينه.

وفي نهاية الشهر التاسع يصبح وزن الجنين ثلاثة كيلو غرامات تقريباً، ما يوازي حجم البيضة الملقحة مضروباً بثلاثة مليارات مرة!

التربية الجنينية

في مناطق الشرق كان يسود الاعتقاد بأن التربية التي يتلقاها الجنين في رحم أمه أهم بكثير من تلك التي يخضع لها بعد الولادة. وكان يعرف هذا التدريب بالتاي كيو Tai-Kyo ومعناه "التربية في المرحلة الجنينية" وكانت تتم التربية عبر التركيز على الجوانب التالية:

أولاً: الغذاء

يزداد حجم البيضة الملقحة حوالي ثلاثة مليارات مرة خلال أشهر الحمل، أو ما يعادل عشرة ملايين مرة يومياً في فترة الحمل. وخلال هذه الفترة ترتبط نوعية الغذاء بنوعية دم الأم.
ومعلومٌ أن نمو الجنين في الرحم يتماثل مع تطور الحياة على الأرض. ويُقدّر اليوم أن ظهور الحياة على الأرض يعود إلى حوالي 3.2 مليار سنة. وقد مر 2.8 مليار سنة جرت فيها عملية التطور في الماء مقابل 0.4 مليار على الأرض.
تتماثل فترة 2.8 مليار سنة مع 280 يوماً من الحمل، ويمر الجنين بما يعادل العشرة ملايين سنة من النمو التطوري يومياً.
ويتم النمو الجنيني بصورة عامة وفقاً للمراحل اللوغارثمية التالية:

1- سبعة أيام - الاستقرار في الرحم
2- 21 يوماً - تكوين أجهزة الجسم الرئيسية
3- 63 يوماً - نمو جهاز الجسم وتكوين الأعضاء والغدد.
4- 189 يوماً - التقوية والنمو العام .
المجموع 280 يوماً.

يتعرض الجنين بسبب نموه السريع للإصابة بالسموم في جسمه ومحيطه على عكس الأشخاص الناميين الذين يختبرون درجة أبطأ من التغير ويتحملون بالتالي درجة أكبر من التلوث. وذلك هو السبب الذي يؤدي إلى الأهمية التي يحتلها طعام الأم خلال الحمل. وواجبها الانتباه لا سيما خلال المراحل الثلاثة الأولى. (7 أيام، 21 يوم، 63 يوم). وعليها بالتالي إتباع رغبتها بالأطعمة الخاصة خلال هذه الفترة وهي تحاول الحفاظ على أسلوب الماكروبيوتك. وعليها كلما استطاعت أن تسمح لحدسها بأن يملي عليها اختيارها للطعام.

إذا كانت الحامل تتناول بعض الأدوية كالأسبرين أو الحبوب المنومة أو المهدئة، أو تأكل الطعام المتطرف كالسكر، فإن آثار ذلك ستلازم جسمها لثلاثة أو أربعة أيام. وفي هذه الحالة يمر الجنين بثلاثين إلى أربعين يوماً من النمو النشوئي في محيط كيميائي ملوث، وقد يؤدي ذلك أحياناً إلى تشوهات خلقية كعدم نمو الأطراف أو التخلف العقلي.

بعد الأشهر الثلاثة الأولى يكون تكوين الطفل قد تجاوز مرحلة مهمة، ويؤدي تناول الأطعمة المتطرفة بعد ذلك إلى إلحاق التأثير بالمناطق الجانبية من الجسم. فبين الشهر الثالث والخامس مثلاً يختفي الشريط المنسوج بين الأصابع. وإذا تناولت الأم كمية كبيرة من طعام الين خلال هذه الفترة، تتضاءل القدرة على الانقباض والتي تسبب اختفاء النسيج، فيؤدي ذلك إلى طفل يُخلق بأصابع مكففة.

ثانياً: النشاط الجسدي

إذا كانت المرأة الحامل كسولةً، يتسم طفلها عادةً بالنزعة نفسها. أما إذا كانت تشغل نفسها على الدوام فيتصف طفلها بنزعات أكثر نشاطاً. ومن المعلوم أن النشاط الجسدي الجيد ينتج طفلاً قوياً ونشيطاً.

