وداعاً للتدخيـن  (قائمة المقالات)

 

إنني أكرر عاداتي البالية ذاتها كل يوم،

وخصوصاً عادة التدخين الحقيرة...

حاولتُ كثيراً أن أتخلى عنها ولم أنجح أبداً...

فما هو السبيل لهذا الأمر المستحيل؟

لا عليك... الأمر ليس صعباً...
لكن العادات، مثل عادة التدخين، لا يمكن التخلّي عنها بهذه الطريقة التي تحاول القيام بها... لأنها هكذا ستصبح أقوى وأعند.

كلما صارعتها أكثر، ستعطيها طاقة أكبر، لأن صراعك بحد ذاته فيه اعتراف بأن هذه العادات قوية ومتمكّنة...
ومرة بعد مرة ستُهزم أمامها، فتصبح أقل ثقة بنفسك.
ستعرف مسبقاً قبل كل محاولة أنك ستخسر... وتقع في لعبة انهزامية متكررة.


انسَ كل ما يتعلق بأمر التدخين

عندما تشعر بأنك ستدخن دخّن... وعندما لا تشعر بأنك ستدخن فلا تدخّن... لكن لا تجعلها قضية عظيمة.
لا تصنع ضجة كبيرة حول موضوع بسيط، لأنك ببساطة تقوم ببعض الغباء فحسب، لا بخطيئة ولا جريمة عظيمة.
استنشاق الدخان ونفخه شيء غبي ليس إلا... لذلك لا تجعله مهماً جداً.
لا تسمح له باستحواذك أو بصنع الهواجس لك، في الحياة أشياء أعظم بكثير لكي تفكر وتتأمل بها...

هناك ملايين الناس الذين لا يدخنون، فماذا في ذلك؟
لم يصلوا إلى الجنة ولم يصلوا إلى السعادة الأبدية...
الجنة ليست رخيصة لدرجة أنك برميك لباكيت السجائر أو بكسرك للأرجيلة ستحصل عليها!

أنت تصنع من الحبة قبّة...
لا تسمّي عادة التدخين بـ"الحقيرة"، لأن هذه الكلمة أو غيرها من الشتائم محمّلة بكثير من العواطف... وغضبك هذا يدل على أنك ستُهزم.
أنت خائف مسبقاً، ولهذا تقول عنها "حقيرة".... تصارعها وتدينها باستمرار، لكن كل هذه الإدانة ستنعكس عليك.
في اليوم التالي ستصبح أنت "حقيراً"، لأنك الآن تقوم بشيء قد نكرته وأدنته، لهذا ستقوم بإدانة نفسك.
ستشعر أنك قبيح... وبدخول إدانة الذات فيك سيصبح من الصعب جداً الوصول إلى قمم أعلى من الوعي، لأنك بإدانتك لذاتك لن تستطيع حتى تصديق أن شيئاً جيداً سيحصل لك ويرفعك.

ترك عادة التدخين لا علاقة له أبداً بالدّين ولا بأي روحانية...
إذا اختفى إدمانك وطلبك للتدخين سيكون أمراً جيداً... لكن لا تعتقد أنك قمتَ بعمل عظيم، وصار لك فضل على العالم أو على الله: "انظر إلي يا الله، إنني لم أعد أدخن!"
إذا دخنتَ أم لم تدخن فلا يوجد أي شيء له معنى، وهذا ما أعنيه عندما قلتُ انسَ أمره.

فجأة في يوم من الأيام سترى أن التدخين اختفى من حياتك، لأنه عندما تخرج منه الأهميةُ يموت من تلقاء ذاته.
أنت تعطيه قدراً كبيراً من الأهمية والاهتمام والانهمام وتستمر بتغذيته...
السيجارة لا تتعلق بك، بل أنت من يتعلق بها، لذا استرخي فحسب...

From: Osho - The Passion for the Impossible
Chapter #13

________________

هل يمكن للمدمن على الدخان
أن يصبح متأملاً في هذا الزمان؟
لقد دخنتُ مدة 25 سنة متواصلة بإدمان
وأشعر أنني عندما أدخن لا أستطيع التعمّق في بحر التأمل والوجدان
بالرغم من هذا، لا أستطيع التوقف عن أكل الدخان!
هل تستطيع أن تخبرني شيئاً يوصلني إلى بر الأمان؟

المتأمل لا يمكن أن يدخن، لسبب بسيط هو أنه لا يشعر أبداً بالتوتر أو العصبية.
الدخان يساعد بصورة آنية مؤقتة، يجعلك تنسى كل ما يقلقك ويوتّرك.
كما أن هناك أشياء أخرى تقوم بنفس الدور مثل مضغ العلكة... لكن الدخان هو أقوى هذه الأشياء.

