|
ملخص عن السكر المكررر
قصتي مع السكر
أيام الجامعة، كنتُ أحاول إخماد أفكاري العنيدة وتساؤلاتي المتكررة حول:
"ما هو الهدف من هذه الحياة؟"...
كان هناك أستاذ متوسط العمر ذو شعر أسود وصوت قوي مشجع جداً، يشرح كيف نكتب ورقة مناقشة... وبينما كان يمشي بين الطلاب، ناظراً إلى أعينهم ليرى من سيكون مستعداً للإجابة، لاحظتُ أن عينيه لم تفارقني... هل يستطيع سماع أفكاري بطريقة ما؟؟؟؟
قابلتُه بعد المحاضرة وطلبتُ الحديث معه فقبل... أخبرته عن أفكاري الانتحارية وحِيرتي لأنني مفتون جداً بالموت، فأعطاني كتاباً يُدعى: "كآبة السكر"
Sugar Blues - by William Dufty وقال لي أن آخذ استشارة صحية.
كنت أشعر دائماً بعلاقة بين ما آكل وما أشعر، لكن هل يستطيع الطعام أن يؤثر حتى على أفكاري؟
علمتُ أن أستاذي كان مشغولاً، لكن الكتاب الذي أعطاني إياه صدمني جداً...
هل لدي "كآبة السكر"؟؟؟
بعد قراءة الكتاب، فهمتُ لماذا شعرتُ بما شعرت، ولماذا بعض الأطعمة التي تبدو عادية ومألوفة لدى الجميع مثل البطاطا، كانت تسبب لي تقلباً في المزاج، نقصاناً في الطاقة وتشويشاً في نسبة السكر في الدم.
بمرور أسبوع واحد دون استهلاك البطاطا سبوإقلال شديد للسكر، لم يبقَ عندي أي فكرة انتحارية.
تصنيع السكر المكرر
يُصنع السكر عن طريق عصر قصب السكر، الشوندر السكري، أو الذرة، ثم معالجتها كيميائياً. وفي تصنيعه يتعرض النبات للغسيل والتنظيف ثم يُعصر بطريقة معقدة، وتُزال منه "الشوائب" بالكلس والحرارة، أو كبريتات وكربونات الكالسيوم.
http://www.madehow.com/Volume-1/Sugar.html
يساعد التبخير والتكثيف على تركيز العصير، بعدها تتم بلورته في أوعية مفرغة مع إضافة "كحول مُمَثْيَل" http://en.wikipedia.org/wiki/Methylated_spirit (وهو كحول إيتيلي تمّت إضافة مواد سامة جداً له، مثل الميتانول، إيزوبروبانول، ميتيل إيتيل كيتون، ديناتونيوم، وحتى غازولين الطيارات أحياناً، هذا الكحول المُمَثْيَل يُلوّن عادة بالأزرق ويُستخدم غالباً كوقود احتراق وكمذيب كيماوي!!)،
وإضافة الغليسيرين.
يدخل بعدها المزيج إلى جهاز طرد مركزي لفصل السائل منه (دبس السكر)، وتُجفف المادة الكثيفة بعدها بالحرارة ثم تُطحن.
القيمة الغذائية للسكر المكرر
يتكون السكر المكرر من غلوكوز وفروكتوز بشكل نقي (اجتماعهما معاً يُسمى سكروز). الغلوكوز يُستخدم في الخلايا من أجل الطاقة، ويمكنه أن ينعش روح أحدٍ ما إذا كان يشعر بالكسل أو ثِقل الحركة... معطياً حلاوة لذيذة للحياة.
كما يمكنه أن يهدّئ النوبات، ويحرر الألم ويزيد طاقة الجسم.
عندما يزيد استهلاكه، يسبب آثاراً معاكسة تماماً!!!!!!
السكر المكرر وطاقة الجسم
يحترق السكر في الجسم مثل احتراق البنزين في النار: يشتعل بسرعة، بلهب ساطع، ثم ينطفئ بسرعة.... فإذاً ماذا يحرق؟؟؟
الخلايا والأنسجة هي المادة الحافزة لاشتعال السكر…
والسكر له تأثيران، أولاً يحترق بحرارة عالية وقوة وسرعة... ترتفع حرارة الجسم فتندفع كمية كبيرة من الطاقة إلى الرأس والقسم الأعلى من الجسم.... تتهيّج الأعصاب... وتندفع المعادن والفيتامينات والأنزيمات للمساعدة على أكسدة الغلوكوز.... يخفق القلب بسرعة أكبر، ونتنفس بسرعة أيضاً.
بعد هضم السكر، يظهر تأثيره الثاني وهو البرودة والخمول.
يخمد الوعي وتنام الأعصاب، تنخفض كمية المعادن والفيتامينات وعوامل الطاقة.
ويسبب السكر حالة حمضية في الدم، مما يسبب مناعة ضعيفة للجسم.
الآثار الخطيرة للسكر المكرر
عندما يطرأ أي اختلال في جسمنا، فإن الغدد الكظرية تُطلق صرخة استغاثة: "قاتل أو اهرب".... وعندما ترتفع أو تنخفض نسبة السكر في الدم فإنها تعمل بجهد كبير، وهذا ما يحصل عندما نستهلك أي شكل من أشكال السكر المكرر.
هذا يعني فشلاً كلوياً، وانخفاضاً شديداً في حرارة وطاقة الجسم.
يؤدي هذا إلى تدهور وانحلال بطيء، وإمكانية كبيرة للإصابة بالأمراض الفطرية الغازِيَة.
الخمائر والفطريات تحب السكر، لذلك فإن الفائض عن حاجة خلايانا يتجه إلى الخمائر التي يمكنها أن تنمو وتخرج عن السيطرة في قناة الهضم، وتنتشر في كل أجهزة الجسم.
عندما تتناول هذا السكر النقي المكرر فإن جسمك يستهلك مخزونه من الفيتامينات والمعادن لهضمه، ويتم سحب الكالسيوم تدريجياً من العظام والأسنان مسبباً ترقق العظام وتسوس الأسنان.... ويسبب زيادة إفراز الحموضة في المعدة فتظهر القرحة بعد فترة...
السكر المكرر يُمتص ويدخل إلى الدم بسرعة، فيؤدي استهلاكه المتكرر إلى تعب البنكرياس والغدد الكظرية نتيجة تشوش مستويات السكر في الدم، وهذا التعب أساس مرض السكري.
زيادة استهلاك السكريات والحلويات والمشروبات الغازية تزيد من الدهون المختزنة في البطن والأوراك والصدر ثم القلب والكليتين، مما يؤدي إلى زيادة الوزن ومشاكل صحية متعددة...
إضافة إلى أن السكر يسبب الإدمان، لأن طاقة جزيئته تماثل طاقة الكوكايين المخدر.
ومن بين آثار السكر الأخرى باختصار:
تشوش الفكر، تقلّب المزاج، كسل الطحال، ADD, ADHD، الغازات، الانتفاخ، التشنجات، الإسهال أو الإمساك، العقم، الضعف الجنسي، أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، السّمنة، هشاشة وترقق العظام، السرطان، التهاب المفاصل، تسوس الأسنان، مشاكل ما قبل الطمث، ومشاكل سكر الدم.