ثالثاً: الحالة العقلية والروحية

إذا حافظت المرأة خلال حملها على عقلية هادئة وساكنة يكون طفلها هادئ الطبع، أما إذا كانت ميالة إلى المشاكل والانفعال السريع فإن طفلها يميل إلى التعاسة واختبار الصعوبات في حياته.
وإن خلقَ موقف هادئ وعقلية سعيدة يقع على عاتق الأم والأب على حد سواء، ذلك أن الزوج يؤثر على أفكار زوجته وعواطفها تأثيراً قوياً. غضب المرأة الحامل وقلقها وقرارها بالإجهاض يؤثر سلبياً على الطفل. فنحن جميعنا نعي كيف تؤثر الأفكار والعواطف على النبات وقد ثبت ذلك... فكم يكون تأثير أفكار الأم وعواطفها على الجنين النامي في جسدها أكبر وأقوى؟

تظهر الأفكار بشكل تموّجات اهتزازية حول المخ وهي نشيطة خصوصاً حول المخ الأوسط، ومن هنا تتحول الأفكار وتمر في القناة الأولى (العودة إلى التشخيص المداري) من خلال منطقة الهارا وهي المنطقة العميقة داخل الرحم حيث تتم عملية زرع البييضة، فإذا كانت أفكار الأم هادئة وساكنة يتأثر محيط الرحم الاهتزازي بهذا الانسجام والعكس صحيح. فإذا قررت المرأة مثلاً الإجهاض: تصبح النوعية الاهتزازية للرحم مشوشة فيشعر الجنين عند ذلك بالخطر.

من تقاليد عدة بلاد شرقية أن تبدأ المرأة الحامل بترتيب أمور حياتها اليومية من خلال تنظيف منزلها بانتظام وغسل ملابسها وتجهيز نفسها للطفل. وتحاول قدر المستطاع تجنب قراءة كتب مزعجة أو أن تقوم أو ترى أي شيء يتعلق بالجرائم والحروب والغموض والجنس وغيرها من المواضيع ذات التأثير القوي. وتقوم لتنمية روحانيتها بتلاوة الصلوات وتقديم الشكر إلى الله عز وجل. وتنقل بهذا حُسن النظام والشكر والهدوء إلى طفلها.

الإختلالات التي قد تطرأ خلال الحمل

1- النزيف:

إن تناول الأطعمة من الين أو اليانغ المتطرفة بإسراف يسبب النزيف أثناء الحمل. فالأطعمة الحيوانية والملح قد تسبب تكثيف الدم وتفريغه، في حين تساهم الفواكه والسوائل والسكر والبهارات في إضعاف شرايين المبيضين والرحم وتمزيقها.

فإذا كان سبب النزيف طعاماً من اليانغ المتطرف: على المرأة الحامل أن تبدأ بإتباع نظام الماكروبيوتك العادي في الأكل، فتتجنب الأطعمة الحيوانية وتستخدم كمية معتدلة أو صغيرة من الملح.
أما بالنسبة للنزيف الذي يسببه الين المتطرف فعلى المرأة أن تتجنب السلطات والفواكه والسوائل وإتباع النظام العادي حتى تتحسن حالتها.

2- الإجهاض اللاإرادي (الإسقاط):

ويمكن هذا أن يطرأ بسهولة عند استعمال أطعمة الين بإسراف وبشكل مستمر. وعندما يحدث في مرحلة مبكرة من الحمل تحسبه المرأة اختلالاً في دورتها الشهرية.
وبعد سنوات على إتباع نظام متوازن قد تسبب المرأة الحامل لنفسها الإجهاض بمجرد تناولها بعض الفاكهة وبخاصة الفواكه الإستوائية كالتين والأفوكادو والبابايا والمانجا وغيرها مع الكثير من الماء... فهذه المواد التمددية تسبب انفجار شرايين الرحم وانفصال الجنين وإخراجه من الرحم. وينتج نزيف الأنف هو الآخر من آلية مشابهة..
على المرأة الحامل لوقاية نفسها من الإسقاط أن تتجنب أطعمة الين المتطرفة أثناء فترة الحمل، وإذا بدأ الإسقاط في جسمها فإن تناول شوربة الميزو مع الموشي والبصل الأخضر لعدة أيام يساعد على إيقافه.

3- ولادة الطفل قبل أوانه:

سببها حالة من الين المتطرف كما هي حالة الإجهاض اللاإرادي، أو حالة من اليانغ المتطرف بين الشهر السادس والثامن من الحمل.
وتنتج الولادة المبكرة عن السفر أيضاً وهو يانغ. وإذا كانت المرأة الحامل تتبع نظاماً غذائياً متوازناً وتحافظ على حياة منظمة وسليمة فإنها يجب أن لا تعاني هذه المشكلة.
ومن الأمثل ألا تمارس المرأة الجنس مع زوجها أثناء فترة الحمل، وإذا بدا للزوجين أن ذلك صعب فلا بأس من الاستمرار في ذلك حتى نهاية الشهر السادس أما بعد ذلك فقد تتعرض المرأة لخطر الولادة المبكرة.

ولادة الجنين ومراحلها

بعد 280 يوماً على توقف الدورة الشهرية وبدء فترة الحمل، يصبح الجنين جاهزاً للولادة ورؤية النور...
المخاض أو الوضع هو العملية التي تفصل الطفل عن أمه. وهي تبدأ منذ اللحظة التي تشعر فيها الأم بأولى الانقباضات وحتى خروج المشيمة عند الولادة. وبالنسبة للنساء اللواتي يحملن لأول مرة يكون معدل المخاض من 16 إلى 17 ساعة للمرأة ذات البشرة البيضاء وبين 17 و18 ساعة للمرأة ذات البشرة السوداء.
بالنسبة إلى النساء اللواتي سبق لهن أن حمَلن، يدوم المخاض من 11 إلى 12 ساعة ونصف. وكلما زاد عدد مرات الحمل، كلما قصرت فترة المخاض. وتدل فترة المخاض القصيرة على أن المرأة من فئة اليانغ.
أما بالنسبة للنساء اللاتي يتبعن نظام الماكروبيوتك وبغضّ النظر عن العرق، تتراوح فترة المخاض بين ثماني وعشر ساعات للطفل الأول، وأربع وثماني ساعات للأطفال اللاحقين.

1- مراحل الولادة:

تمر عملية الولادة بالمراحل التالية:

المرحلة الأولى:

تدفع الانقباضات المتكررة في الرحم بالجوف النخطي الذي يعيش فيه الجنين إلى عنق الرحم. ونتيجة لذلك يتمدد عنق الرحم ليتمكن رأس الجنين من دخول القناة العنقية. وعندما تبدأ الانقباضات تتوالى بفاصل خمس دقائق بين الواحدة والأخرى، يتمزق الجيب الذي يحوي الجنين ويزلّق النخط قناة الولادة ويرطبها.
تدوم هذه المرحلة (من أول الانقباض الأول إلى تمزق الجيب) ست ساعات تقريباً. وتتقابل مع المدة التي تحولت فيها الحياة البيولوجية على الأرض من النمو التطوري في الماء إلى النمو على الأرض. وتتكرر فترة التكوين الأرضي (التي حدثت خلالها زلازل عديدة ) في انقباضات الرحم التي نبدأ بعدها حياتنا على الأرض.

المرحلة الثانية:

تبدأ مع تمدد عنق الرحم وتستمر حتى فصل الطفل عن أمه. تدوم العملية أربع ساعات لدى معظم النساء فيما يبلغ معدل هذه الفترة ساعتين في حالة المرأة التي اتبعت نظام الماكروبيوتك.

المرحلة الثالثة:

بعد الوضع تبدأ انقباضات الرحم من جديد وينفصل غشاء الجنين عن الرحم ويتم إخراجه من جسم الأم. ويحدث ذلك في خلال نصف الساعة التالية للوضع ومن المفضل أن يتم ذلك في خلال الخمس عشرة أو العشرين دقيقة الأولى. وقد تدوم هذه العملية حتى ست ساعات في حال لم تكن المرأة قوية. وبعد إخراج غشاء الجنين يستمر الرحم في الانقباض لإغلاق أطراف الأوعية الدموية الممزقة.