بدائل السكر المكرر
إن أفضل مصدر للسكريات هو السكر المركب الموجود في الحبوب... والسكاكر المتعددة في الخضار والفواكة الطبيعية الكاملة كما هي...
عندما نستهلك السكر الطبيعي بأشكاله، يتحول بالمضغ وعملية الهضم إلى سكر مناسب لجسمنا، يعطينا الطاقة اللازمة والحيوية، إضافة إلى المواد المرافقة معه والتي توازن عملية هضمه.
المحلّيات الصناعية كالأسبارتام سامة وسيئة جداً... كما أن السكر البني أو الأسمر ليس بديلاً جيداً أبداً... فهو سكر أبيض أضيف إليه قليل من دبس السكر، فبقي خالياً من الألياف، وبقيت المواد الكيميائية المضافة.
بدائل التحلية الأفضل هي المحليات الطبيعية، كدبس العنب والخرنوب والتمر ودبس الرز والشعير، إضافة للفواكة المجففة بطرق طبيعية.
التعلق النفسي بالسكر المكرر
بالإضافة إلى أن السكر يسبب الإدمان، لأن طاقة جزيئته تماثل طاقة الكوكايين المخدر.... نجد رغبة شديدة للحلويات والسكاكر عند معظم الناس....
من أسبابها الهامة، عدم التوازن في الطعام بين الذكر والأنثى، فالإكثار من الملح واللحوم مثلاً يزيد اشتهاء الجسم للحلويات.
ومن الأمور الهامة جداً جداً، التعلّق النفسي بالسكر:
يأتي هذا التعلّق من أيام الطفولة الأولى، عندما تبدأ الأم والأهل بمكافأة الطفل بالسكاكر.... قم بهذا العمل، اسمع الكلام، وسأعطيك قطعة شوكولا، وسأشتري لك البوظة.
هذا الطفل سيحمل معه هذا الشعور طيلة حياته.... وعندما يكبر سيبدأ هو بمكافأة نفسه بنفسه، ويدلل نفسه بأنواع السكاكر والحلويات الشهية...
لذلك تجد أن الطعم الحلو هو الطعم الأكثر طلباً وإمتاعاً... حتى أن اللغة تأثرت:
عندما ترى صديقك يرتدي قميصاً "جميلاً"، راقب نفسك عندما تقول له:
ما هذا القميص الحلو؟؟؟!! شو هالسيارة الحلوة ياه!!!!
الحياة حلوة بس نفهمها...!
لماذا يعتبر السكر المكررر سـاماً للجسم؟
في عام 1957 حاول الدكتور ويليام كودا مارتن الإجابة على هذا السؤال:
متى يكون الطعام غذاءً ومتى يكون ســمّــاً؟؟
كان تعريفه العملي للسم:
- طبياً، هو أية مادة تدخل على الجسم أو تتطور فيه، والتي تسبب أو قد تسبب مرضاً.
- كيميائياً، الســم هو أية مادة تمنع أو تثبط أياً من أنزيمات وخمائر الجسم (مواد كيميائية صغرى).
صنّف الدكتور مارتن السكر المكرر (واسمه السكروز علمياً) كســـمّ، لأنه منقى كثيراً من مركباته الحيوية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن... وما بقي منه هو مجرد كربوهيدرات مكررة نقية.
والجسم لا يمكنه استعمال النشاء المكرر والكربوهيدرات المكررة ما لم تكن البروتينات والفيتامينات والمعادن المرافقة متاحة له.
الطبيعة تعطينا هذه العناصر في كل نبتة بكميات كافية لهضم الكربوهيدرات الموجودة في تلك النبتة بالتحديد، أي لا يوجد أية زيادة لأجل أية كربوهيدرات إضافية.
هضم أو استقلاب الكربوهيدرات الناقص يؤدي إلى تشكيل "مُستقلبَات سامة" مثل حمض البيروفيك والسكاكر المشوّهة التي تحوي على خمس ذرات كربون بدلاً من ســتة. حمض البيروفيك يتراكم في الدماغ والجهاز العصبي وتتراكم السكاكر المشوهة في كريات الدم الحمراء.
وهذه المستقلبات السامة تؤثر على تنفس الخلايا، فتحرمها من وصول الأكسجين الكافي للحياة والعمل... وبعد وقت معين تموت بعض الخلايا، مما يؤثر على وظيفة جزء ما من الجسم ويمهد للأمراض الانحلالية المزمنة.
الســــكر الـمكرر مهلك ومميت عندما يتناوله البشر باستمرار لأنه يعطي ســـعرات حرارية فارغة، تفتقد للمعادن الطبيعية الموجودة في ســـــكر الـشـمندر أو قصب الــسكر الكامل.
تناول السكر أســـــوأ من عدم تناول الطعام! لأنه يصفي الجســـــم من المعادن والفيتامينات تدريجياً، لإنجاز عملية هضمه وإزالة أثره السمي.
التوازن في أجسامنا أساسي لاستمرار الحياة، حيث توجد عدة وسائل تحمي من الصدمة المفـاجـئـة بعد تناولنا لكمية معتبرة من السكر المكرر.. السكر يسبب حموضة عالية في الدم، لذلك نحتاج إلــى المعادن مثل الصوديوم البوتاسيوم المغنزيوم والكالسيوم... يتم نقلها جميعاً من احتياطي الجسم واستخدامها في التحوّل الغذائي لتنتج الأحماض العادية المعتدلة، التي تحاول إعادة درجة حموضة الـــدم إلى الحالة العادية.
الســكر المكرر الذي نأخذه كـــل يوم يولّد حالة مستمرة من فرط الحموضــة، ويتطلب أيضاً المزيد والمزيد من المعادن التي تُسحب من أعماق الجسم كمحاولة لتصحيح وتعديل حالة انعــدام التوازن.
ومن أجل حماية الدم المستمرة، يتم سحب كثير من الكالسيوم من العظام والأسنان، فتبدأ بالترقق والتسوس....
في نهاية المطاف، يؤثر الإفراط في تناول السكر على كل عضو في الجسم.
عند تناول السكر في البداية، يتم تخزينه فــي الـكـبـد على شكل غلوكوز (غليكوجين). وباعتبار أن قدرة الكبد على الاستيعاب محدودة، فإن التناول اليومي للسكر المكرر (زيادة عن الكمية اللازمة من السكر الطبيعي) يجعل الكبد يتمدد ويتوسع بسرعة مثل البالون... وعندما يصل الكبد لسعته القصوى.. فـإن الغليكوجين الفائض يعود إلى الـدم على شكل أحماض دهنية، والتي يتم أخذها إلى كل أجـــزاء الجســـم وتخـتـزن في المناطق الأكثر خمولاً كالبطن، الأرداف، الأثداء والأفــخاذ.