مشاكل الولادة وما يتعلق بها

أ- آلام المخاض:

عندما تتمدد الأعصاب والأنسجة بسبب تناول السوائل والسكر والمخدرات والأدوية وغيرها بكميات كبيرة تشعر المرأة بالألم أثناء الوضع. وعندما تبدأ الانقباضات، تضغط هذه الأنسجة المنتفخة على الأعصاب وتسبب الألم. أما في حال كانت المرأة بوضع صحي عادي فإنه لا ينبغي أن تشعر بألم المخاض، فالولادة هي حدث سعيد عادةً يجب ألا يتخلله شعور بالألم...
عند أهل الأرياف قديماً، كانت المرأة الحامل تعمل في الحقل يومياً، وكثيراً ما تلد الأم في الحقل، وتضع مولودها تحت الشجرة حتى تنهي عملها، ثم تعود به مساءً إلى البيت.
جميع الحيوانات الطبيعية تلد في البرية لا في غرفة العملية!

ب- الولادة بالمقلوب:

يُعتبر رأس الطفل الجزء الأكثر يانغ من جسمه وعليه بالتالي أن يخرج من عنق الرحم أولاً.
الولادة بالمقلوب تعني خروج القدمين أولاً، وتشير إلى أن الرأس ليس متضاماً بشكلٍ كاف أو ليس ثقيلاً بما فيه الكفاية ليتجه نحو الأسفل. وتنتج هذه الحالة عن إفراط الأم في تناولها للأطعمة الممددة. وفي حال كانت الأم في وضع سليم وإذا لم يكن الجنين كبير الحجم يمكن إجراء الولادة بالقلوب بغير أدوية أو عملية جراحية.

ج- الإجراءات الطبيعية بعد الوضع:

بعد الولادة يقوم المولود بالتأقلم في حالة من اليانغ مع العالم والمحيط الهوائي الذي هو أكثر تمدداً من المحيط المائي داخل الرحم. ويحدث ذلك جزئياً من خلال الانقباضات التي يختبرها أثناء مروره في قناة الولادة، ويتم في ما بعد من خلال تفريغ العوامل الفائضة بالصراخ، وذلك مهم لبقاء الطفل على قيد الحياة.
إذا لم يصرخ المولود مباشرة بعد الولادة، يجب هزّه أو صفعه حتى يبدأ بالبكاء. ويُسهم تنفس الطفل الأول وهو تنفس نحو الخارج مع عملية الأقلمة في حالته اليانغ.

كان الحبل السري يُقطع في السابق بواسطة أعواد الخيزران عوضاً عن المقص الحديدي، وكان يربط بخيط من القطن. وبعد إخراج غشاء الجنين تُنظف الأم وطفلها (ينظف الطفل بالماء المعتدل السخونة) ويُسند الطفل إلى ثدي أمه ليأكل.
تُفرز الغدد الثديية في الأيام الأولى سائلاً صافياً يعرف باللبأ وهو ليس حلواً أو دهنياً وهو أكثر يانغ من الحليب. ويساعد اللبأ على تأقلم الطفل في حالة اليانغ ويؤمّن له المناعة ضد العديد من الأمراض. وقد ينخفض وزن الطفل بشكل خفيف في الأيام الأولى ويبدأ عند انتهاء مرحلة التأقلم بتلقي الحليب الحلو المذاق. وقد كانت النساء بعد الولادة يشربن التماري-البانشا أو شوربة الميزو مع الموشي لتسريع عملية التحسن ولإنتاج الحليب الملائم للطفل.

د- دور الأب:

كان يسود الاعتقاد في الماضي أن ولادة الطفل أمر محظور على الزوج أو الأب المشاركة فيه بشكل مباشر. فقد كانت الولادة شأناً خاصاً بالنساء يتشاركن به. ولم يكن يسمح للرجال بدخول غرفة الولادة، وكان المخاض يتم بمساعدة قابلة ذات خبرة. فقد كان يشعر الناس في ذلك الحين أن انجذاب الرجل لزوجته قد يتضاءل كنتيجة لمشاركته المباشرة في عملية الولادة...

هـ- الولادة في المستشفى:

إذا اتخذت الأم قرار ولادة طفلها في مستشفى فمن الضروري أن توضح مسبقاً بعض الأمور لطبيبها أو الممرضين في المستشفى، لتكون واثقة من إتمام المخاض بشكل طبيعي ويسير.

1- يجب تجنب الأدوية إلا في حال الطوارئ بما فيها أنواع المخدرات ونترات الفضة (الذي يوضع عادة في عيني الطفل لوقايته من العدوى نتيجة أمراض التناسلية) كما يصار إلى تجنب الفيتامينات.

2- يجب ألا يعطى الطفل غذاءً بديلاً مصنعاً أو محلول الغلوكوز، بل يجب أن يُحمل إلى أمه ليرضع من ثديها بأسرع ما يمكن!!! ويعتبر ذلك علاجاً بالنسبة للأم فهو يساعد الرحم على العودة إلى حجمه الطبيعي، كما ينبغي على الأم أن تُظهر عدم رغبتها بتناول الدواء الذي يُعطى عادة لإنهاء عملية إنتاج حليب الثدي.......

و- التوأمان:

يمكن أن يكون التوأمان أحاديي البييضة أوثنائيي البييضة، ويُعرف التوأمان الثنائيا البييضة بالتوأمين غير الحقيقيين وينشآن من خلال تلقيح نطفتين مستقلتين لبييضتين مختلفتين، ويدل ذلك على أن المرأة تتسم بحالة من الين والتي ينتمي حوالي 75% من التوائم إليها.

أما التوأمان الحقيقيان فينشآن من تلقيح بييضة واحدة تنقسم إلى اثنين، ويحدث ذلك بطريقة من اثنتين:
1- طريقة اليانغ وتكون البييضة تحتوي نواتين، والأمر شبيه ببيض الدجاج الذي يحتوي صفارين.
2- طريقة الين ينمو فيها قسمان مختلفان عندما تتقدم البييضة الملقحة عبر قناتي فالوب. ويكون التوأمان غير حقيقيين ويختلف واحدهما عن الآخر على عكس التوأمين الحقيقيين. ورغم أنهما متشابهان إلا أن واحداً منهما نشيط أو يانغ أكثر من الآخر، وهما يوازنان بعضهما خلال الفترة التي يمضيانها معاً في الرحم.

وبعد الولادة يستمران في التعلق ببعضهما بروابط نفسية وروحية قوية شبيهة في أحيان كثيراً بالعلاقة بين الزوجين، ويمر التوأمان غالباً بتجارب غريبة في حياتهما، فإذا كان أحدهما مريضاً على سبيل المثال يشعر الثاني بأن أمراً ما لا يسير على ما يرام.
ولا يُعتبر الحمل بأكثر من طفل أمراً طبيعياً عند البشر، وفي بعض المجتمعات التقليدية كان يُعتبر ذلك أمراً غير صحي أبداً. فالمرأة التي تنجب التوائم تضع توائم أكثر من مرة في حياتها عادة.
أما النزعة لإنجاب التوائم فتحدث مرة كل جيلين، والأمر صحيح في حالات الأمراض الوراثية وتنشأ عن نزعة الين لتوليد اليانغ وعكس ذلك.

فلنفرض على سبيل المثال أن جيلاً معيناً يتناول أطعمة من نوع اليانغ، فإنه ينجب أطفالاً من نوع اليانغ وينجذب هؤلاء إلى شركاء من الين والى تناول أطعمة من نوع الين، فيلدون بالتالي جيلاً ثالثاً من الأطفال ذوي تكوين الين، وينجذب هؤلاء الأطفال بدورهم إلى أطعمة من نوع اليانغ كأجدادهم. ولهذا السبب نميل بطبعنا وتكويننا إلى التمثل بأجدادنا......!

الإرضاع الطبيعي

يتميز الإرضاع من الثدي بحسنات عديدة مقارنة مع باقي أساليب الغذاء، بالنسبة إلى الأم وطفلها على حد سواء... إذ يتفوق حليب الأم على حليب البقرة من نواحي مختلفة وهي:

أ - يحتوي حليب الأم على نسبة مئوية من المعادن أقل من حليب البقر، لهذا فهو يعطي للطفل نمواً بطيئاً مناسباً ومتوازناً، كما نجد أن الأشخاص الذين يشربون حليب الأبقار لديهم بنية عظمية قوية ونمو زائد سريع.

ب - يحتوي على نسبة أقل من البروتينات، لكن هذه البروتينات موجودة أصلاً بشكل زلال لبني قابل للذوبان، وبالتالي قابل للهضم بسهولة أكبر من بروتينات حليب الأبقار.

ج - يحتوي حليب الأم على دهون سهلة الهضم مقارنة مع حليب الأبقار، كما أنه يحتوي على نسبة أقل من الحمض الدهني.