عندما تمتلئ هذه المناطق بشكل كامل، وهذا الامتلاء قليل الضرر بالمقارنة بما سيحصل بعدها، فإن الحموض الدهنية توزع عندها على الأعضاء الـنـشـــــطة مـــثـــل الــقــلــب والـــكــلــى. والتي تبدأ بالـتـبـاطــؤ والتأخر فــــي مهامّها. وفي النهاية تتدهور أنسجتها وتتحول إلى دهـون....
الجسم كله سوف يتأثر بضعف هذه الأعضاء الهامة، سيظهر اختلال في ضـغـط الـدم، وسيتأثر الجهاز العصبي اللاودّي والأعضاء التي يتحكم بها مثل أجزاء الدماغ، فيصبح الدماغ خاملاً أو مشلولاً.
(من النادر أن تُعتبر وظيفة الدماغ كوظيفة حيوية ولها مدلولاتها، مثل وظيفة الهضم مثلاً)
بعدها يتم غزو جـــهـازي الـدوران الـدمـوي واللـمـفـاوي... وتبدأ نوعية كريات الدم الحمراء بالتغير. وتظهر غزارة في الكريات البيضاء، ويتباطأ تكوين الأنسجة الجديدة...
تتناقص المناعة وقدرة الجسم على الاحتمال، فلا نستطيع الاستجابة بشكل مناسب للهجمات الخارجية، سـواء كانت نوبة برد أو زكام، حرارة زائدة، بعّـوضة، أو حتى جرثومة.......!
زيادة السكر لها أثر مرضي على وظيفة الدماغ... أكثر عامل محدد لوظيفة الدماغ الطبيعية هو حامض الغلوتاميك، وهو مركب حيوي يوجد في كثير من الخضار. وفيتامينات ب B تلعب دوراً أساسياً فــي تـقـسـيـم الغلوتاميك إلى مركبات مكملة ضرورية لعمل الدماغ .
فيتامينات B تصنعها البكتيريا المفيدة المتعايشة في أمعائنا. عندما يتم استهلاك السكر المكرر يومياً فإن هذه البكتيريا تتناقص ثم تختفي... ويتناقص معها مخزوننا من فيتامينات B بشدة.
الإكثار من السكر يجعل الشخص مكتئباً وبــــلـــيــداً ونـعساً، وتتدهور قدرته على الحساب وتذكر المعلومات.
السكر المكررر يضر الحيوانات والبشر
قصة البحارة الغارقين في تحطم السفينة، الذين لم يأكلوا أو يشربوا شيئاً سوى السكر وشراب الروم لتسعة أيام متواصلة قد صدمت البعض... والحكاية التي كان لابد من روايتها خلقت مشكلة كبيرة لتجار السكر.
حدثت هذه الحادثة عندما غرقت سفينة تحمل شحنة من السكر عام 1793. البحارة الخمسة الناجون أنقذوا أخيراً بعد أن ضاعوا لمدة 9 أيام. كانوا في حالة مزرية بسبب الجوع واستهلاكهم للسكر وشراب الروم فقط.
ألهمت هذه الحادثة عالم الفيزيولوجيا الفرنسي البارز F.MAGENDIEلإجراء سلسلة تجارب على الحيوانات، حيث غذى الكلاب بوجبات من السكر وزيت الزيتون والماء... فماتت كل الكلاب، ونشرت النتيجة عام 1816 .
أثبت البحارة الغارقون وكلاب الفزيولوجي الفرنسي نــفــس الـنـقـطـة:
جرعات يومية متكررة من السكر هي أسوأ من عدم تناول أي شيء..
الماء البسيط يمكنه إبقاءك على قيد الحياة لبعض الوقت،
أما الماء الممزوج بالسكر يمكنه قتلك!!!
الحيوانات والبشر غـــيـــر قادرين على العيش على غذاء من السكر.
الكلاب الميتة في مختبر الدكتور F.MAGENDIE نبّهت صناعة السكر (مافيا السكر) إلى أخطار البحث العلمي الحــر. وبدءاً من ذلك الحين وإلى اليوم، استثمرت صناعة السكر ملايين من الدولارات وراء الكواليس لدعم العلم والأبحاث المموّلة.... واستطاع ذلك المال شراء أفضل الأسماء العلمية، واستُعملت كلها على أمل أنهم في يوم ما قد يجدون أنباءً سارة حول استهلاك السكر المكرر، ولو كانت أبحاثهم مزورة وملفقة.
لقد أثبتت التجارب والأبحاث، على أية حال، أن:
1- الـــســـكــر المكرر عامل أساسي في تسوس الأسنان.
2- السكر في وجبات أي شخص يسبب زيادة بالوزن .
3- إزالـــة الـســـكـر من الوجبات قد عالجت أعراضاً من الشلل، العجز والضعف، مرض السكري، أمراض القلب، والـــســـرطــــان.
FREDERICK BANTING مكتشف الأنسولين، وهو باحث متنقل، لاحظ في عام 1929 في (بـنـمـا) أنه بين مالكي مزارع قصب السكر الذين أكلوا كميات كبيرة من مادتهم المكررة (المُصفاة)، كان مرض السكري منتشراً ومشتركاً بينهم. بينما لم يرَ أي مرض سكري بين قاطعي قصب السكر الذين وصلوا فقط إلى مــضــغ قصب السكر الخام.
على أية حال، بدأت محاولات تنظيم العلاقات العامة لمنتجي السكر، في بريطانيا سنة 1808، عندما حضرت لجنة الهند الغربية إلى مجلس العموم البريطاني، وقد عرضت جائزة 25 ألف جنيه على أي شخص يجلب التجارب الأكثر إقناعاً: لإثبات أن السكر جيد لإطعام وتسمين الثيران والأبقار والخنازير والخراف.
فغذاء الحيوانات كان موجوداً في الموسم فقط ومرتفع الثمن، أما السكر في ذلك الوقت كان يُعتبر قذارة!!! وكان سعره رخيصاً جداً.... لأن الناس لم يكونوا يأكلونه بسرعة وشراهة بما فيه الكفاية مثل اليوم.
طبعاً، محاولة تغذية الماشية بالسكر ودبس السكر في إنكلترا في 1808 كانت كارثة... عندما قدّمَت لجنة الهند الغربية تقريرها الرابع لمجلس العموم.
ذكرَ عضو واحدٌ في البرلمان، بأنه حاول تغذية العجول بالسكر والدبس دون نجاح. واقترح أن يحاول شخص آخر في هذه التجارب بالسكر الرخيص والدبس مع الحليب المقشود الخفيف لتغذية الحيوانات.
ولو كان أي شئ إيجابي قد نتج عن تلك التجارب في تغذية الحيوانات، كن واثقاً بأنك كنتَ سمعت عنها كثييييراً.... لأنّ تجار السكر في الهند الغربية سينشرون الخبر حول العالم...
لكن بعد هذا الفشل في إدخال السكر إلى مراعي البــقـــــــر،
فإن تجار السكر في الهند الغربية اسـتـسـلــمـوا،
وبدؤوا بإدخاله إلى مراعـــــي البــــشــــــر......!
بحماسها الباسل لزيادة طلب السوق على أهم منتج زراعي في الهند الغربية، تحوّلت لجنة الهند الغربية إلى وسيلة خدمة لتجار السكر لـ 200 سنة تقريباً: فقدّموا شهادات وأدلة غير متصلة بالموضوع، سخيفة جداً وواضحة التزوير، ومن الصعب عليهم برهان تلك الأدلة والشهادات بأوراق علميّة أو وثائق تؤيد مزاعمهم.
أحد أوائل المعلقين دعاهم بـ (( مُؤجري الضمائـر ))!..
يمكن لأي شخص أن يتأكد بأنه لا يوجد في بريطانيا أي طبيب بيطري يمكن أن يوصي بالسكر
لإطعام الأبقار أو الخراف أو الخنازير!!!!!!!
البروفسور (E.V.McCOLLUM) من جامعة (JOHN HOPKINS UNIVERCITY) الأمريكية
الذي كان يُدعى أحياناً بـالرائد الأمريكي الأول في مجال التغذية، عندما كان يهيئ كتابه المنشور (تاريخ التغذية) عام 1957 والمحتوي على خلاصة تجاربه، قدّمَ مراجعةً لـ 200000 ورقة علمية منشورة لتجاربٍ على جميع أنواع الغذاء وخاصياتها وفوائدها وتأثيرها على الحيوانات والبشر. غطّت المادة المدروسة الفترة من منتصف القرن الثامن عشر إلى 1940 .
في هذا المخزن العظيم للأبحاث العلمية اختار MC COLLUM تلك التجارب التي اعتبرها هامة،
"لكي يروي قصة التقدم في اكتشاف خطأ الإنسان في هذا القسم من العلم – أي علم التغذية – "
لكنه وحسب زعمه، أخفق في تسجيل أي تجربة علمية مدروسة على السكر بين 1816 و1940 .
للأسف، يجب أن نذكر أنفسنا بأن علماء اليوم، ومعظم الأيام، ينجزون القليل من الأبحاث من دون وجود ضامن أو ممول أو راعي مالي... حيث أدت الاتفاقيات العلمية الحديثة إلى مضاعفة تكاليف البحث العلمي.
وهكذا أصبحت غالبية الأبحاث العلمية عن الغذاء تموّل من الشركات الغذائية الكبرى، وبالتالي أي نتيجة لا تناسب هدفهم في زيادة استهلاك الناس لمنتجاتهم تجدهم يخفونها ويُعتّمون عليها .
يجب ألا نتفاجأ عندما نقرأ مقدمة كتاب McCollum's A History of Nutrition ، ونجد أن المؤلف والــنــاشـــرين مـدينـون لـ مؤسسة التغذية الأمريكية، بمنحة نقدية قدمتها المؤسسة لدفع جزء من تكلفة نشر هذا الكتاب.... وقد تسأل باستغراب: مـــؤســســـة الــتـــغـــذيـــة الأمريكية؟؟!!
نعم! المؤلف والناشرون لا يخبرونك...
هذه المؤسسة، "بالمصادفة!"، لها الدور القيادي في المؤسسات والـتـكـتـلات الغذائية الداعمة لـ (((إنتاج السكر المكرر))) والتي تتضمن أيضاً:
الشــركة الأمريكية لتكرير السكر وتصفيته ، شركة كـــوكـــا كـــولا ، بـيـبـسـي كـولا ، كيرتس كاندي ، غذائيّات جنرال ، نـــســـتــلــه وشركائها ، General Mills, Pet Milk Co. and Sunshine Biscuits ، و(( 45 )) من مثل هذه الشركات إجمالاً.
لربما كان الشيء الأكثر أهمية في حياة Mc COLLUM هو ما تجاهله في كتابه
عام 1957: حيث قال بروفسور بارز في جامعة هارفرد الأمريكية، أن الجزء المحذوف هو
(( أحد تلك البحوث العلمية التاريخية التي تجعل كل باحث يركل نفسه لأنه لم يفكر بعمل نفس الشيء!! ))
في الثلاثينيات ، أحد الباحثين من ولاية كليفلاند الأمريكية وهو طبيب الأسنان Weston A. Price، سـافـر حول العالم من الإسكيمو شمالاً إلى جزر البحر الجنوبي ومن أفريقيا إلى نيوزيلاند وذلك لإنجاز دراسته وهي:
التغذية والانحطاط البدني: مقارنة بين نظام الغذاء البدائي القديم والغذاء الحديث وتأثيراتهما، وبحثه مزوّد بمئات الصور وقد نشر أول مرة في عام 1939.
اعتبر الدكتور PRICE العالم بأكمله كمختبر... وكانت خاتمة كتابه صدمة قاسية، فقد سجّلَ وبالتفاصيل الدقيقة من منطقة لمنطقة أخرى ما كان أمراً بسيطاً جداً، وهو أن الناس الذين يعيشون في ظروف "بدائية" كان عندهم أسنان ممتازة وصحة عامة رائعة، أكلوا غذاءً طبيعياً وغير مصفى من إنتاج مناطقهم المحلية. وعندما استوردت الأطعمة المكررة والمحلاة بالسكر كنتيجة للاتصال بـ ((الحضارة))، بدأ الانحطاط والتدهور في الجسد والفكر بطريقة ما، وكان ذلك واضحاً حتى في جيل واحد...
أية مصداقية لدى مستوردي وتجار السكر مبنية على جهلنا بأعمال مثل أعمال الدكتور برايس PRICE .. ويستمر منتجو السكر بالمجادلة.... آملين ! ومتبرعين بمنح كريمة لأبحاث الكليات والجامعات...
لكن مختبرات البحث لم تـأتي بأي شيء ملموس يستطيع صانعو السكر استخدامه للدفاع عـــن صناعتهم. ودائـــمـــاً.... كانت نتائج الأبــحــاث أخــبــاراً ســيــئــة لهم!
"دعــونـــا نتوجّه إلى المتوحش الجاهل داخلنا، لنعيد النظر في طريقة أكله، ولنكن حكماء"
قال البروفسور ERNEST HOOTEN من جامعة هارفارد في كتابه "القرود، البشر، والبلهاء"...
كما قال:
دعونا نوقف تظاهرنا بأن فراشي أسناننا ومعجونها أكـثر أهمية من فراشي الحذاء
ومواد تلميعه.... مخازن الطعام هي التي أعطتنا أسنان المخازن المهترئة!!!!
عندما يعضّ الباحثون الأيادي التي تطعمهم، وتخرج الأخبار وتنتشر الفضائح، فهي محرجة للجميع!
في عام 1958 ذكرت مجلة TIME MAGAZINE بأن متخصصاً في الكيمياء الحيوية من جامعة هارفارد ومساعده، عملوا مع آلاف الفئران لأكثر من 10 سنوات على بحث ممول من قبل SUGAR RESEARCH FOUNDATION "مؤسسة أبحاث السكر" بمقدار 57 ألف دولار لاكتشاف كيف يسبب السكر نخر الأسنان وكيف نمنع ذلك...
أخذ البحث منهم 10 سنوات لاكتشاف أنه لا يوجد أي طريقة لمنع السكر من نخر الأسنان....