د - بواسطة حليب الأم يمكن الحفاظ على حالة الجسم القلوية عند الطفل، أما تناول حليب البقر وهو أكثر حمضية فيتطلب استخراج المعادن من العظام والأسنان للحفاظ على حالة قلوية في الدم.

هـ - تتغير تركيبة حليب الأم خلال الأسابيع الأولى لتتوافق مع متطلبات الطفل المتغيرة.

للحفاظ على الصحة السليمة والتنمية الكاملة يجب أن يكون معدل البروتينات على الكربوهدرات في غذائنا واحد على سبعة. وفي الحالات الطبيعية يستخدم الجسم الدهون لتوليد الطاقة والنشاط كما هي حال الكربوهدرات.

وكما نلاحظ في (الرسم 75) تعكس أجزاء جسم الإنسان (1على7) النسبة الموجودة في حليب الأم، في حين تعكس النسبة بين أجزاء جسم البقرة (2على5) النسبة الموجودة في حليب الأبقار.

وبما أن نمو أجسامنا يتأثر بغذائنا، يميل الطفل الذي ينمو على حليب البقر إلى تكوين بنية جسدية قوية وعظم عريض شبيه بتكوين البقرة، في حين يتراجع نمو العقلي الذي يتحدد هو الآخر من خلال الغذاء ويصبح كسولاً وبليد الذهن يفتقر إلى الحساسية.... عداك عن عدة أمراض يزداد احتمال إصابته بها بشدة من تأثير حليب الأبقار على الأطفال، كالسكري، الحساسية وأعراض الإسهال، الإقياء، القولنج والتهابات الأمعاء، الأكزيما، التهاب القصبات، الربو والأرق.

ويعتبر حليب الماعز هو الآخر بديلاً غير ملائم للحليب البشري... وأسوأ بديل هو الحليب المجفف المعلب المصنوع من عدة مواد كيماوية ولا علاقة له بالحليب...
لذلك يجب عدم استخدام البديل عن الحليب البشري إلا إذا كانت الأم مريضة جداً أو في الحالات الخطرة التي تكون فيها حياة الطفل في خطر... وهناك أنواع من الحليب النباتي البديل يمكن تحضيرها بسهولة في البيت.

يجب الإرضاع من الثدي على الأقل سنتين، وهذا يساهم في خلق رابط نفسي وعاطفي يجمع الأم بالطفل فينتاب الاثنان شعور واحد من الاتحاد الطبيعي يستمر طوال الحياة... فالطفل الذي يرضع من أمه ينمّي شعوراً من الحب والاحترام تجاهها، وكذلك فالأم التي ترضع طفلها تقيم معه رابطاً يدوم مدى الحياة.

العناية بالمولود

يجب اختيار الملابس القطنية للطفل الوليد لا سيما الملابس الداخلية التي يجب ألا تكون مصبوغة. وعلى الأم ألا تلبس طفلها الكثير من الثياب. من جهة أخرى يساعد الحمام المستمر بالمياه الساخنة على تسريع نشاط الطفل الحيوي، وبعد أسابيع يمكن اصطحاب الطفل خارج المنزل لكن يجب عدم تعريض المولود إلى أشعة الشمس المباشرة فهي من اليانغ المتطرف.

يبكي الطفل حين يشعر بالجوع أوحين يبول أو يخرج، فيجب استبدال الحفاض المتسخ مباشرة حتى لا يعتاد الطفل إلى الشعور بعدم الارتياح فينمي شخصية مضطربة. ويجب أن ينام الطفل على ظهره أما الوضع المعاكس طبيعي عند صغار الحيوانات وليس عند البشر. حالة النوم الطبيعية هي إما على الظهر أو الجنب.

تنتج المشاكل التي يختبرها الطفل الرضيع مباشرة عن نظام أمه في الأكل ونمط حياتها، فإذا عانى الطفل الإسهال مثلاً فذلك لأن أمه قد استهلكت كميات كبيرة من طعام الين لتصحيح خلل ما، فيما كان عليها أن تأكل بأسلوب متوازن وتخفف من تناول السوائل.