وعندما أعلن الباحثون تلك النتائج في (مجلة جمعية أطباء الأسنان)، سحبت المؤسسة الممولة دعمها المالي فوراً... والأمر الذي أثار إحباط الباحثين أكثر من توقف الدعم المالي، هو أن تجار السكر حولوا المال عن أبحاثهم وتوجهوا إلى: رجال الإعلان.
السـكّروز : طاقة صافية ، لكن الثمن مرتفع
عندما كانت السعرات الحرارية (الكالوري) أهم موضوع في العشرينيات من القرن الماضي، وكان كل شخص يتعلم كيف يحسبها، أتى تجار السكر بنغمة وصرعة جديدة، وأعلنوا على الملأ أن هناك (2500) سعرة حرارية في باوند السكر (453.6غ). أي أن 120غ فقط من السكر تنتج 20 بالمائة من الحاجة اليومية. وهكذا قالوا:
"إذا أمكنك شراء كل الطاقة التي تحتاجها بسعر رخيص مثل سعر السعرات الحرارية في السكر، ستكون فاتورتك السنوية منخفضة جداً... إذا كان باوند السكر بـ7 سنتات، ستكون فاتورتك أقل من 35 دولار فقط بالسنة"
طـــــريــــــقة رخـــــيـــــــصة جداً... لــــــقـــــتـــــل نــــفـــــســـــك...
وقد اعترفوا لاحقاً:
"بالطبع نحن لا نعيش دوماً على مثل هذه الحمية غير المتوازنة، لكن ذلك الحساب يُظهر أن السكر رخيص جداً كغذاء منتج للطاقة، والسكر الذي كان في أحد الأيام رفاهية للأثرياء فقط، أصبح الآن طعاماً وغذاءً لأفقر الناس"!!
ولاحقاً أعلن تجار السكر بأن السكر أصبح صافي كيماوياً تماماً، حيث أُزيل 99.9 بالمائة من الطبقة العلوية الصابونية في تكرير السكر، وهي أعلى نسبة نقاء بين جميع المنتجات الغذائية.
ماذا كان قصدهم بالصفاء والنقاء في السكر، بغضّ النظر عن إزالة كـل الفيتامينات والـمعـادن والألـيـاف والبروتينات بالتكرير؟؟؟؟
لقد جاءنا تجار السكر بـمعـنى جديد ومبتكـر لمعـنى كـلمة النقاء في الغذاء:
"هذا السكر الرائع... لن تحتاج إلى تصنيفه حجمياً مثل الحبوب، أو أن تغسله مثل الرز!
كل حبة منه تماثل الأخرى، وانتاجه واستهلاكه لا ينتج أي فضلات... ليس فيه عظام تُرمى مثل اللحم.... ليس فيه بقايا مثل تفل القهوة!!!"
(( صافي )) هـــي صفة مفضّلة لدى تجار السكر، لأنها تعني شيئاً معيّناً للكيميائيين، وشيئاً آخر للمستهلكين الهالكين!
عــنــدمــا يعتبر العســل صـــافـــياً: هذا يعني أنه في حالته الطبيعية ( أُخذ من النحل الذي صنعه ) دون غشه بالسكروز (سكر مكرر) ودون بقايا كيميائية ضارة قد تكون مرشوشة على الزهور. وهذا لا يعني بأن العسل الصافي خالي من المعادن المتعددة مثل اليود ، الحديد ، الكالسيوم ، الفسفور والفيتامينات.
قصب السكر والشمندر السكري يمرّ في مصافي معامل تكرير السكر حيث ينتهي السكر بصفاء كيميائي تام، مثل صفاء المورفين والهيرويين على رفوف المختبر!....
تجار السكر الأوادم لا يخبرونك عن خطورة هذا النقاء الغذائي الســــام.
بدءاً من الحرب العالمية الأولى، غطى تجار ومروّجوا السكر دعايتهم بكذبة جديدة:
"لقد عرف أخصائيوا التغذية القيمةَ الغذائية العالية للسكر لفترة طويلة من الزمن.... لكن الحرب العالمية الأولى هي التي أظهرت لنا فائدة السكر وأهميته العظيمة....
هذا الغذاء الباني للطاقة تصل طاقته إلى العضلات في لحظات، وكان له قيمة عظيمة بالنسبة للجنود... حيث كان يُعطى كمؤونة لكل جندي قبل أن ينطلق للهجوم"
وكمعلومة جانبية لكم...... الطيارة التي ألقت القنبلة النووية على هيروشيما، لم يكن فيها ماء.... بل:
مشروبات غازية غنية بالسكر......
كان تجار السكر يعزفون على وتر (قدرة السكر على بناء الطاقة) على مدى سنين... لأنه لا يحوي إلا على 100% طاقة صافية... ويفتخرون بأن السكر عالي الطاقة وطعمه الحلو يجعلك تعتاد وتدمن عليه!
جميع الأطعمة الأخرى تحوي طاقة و"أشياء أخرى إضافية"...
كلها تحوي بعض المغذيات على شكل بروتينات، كربوهيدرات، فيتامينات أو معادن ، أو كلها مجتمعة.
أما السكّروز فهو طاقة سريعة فقط.
إدعـــاء الطاقة "السريعة" الذي ينشره تجار السكر، الطاقة التي هيّجت الجنود الأمريكيين في الحرب، وتجنن الأطفال يومياً ويجعلهم يصرخون ويزعجون الآخرين، يستند على حقيقة أن السكروز لا يُهضم في الفم أو المعدة، بل يمر مباشرة إلى الأمعاء الدقيقة ومن ثم إلى مجرى الدم...
هذه السرعة العالية التي يدخل فيها السكروز إلى مجرى الدم تسبب من الأذى أكثر مما تنفع.
هل يحتاج الطفل إلى السكر المكررر؟
معظم التشويش والحيرة بين الناس حول السكر المكرر يعود إلى اللغة. حيث أن السكاكر تُصنف من قبل الكيميائيين كـ "كربوهيدرات". هذه المصطلح يعني (مادة تحوي الكربون مع الهيدروجين والأوكسجين)
إذا أراد الكيميائيون أن يتكلموا بمثل هذه العبارات والمصطلحات في مختبراتهم فلا بأس.
أمــــــا اســــــتعمال كلمة الكربوهيدرات خارج المختبر وخصوصاً في توثيق وتسمية الغذاء والمعلبات ولغة الإعلان، من أجل وصف كلٍّ من:
1- الحبوب الكاملة الطبيعية كالقمح، الشعير والذرة... (والتي كانت غذاءً رئيسياً للبشرية لآلاف السنين)
2- السكر المكرر في المصانع بواسطة البشر (المخدّر الصناعي والسم الرئيسي للبشرية لبضعة مئات من السنين فقط)
هذا الاستعمال لكلمة الكربوهيدرات: عمل شرير مليء بالأذى مع توفر مئات الإثباتات.
هذا النوع من التشويش يجعل تجار السكر قادرين على إقناع وخداع الناس، وخصوصاً:
الأمهات المتلهفات، المعتقدات أن صغارهم الأطفال يحتاجون للسكر للبقاء عــلــى قـيـد الـحـيـاة!
في عام 1973 وضعت "مؤسسة معلومات السكر" إعلانات في صفحة كاملة من جميع المجلات الوطنية الأميركية.... وفي الواقع، تم تلبيس هذه الإعلانات بانسحابات كاذبة، اضطر تجار السكر لأن يقوموا بها كانسحاب استراتيجي بعد صراع طويل مع "لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية"، وذلك الصراع دار حول حملة إعلانية سابقة تدّعي أن: جرعة صغيرة من السكر قبل الطعام تكبح شهيتك:
(( أنت تحتاج إلى كربوهيدرات، والسكر هــــــو الكربوهيدرات الألذ والأحلى مذاقاً ))
قد تقول كذلك أن كل شخص بحاجة للسوائل يومياً، وكثير من الناس يجدون الويسكي أو الشمبانيا
هي السائل الألذ والأحلى مذاقاً!!، عندها إلى متى ستسمح الهيئات الدينية والصحية للوبي المشروب الكحولي بالاستمرار في ذلك الإدعاء؟؟؟؟
استعمال كلمة الكربوهيدرات لوصف السكر هو تضليل مدروس جيداً...
منذ فرض كتابة الخصائص الغذائية المفصلة على المعلبات والمنتجات الغذائية، تم إلحاق الكربوهيدرات المكررة المصفاة مثل السكر مع الكربوهيدرات الأخرى غير المكررة...
تم جمع كل أنواع الكربوهيدرات معاً في حساب الإجمالي العام للكربوهيدرات.
وهكذا فإن هدف هذا الجمع المضلل على لصاقة الأغذية هو:
إخفاء كمية السكر في المادة المنتَجة عن عيون المستهلك الغافل
كما يزيد الكيميائيون من التشويش عندما يستخدمون كلمة "سكر" لوصف مجموعة كاملة من المركبات المتشابهة نوعاً ما لكنها مختلفة:
GLUCOSE : الجلوكوز (سكر العنب) هو سكر يوجد عادة في السكاكر الأخرى، في الفواكه والخضار. وهو مادة رئيسية في النسغ النباتي وغذاء كل النباتات والحيوانات. والعديد من الأغذية الأساسية تتحول إلى الجلوكوز في أجسامنا.
الجلوكوز موجود دائماً في دمنا، وهو ما يدعى بــ "ســكـر الــدم".
DEXTORE : الدكستروز (سكر الذرة) مشتق صناعي من النشاء.
FRUCTOSE : الفركتوز (سكر الفواكه).
MALTOSE : المالتوز (سكر الشعير).
LACTOSE : اللاكتوز (سكر الحليب).
SUCROSE : السكروز هو السكر المكرر المصنوع من قصب السكر أو الشمندر السكري.
الجلوكوز كان ولا يزال عنصراً ضرورياً دائماً في مجرى الدم
أما إدمـــان السكّروز هو شيء جديد في تاريخ الإنسان
استعمال كلمة (( سكر )) لوصف مادتين هما أبعد ما تكونان عن التماثل، ولهما تركيبان كيماويان مختلفان،
ومختلفتين جداً بطرق تأثيرهما على الجسم... يصنع التشويش.
هذا يزيد من إمكانية خداع تجار السكر، الذين يخبروننا بأهمية السكر كمكوّن أساسي لجسم الإنسان،
وكيف أن السكر يتم حرقه لإنتاج الطاقة، وكيف يتم هضمه بسرعة لإعطاء الدفء للجسم، وهـــكـــذا...
إنهم طبعاً يتحدثون عــن الجلوكوز الذي يُصنع في أجسامنا، وليس عن السكروز، وهكذا فإن أي شخص عندما يسمع كلمة سكر سيعتقد أن صانعي السكر يتحدثون عن السكر المكرر ( السكروز ) الذي صُنع في معاملهم.
عندما يمكن لكلمةُ (( سكر )) أن تعني الجلوكوز في دمك بالإضافة إلى السكّروز في الكوكا كولا والبيبسي، فهذا أمر عظيم جداً لتجار السكر ومروّجيه، لكنه أمر قاسي ومؤلم لكل شخص آخر....
لقد خُدع الناس بالتفكير بأجسامهم بنفس الطريقة التي يفكرون بها في حساب أرصدة شيكاتهم في البنك....
إذا شكّوا بأن عندهم سكر دم منخفض، تجدهم مبرمجين على التوجّه فوراً لتناول الحلويات والمشروبات الغازية من ماكينة البيع على الرصيف لكي يرفعوا مستوى السكر في دمهم....
فــــي الــحـــقـــيـــــقــة هذا أســــوأ شــــــيء يــعـــمــلــــونــــــــــــه
إن مستوى الجلوكوز في دمهم معرّض للانخفاض، لأنهم طوال حياتهم مدمنون على السكّروز (السكر المكرر).
والناس الذين يقلعون عن إدمان السكر المكرر يجدون أن مستوى الجلوكوز في دمهم يعود إلى الوضع الطبيعي ويبقى متوازناً.
منذ أواخر الستينيات 1960 عاد ملايين الأميركيين إلى الغذاء الطبيعي... وظهر نوع جديد من المحلات هي محلات الأغذية الطبيعية، مما شجع العديد على أن يتحولوا إلى "مقاطعين للسوبرماركت".
واكتشفوا أن الغذاء الطبيعي هو السبيل الأساسي لاستعادة الصحة... وهكذا اقتنع الكثيرون بأن كلمة "صحي" وكلمة "طبيعي" متماثلتان.
وهنا بدأ مروّجوا السكر بتحريف واستغلال كلمة "طبيعي" من أجل تضليل الناس من جديد....
"صُــنع مِن المواد الطبيعية"
هذا ما يقوله مروّجوا السكر بملء أفواههم على شاشات التلفاز.... ويتحدثون بفخر عن منتجاتهم الواحد تلو الآخر...
لكن على التلفاز لا يتم التشديد على كلمة || مِن ||... يجب التشديد عليها وتوضيحها بالخط العريض!
نعم... حتى السكر المكرر مصنوع من المواد الطبيعية وهي قصب السكر والشمندر السكري، ولا شيء جديد في هذا الإعلان، لكن تلك الكلمة الصغيرة ثنائية الأحرف ||مِن|| لا تقول للناس أبداً أن 90 بالمائة من مكونات القصب والشمندر قد أُزيـــــلــــت!!
بالطريقة الدعائية ذاتها يمكننا أن نعمل دعاية للهيروين أو غيره من المخدرات بأنه: "صُنع من المكونات الطبيعية"! فالخشخاش أو القنب مثلاً نبات طبيعي مثل قصب السكر والشمندر... لكن ما يقوم الإنسان بتصنيعه منها هو ما يعطينا القصة الحقيقية.
إذا أردتَ تجنّب السكر في السوبرماركت، هناك طريق وحيد وأكيد:
لا تشتري أي شيء ما لم يُكتب على غلافه بوضوح وبلغة واضحة:
"لا يحوي أي ســــــكــــــــر مـــضــــاف".