ويساعد العلاج براحة اليد على تخفيف الألم من خلال وضع اليد على أمعاء الطفل لبضعة دقائق. وفي حال كانت رئتا الطفل مسدودتين ويسعل باستمرار يجب على الأم أن تشرب شاي جذور اللوتس، أما إذا فاحت رائحة الأمونيا من بول الطفل فذلك لأن أمه تتناول الطعام الحيواني أو الطحلب البحري بإسراف.
من جهة أخرى يجب أن يكون براز الطفل أصفر اللون وليناً بالنسبة لخروج الإنسان الراشد كما يجب أن لا يكون رطباً. وإذا كان لونه أغمق فسبب ذلك تناول الأم الكثير من الملح، في حين يدل اللون المائل إلى الخضرة على حالة من الين المسيطرة وفي هذه الحالة على الأم أن تكثر قليلاً من تناول الملح.

مشاكل الإرضاع

يمكن معالجة الأورام والمثانة وسرطان الثدي وغيرها من الاضطرابات بالطريقة العامة نفسها. ويعتبر سرطان الثدي أسهل أنواع السرطان الممكن شفاؤها بالأكل المنتظم ونمط الحياة، كذلك فسرطان الرحم وسرطان الجلد شأنه شأن أكياس الثدي وأورامه، تتفاعل بسرعة مع التغيرات في الغذاء ونمط الحياة... فالعمليات الجراحية والعلاجات بالأشعة غير ضرورية في هذه الحالات ويمكنكم الإطلاع على المقاربة الغذائية لهذه الأمراض في فصل النمو التدريجي للمرض، وعلى العلاجات الخارجية، إذ يُصار إلى وضع كمادة الزنجبيل لخمس دقائق فحسب قبل نزعها واستبدالها بلصوق القلقاس.
وإذا كانت المرأة في أثناء هذه الوصفة تعاني من الألم فالأفضل نزع لصوق القلقاس والمتابعة بلصوق التوفو. ويمكن إعادة استخدام لصوق القلقاس عندما يزول الألم.
غالباً تسبب هذه الوصفات تفريغ الورم أو الكيس على سطح الجلد، وفي هذه الحالة يوضع زيت السمسم على فوهة الجرح الناتج عن إزالة الورم، في حين تغلف المنطقة كلها بضمادة. وإذا حدث ذلك أثناء قيام المرأة بالإرضاع لا ينبغي عليها أن تتوقف عن الإرضاع بالثدي المصاب، فالإرضاع يساعد على تسريع عملية الشفاء.
وتجدر الإشارة إلى أن النساء اللواتي يُرضعن من الثدي هنّ أقل عرضة للإصابة بأورام الثدي أو السرطان. في حين تساعد الأدوية التي تُعطى للمرأة لوقف إنتاج حليب الثدي بعد الوضع على زيادة قابليتها للإصابة بأحد هذه الأمراض.

الغذاء ومراحل نمو الإنسان

بعد الولادة يمر نمو الإنسان بمراحل عديدة:

1 - فترة المولود الجديد: وهي تستمر من الولادة حتى نهاية الشهر الأول. خلال هذه الفترة يتأقلم المولود مع عالمه الجديد ويحدث نموه بوعي آلي.

2 - الطفولة الأولى: ينمو الوعي الحسي في هذه المرحلة التي تمتد من الشهر الأول حتى يتمكن الطفل من الوقوف على قدميه (حوالي الشهر السادس عشر).

3 - الطفولة: تستمر حتى سن البلوغ وتقسم إلى المراحل التالية:

أ - من عمر سنة إلى عمر ست سنوات وتعرف بفترة سن الحليب أو الطفولة المبكرة.
ب - من عمر ست سنوات وصولاً إلى العشر سنوات وهي الطفولة المتوسطة أو فترة السن الدائم.
ج - من عمر العشر سنوات حتى سن البلوغ وتعرف بالطفولة المتأخرة أو فترة ما قبل البلوغ.

4 - البلوغ: يبدأ سن البلوغ عند الفتيات مع بداية الدورة الشهرية، أي حوالي سن الرابعة عشر (2X7)، أما الصبيان فيبلغون في السادسة عشر من العمر(8X2). ويعكس ذلك التغيرات الدورية التي تطرأ كل سبع سنوات عند النساء وكل ثماني سنوات عند الرجال. وفي هذه المرحلة تصبح الأعضاء الجنسية فعالة وتنمو الخصائص الجنسية الثانوية.