وانتبه إلى أن استخدام كلمة كربوهيدرات ككلمة علمية لوصف السكر، أصبح إستراتيجية دفاع قياسية لمروّجي السكر والكثير من مؤيديهم من "الأطباء" والهيئـــات الصححححــــــــــية... هذا هو غــطــاء حمايتهم!
لا طعام علـى طعام
سواء كانت حبوب الفطور المحلاة مع الحليب، أو المعجنات والقهوة السوداء للفطور، أم كانت سندويشة الهممممبرغر والكوكاكولا للغداء، أو العشاء الكامل والمازاوات من أخبر الطباخين في المساء.... كيميائياً: غذاء الإنسان الحديث هو وصفة فعالة لضمان التهابات الأمعاء، ومشاكل المعدة والقلب!
إذا لم تأخذ أنسولين أكثر من اللازم في حالة صدمة من نقص الأنسولين، فلن تحتاج للسكر كمضاد للأنسولين! لا يوجد أي سبب محتمل يجعل المرء يأخذ السكر لوحده أبداً...
يحتاج البشر للسكر مثل حاجتهم للنيكوتين في التبغ.... واشتهاء السكر يختلف عن الحاجة له.
منذ أيام الإمبراطورية الفارسية وحتى أيامنا هذه، استُخدم السكر كأحد المطيبات للأغذية والمشروبات، وكمؤونة رئيسية في المطبخ أو كضيافة على طاولاتنا...
دعونا نترك للحظة تأثير السكر المعروف ( طويل وقصير الأمد )
على كل أجهزة الجسم، ولنركّز الآن على تأثيره
عندما يؤخذ مع غيره من الأطعمة اليومية
عندما تحذّرك جدّتك من أن أكل السكاكر أو الكعك المحلى قبل الطعام "سيفسد وجبتك" فهي تعلم عن ماذا تتكلم... تفسيرها قد لا يُرضي الكيميائي لكن، كما هو الحال مع العديد من البديهيات التقليديّة في شرائع التوراة والقرآن حول المحلل من الغذاء والتقسيم في المطبخ.... هذه القواعد مستندة على سنين من التجربة والخطأ ولا بد أن تكون صحيحة.
معظم الأبحاث الحديثة على خلط الطعام هي اكتشافات مخبرية لأشياء قالها لنا أجدادنا كمسلّمات من الفطرة منذ زمن بعيد...
إن إتباع أي حِمية أو نظام تغذية من أجل خسارة الوزن فقط هو أمر خـطـيـر.. ويستمر الحديث عن السُمنة أو البدانة وتُعالج كمرض في القرن العشرين...
البدانة لـيـسـت مـرضـاً..!! بل هي فقط عارض وعلامة، إشـــارة تُـحـذّرك بأن جسمك خارج عن النظام.
إتباع الـحـمـية لإنقاص الوزن هو أمر سخيف وخطير، يشبه أخذ الأسبرين لتخفيف الصداع قـبـل أن تعرف سببه.
إن التخلص من الإشارة (العارض) التي يعطيها الجسم لك هي مثل إطفاء جرس الإنذار
وتترك السبب الأساسي خفياً في الأعماق
إن إتباع أي حمية غذائية دون استرداد الصحة العامة أولاً، سيكون خطراً كبيراً عليك.
فالعديد من الناس زائدي الوزن هم ناقصو تغذية (( يشدد الدكتور H.Curtis Wood على هذه النقطة في كتابه عام 1971: مُتخم بالطعام لكن ناقص تغذية))
الإقلال من الأكل يمكنه أن يفاقم هذا الوضع، ما لم يهتم الشخص بنوعية الغذاء بدلاً من كميته فقط .
العديد من الناس، والأطباء ضمنهم، يفترضون أنه إذا تم إنقاص الوزن فسيتم إنقاص الدهون... لكن هذا ليس ضروري الحدوث!!
أية حمية تجمع الكربوهيدرات كلها معاً ستكون خطرة... أية حمية لا تأخذ بعين الاعتبار نوعية الكربوهيدرات، وتوضّح كقضية حياة وموت، الفرق الحاسم بين الكربوهيدرات الطبيعية غير المُصفاة (مثل الحبوب الكاملة والخضار) والكربوهيدرات المُعالجة في معامل التكرير من قبل الإنسان (مثل السكر الأبيض، الطحين الأبيض وغيرها)... وأية حمية تتضمن السكر المكرر أو الطحين الأبيض خطرة؛ مهما كان الاسم "العلمي" الذي يُطلق عليها.
رمي السكر المكرر والطحين الأبيض خارج البيت
واستبدالهما بالحبوب الكاملة والخضار والثمار الطبيعية في مواسمها
شيء أساسي من أي نظام غذائي طبيعي فيه شيء من الصدق والعلم
تغيير نوعية الكربوهيدرات التي تتناولها يمكنه أن يغير نوعية صحتك وحياتك... إذا تناولتَ طعاماً طبيعياً ذي نوعية جيدة، عندها مهما كانت كميته سيتولى هو العناية بنفسه!
فلا أحد مثلاً سوف يأكل ستة حبات من الشمندر السكري معاً أو صندوقاً من قصب السكر!... وحتى لو فعلها، فإن ذلك سيكون أقل خطورة من حفنة سكر مكرر.
الأنـواع الطبيعية من السكاكر، مثل سكاكر العسل والفاكهة (الفروكتوز) بـــالإضافة إلى السكر الأبيض (السكروز):
كلها تؤدي إلى إيقاف مؤقت في إفراز العصارات المعديّة ولها تأثير مثبط لقدرة المعدة الطبيعية على الحركة.
السكريات لا تُهضم في الفم مثل الحبوب، أو في المعدة مثل اللحوم. وعندما تُؤخذ لوحدها فإنها تعبر بسرعة خلال المعدة إلى المعي الدقيق.
عندما يُؤكل السكر مع أطعمة أُخرى، كاللحم مثلاً أو المعجنات في السندويش، فهذا الخليط يُحتجز في المعدة لفترة معينة... حيث يجلس السكر الموجود بالخبز أو الشاي أو الكولا منتظراً حتى يتم هضم الهمبرغر والخبز .
وبينما تعمل المعدة على البروتين الحيواني (اللحم) والنشاء الأبيض المكرر في الخبز، فإن السكر المُضاف يضمن تخميراً حمضياً سريعاً تحت شروط الدفء والرطوبة الموجودة في المعدة.
مكعب صغير واحد من السكر في القهوة أو الشاي بعد تناولك السندويشة يكفي لأن يحوّل معدتك إلى جهاز تخمير منتج للكحــول!
علبة مشروبات غازية واحدة مع سندويشة الهمبرغر كافية لتحويل المعدة إلى مستنقع مليء بالتخمرات....
حتى طبقة السكر الرقيقة على المكسرات تضمن تحويل معدتك إلى جهاز تخمير .
السكر المضاف إلى معظم أنواع الخبز الأبيض يضمن تدمير الصحة والمصير!