5 - المراهقة : تمتد من سن البلوغ حتى الرابعة والعشرين عند الرجال(8X3)، والواحدة والعشرين عند الفتيات (7X3). وخلال هذه الفترة ينمو الوعي العقلي.

6 - سن الرشد: يمتد سن الرشد الأول أو النضج المبكر حتى سن الخامسة والثلاثين. خلال هذه الفترة ينمو الوعي الاجتماعي ويتطور، أما النضج المتأخر فيستمر حتى السادسة والخمسين (8X7) للرجال والتاسعة الأربعين عند النساء (7X7). وخلال هذه الفترة يتطور فهمنا للحياة والكون.

7 - نهاية العمر: تدوم حتى سن الخامسة والعشرين بعد المئة وربما أكثر! وفي هذه المرحلة نختم قوّتنا كبشر من خلال تطوير الوعي الأقصى أو الكوني.

إن الفترة التي يمضيها الإنسان في الرحم هي نسخة بيولوجية للفترة التطورية التي تنمو فيها الحياة على الأرض منذ الخلية الوحيدة حتى نشوء الحيوانات على الأرض وقد تمّت هذه الفترة في محيط مائي.

وتتماثل الطفولة الأولى مع نمو الحياة البيولوجية المتطورة على الأرض التي بلغت أوجها بظهور الإنسان بوصفه نوعاً بيولوجياً.
خلال مراحل الطفولة والبلوغ يتمم الإنسان نموه الجسدي وبعد ذلك يحدث النمو في مناطق العقل والوعي. وخلال المرحلتين الأولى والثانية يتأثر غذاؤه بنوعية حليب الأم وفي مرحلة الطفولة يبدأ بتناول الطعام الجاهز ولا يتأثر بحالة الأم بل بنوع الطعام الذي تختاره وتحضره له.

يجب أن يتغير نظامنا الغذائي وفقاً لنمو أسناننا: تظهر الأسنان الأمامية بين الشهرين السابع والتاسع، في حين تبرز الأضراس الأولى بين الشهر الثاني عشر والرابع عشر، وبين السادس عشر والسابع عشر يبرز الناب، أما الأضراس الثانية فتبرز بين الشهرين العشرين والرابع والعشرين.

تخف كمية حليب الثدي تدريجياً في الشهر السادس من عمر الطفل، في حين يجب أن تزداد نسبة تناول الأطعمة الخفيفة الرقيقة الخالية من الملح. ويتوقف در الحليب عند بروز الأضراس (الأشهر 12-14). وإذا فُطم الطفل باكراً جداً يصبح عنيداً، وإذا تأخر يكون خجولاً ومتعلقاً بأمه أكثر فأكثر.

أما الأطعمة الرقيقة التي يجب إعطاؤها للطفل فتحتوي على الحبوب ومزيج البقول المعروف بالكوكوه، إضافة إلى:
1- الأرز المطبوخ والممضوغ والموشي والدخن ورقائق الشوفان المهروسة.
2- الخضر المسلوقة أو المغلية على البخار والمهروسة.
3- البقول المهروسة.
4- الطحلب البحري المهروس الذي يتخذ بين 5 إلى 10% من الغذاء.

والكوكوه مصنوع من:
50% من الأرز الأسمر
30% من الأرز الأسمر الحلو.
15 % من بقول الأزوكي.
5% من بذور السمسم .

لتحضير الكوكوه تُحمص المكونات كلاً على حدة من غير أن تحرق ويضاف إليها 3 إلى 4 أضعاف من الماء مع قليل من الملح وتطهى. ثم يهرس المزيج في السوريباشي (هاون فخار) أوفي مطحنة من المنزل، ويجب أن يحتوي الكوكوه على ماء أكثر للأطفال الصغار. ويستخدم كبديل عن حليب الأم في حالات الطوارئ. ويُعطى كمية قليلة من الملح أو لا يُعطى أبداً.

يبدأ تناول الطعام الصلب عندما تبرز الأضراس الأولى أي عندما يبلغ الطفل الشهر العشرين إلى الرابع والعشرين من عمره ويعتبر دعامة الغذاء. في بداية السنة الثالثة يتلقى الطفل ثلث أو ربع كمية الملح التي يستعملها الراشد. وتبقى الكمية أقل من الكمية التي يتناولها الإنسان الراشد حتى السابعة أو الثامنة من العمر

f