منذ بداية التاريخ، تمت مراقبة القوانين الطبيعية المتعلقة بخلط أنواع الطعام... ولوحظ أن الطيور تأكل الحشرات في فترة ما من اليوم والبذور في فترة أخرى، وهناك حيوانات أخرى تميل لأكل نوع غذائي واحد كل مرة، الحيوانات اللاحمة تأخذ بروتيناتها من اللحم لوحده ومباشرة... ولم أشاهد أي نمر يطلب صحناً من الفواكة وقطعة كيك بعد تناوله لأرنب الغداء!!؟!
في بلاد الشرق الأقصى، هناك تقليد في أكل الطعام الذكر yang قبل الطعام الأنثى yin، شوربة الميزو (حبوب مخمرة جيداً مع الملح) أولاً للفطور + قطعة سمك (البروتين الأكثر ذكورة) في بداية وجبة الطعام ، ثم يأتي الرز بعد ذلك (الذي هو أقل ذكورة من الميزو) وبعده الخضار التي تُعتبر "أنثى" نسبياً...
لا تأكل أبداً مع عائلة يابانية وتخطئ في هذا التقليد، لأن الشرقيين (إذا كانوا أصدقائك) سيصححونك بأدب وتهذيب لكن بحزم شديد!
كما أن اليهود الأرثوذكسيين عندهم تقليد يمنع العديد من خلطات الطعام في نفس الوجبة، خصوصاً اللحم مع منتجات الحليب والألبان. وفي مطابخهم هناك أوعية خاصة لإعداد اللحم مختلفة ومنفصلة عن أوعية الحليب والألبان، مما يعزز فكرة فصل أنواع الطعام حتى في مؤونة المطبخ.
وعند المسلمين يذكر القرآن الكريم والطب النبوي تصنيف الأكل كذكر وأنثى وعدم خلط الطعام على الطعام...
لقد تعلّم الإنسان هذه اللعبة باكراً جداً: أي لعبة الخلط غير الصحيح بين الأطعمة وماذا يمكن أن تسبب للجسم... عندما تعرّض قديماً إلى وجع المعدة بسبب خلط الحبوب والفواكه الطازجة، أو العسل مع اللحم في وجبةٍ واحـــدة، وقتها لم يكن لديه أقراص مضادة للحموضة!! لذلك تعلّم ألا يأكل بهذه الطرق العشوائية...
عندما أصبحت الشراهة شائعة ومنتشرة، فإن الشرائع والوصايا الدينية المختلفة ناشدت الجميع بأن يعملوا على كبحها... الــــشــراهـــة هي ذنب كبير في أكثر الأديان، لكن ليس هناك تحذيرات أو وصايا دينية مخصصة ضد السكر المكرر، لأن إساءة استعمال السكر، (مثل إساءة استعمال الأدوية) لم تظهر على المشهد العالمي حتى القرون القليلة الماضية.
"لماذا علينا أن نتقبل ذلك الشيء الذي أثبتَ أنه يُسرّع المرض ويُضعف البشر، ونعتبره شيئاً عادياً؟؟"
قال الدكتور شيلتون Herbert M. Shelton عن السكر، ويسأل:
هل علينا دائماً الاستسلام للواقع الخاطئ واعتباره أمراً عادياً؟
هل ممارسات الأكل الحالية للناس المتحضرين عادية؟
البراز القذر، البراز السائل، الصلب الخشن كالحصى، الغازات الكثيرة والكريهة الرائحة، التهاب القولون، المغص، البواسير، والحاجة إلى ورق التواليت.... كلها تُوضع تحت كلمة: عادي
عندما تُهضم النشويات أو غيرها من السكريات المعقدة المركبة (مثل التي في العسل والثمار)، تتفكك إلى سكريات بسيطة أحادية، وهي مواد مغذية صالحة للاستعمال في الجسم....
أما عندما يتم أخذ النشاء والسكر المكرر معاً، سيعانيان من التخمر في المعدة، وعندها سينتج:
ثاني أكسيد الكربون + حمض الخل + كـحـول + مـــاء... وباستثناء الماء كل هذه النواتج هي مواد سامة غير صالحة للاستعمال .
عندما تُهضم البروتينات فإنها تتفكك إلى الأحماض الأمينية وهي مواد مغذية صالحة للاستعمال.
أما عندما يُؤخذ البروتين مع السكر (بكل أنواعه المكرر والطبيعي)، ويمر بحالة التخمر في المعدة فإنه سيفسد ويتفكك إلى تشكيلة من ( ptomaines وleucomaines ) مادتان سامتان غــيـــر صالحتان للاستهلاك أبداً.
إنّ عملية الهضم بالأنزيمات للأطعمة تجهزها لكي تُستخدم في أجسامنا بسهولة، أما الـتعـفـن والتفكيك الجرثومي يجعل تلك الأطعمة غير ملائمة للاستعمال البشري...
العملية الأولـى تعطينا المغذيات، والثانية تعطينا ســـمـوماً قاتلة للحياة.
أساليب ونظريات التغذية الحديثة مهووسة بالحساب الكمي لما نأكل، وتتم معاملة الجسم مثل حساب البنك... أودِع السعرات الحرارية فيه (مثل الدولارات) واسحب الطاقة منه.
أودع بروتينات، كربوهيدرات، دهون، فيتامينات، ومعادن – وكلها متوازنة ومدروسة كمياً- والنتيجة النظرية هي جسم سليم معافى....
في أيامنا هذه، أصبح الناس معافين إذا استطاعوا أن يزحفوا خارج السرير، ويصلوا إلى المكتب ويوقعوا على بطاقة الحضور.... إذا لم يستطيعوا فعل ذلك، اتصلوا بالطبيب فوراً لكي يعطيهم تقريراً طبياً بالمرض، فيحصلون على التعويضات المالية من العمل والمعالجة المجانية في المشفى وفترة النقاهة.
لكن ماذا ينفع إذا تم استهلاك جميع السعرات والمغذيات الموصى بها نظرياً كل يوم، عندما نجد أن تناول هذه الأطعمة طيلة النهار وبين الوجبات يجعلها تتخمر وتتعفن في قناتنا الهضمية؟
ماذا سنستفيد من البروتين إذا فسد في قناة الهضم وأطلق الغازات النتنة؟
ماذا سنستفيد من الكربوهيدرات إذا تخمرت فينا وتحولت إلى كحول وحمض خل؟
"لكي نحصل على الغذاء من الأطعمة المتناولة، يجب أن تُهضم لا أن تتعفن"
قال هذا د.شيلتون منذ عدة سنين...
طبعاً يستطيع الجسم أن يتخلص من السموم عبر البول وفوهات التعرق في الجلد، وتدل كميات السموم المُقاسة في البول على ما يجري في الأمعاء.
ويقوم الجسم فعلاً بتأسيس ممانعة وقدرة احتمال ذاتية لهذه السموم، تماماً مثلما يتلاءم ببطء مع جرعات الهيروين.... لكن د.شيلتون يقول:
"إن الإزعاج الناتج عن الغازات المتراكمة، ورائحة النفَس الكريهة، وروائح الجسم البشعة، كلها أشياء غير محبّذة مثلما هي حالة السموم".
|
f |