في أعماق لاوعيك، عملية التدخين مرتبطة برضاعة الحليب من صدر أمك... وبتقدّم وانتشار ما يسمى الحضارة، لم تعد أي امرأة مهتمة بتنشئة طفلها وتغذيته من صدرها، طبعاً لأن الطفل طبيعياً سيدمر الصدر!
ستفقد الأثداء استدارتها وامتلاءها وجمالها الجذاب.

الطفل له حاجات مختلفة عن حاجات الآخرين... الطفل لا يحتاج ثدياً مستديراً، لأن الثدي المستدير سيجعله يموت.
إذا كان الثدي مستديراً تماماً، لن يستطيع الطفل أن يتنفس بينما يقوم بالرضاعة، لأن الثدي سيغلق أنفه الصغير وسيخنقه.

حاجات الطفل تختلف عن حاجات الرسامين والشعراء، ومقاييس الجمال والفيديو كليبات.
الطفل يحتاج ثدياً متطاولاً قليلاً بحيث يمكنه أن يرضع ويتنفس في الوضعية ذاتها، لذلك سيحاول كل طفل أن يجعل الثدي ملائماً لحاجاته... وما من امرأة تقبل أن يتغير شكل صدرها، فهو جزء هام من جسدها وشكلها وجمالها...
لذلك بنمو الحضارة ..كأن هذا النمو يرتكز على نمو الصدر وكمية السيليكون المحشوة فيه... أصبح الأطفال يُبعدون عن صدور أمهاتهم بصورة مبكرة أكثر فأكثر... وبقي الشوق للرضاعة من الصدر موجوداً في أذهانهم.
ومتى ما أصاب المرءَ حالةٌ من العصبية أو القلق والتوتر: تجد أن السيجارة تساعده على تحملها....
السيجارة هنا تساعده لكي يعود طفلاً من جديد، مرتاحاً في حضن أمه الدافئ الحنون...

شكل السيجارة شيء رمزي له دلالة ومعنى... إنها تشبه حلمة الثدي، حتى أن صانعي السجائر يضعون لها لوناً مشابهاً، كما أن الدخان الناتج عنها دافئ مثلما حليب الأم يكون دافئاً، ويتم أخذه مصاً مثل الرضاعة...
لذلك تجد الترابط بين السيجارة والثدي في اللاوعي، فتجد نفسك مأخوذاً ومشغولاً بها، لأنها تنقلك لبضع لحظات إلى عالم الطفولة البريئة الخالية من القلق والمشاكل والمسؤوليات.

لقد قلتَ أنك كنت ولا تزال تدخن على مدى 25 سنة، وتدخن بإدمان وإفراط، وتريد التوقف عنه لكنك لا تستطيع...
نعم، لن تستطيع التوقف عن الدخان، لأنه عليك تغيير الأسباب التي أنتجت هذا الإدمان.

لقد نجحتُ مع العديد من الناس الذين سألوني عن العلاج...
في البداية كانوا يضحكون عندما أقترح عليهم الحل.... لم يستطيعوا تصديق أن حلاً بسيطاً يمكن أن يساعدهم.
قلتُ لهم: "لا تحاولوا إيقاف التدخين، بل اجلبوا زجاجة رضاعة حليب مثل التي تُعطى للأطفال الصغار... وفي الليل عندما لا يراك أحد، في سريرك تحت الغطاء، استمتع بشرب الحليب الدافئ، وهذا لن يسبب أي مشكلة على الأقل."

أجابوا: "لكن كيف سيساعدنا هذا؟"
فقلتُ: "انسوا كل هذا الموضوع وجميع الأسئلة، كيف ولماذا... فقط افعلوا ما قلتُ لكم... سيعطيكم غذاءً جيداً قبل أن تخلدوا إلى النوم، ولن يسبب أي خطر عليكم، وشعوري يقول لي أنكم في اليوم التالي لن تشعروا بحاجة كبيرة للسجائر، جرّبوا هذا وأخبروني."
وقد تفاجأ أولئك المدخنون… لقد اختفت السجائر تدريجياً من حياتهم، لأن حاجتهم الأساسية التي بقيت معلّقة في بالهم قد أُشبعت: لم يعودوا أطفالاً… بل إنهم ينضجون ويكبرون، والسجائر تتناقص من تلقاء ذاتها.
لن تستطيع التوقف عن الدخان…. بل عليك القيام بشيء غير مؤذي، صحي أكثر، يكون بديلاً عن السجائر لفترة ما، إلى أن يكبر ذلك الجزء من وعيك، ويتوقف طلبك للسجائر.

الأطفال الصغار يعرفون ذلك، لقد تعلّمتُ السر منهم!
إذا كان طفلٌ ما يبكي ويصرخ بسبب الجوع، وكانت أمه بعيدة عنه، ستراه يضع إبهامه في فمه ويبدأ بمصّه…. وسوف ينسى كل الجوع والبكاء وينام بكل هناء…
لقد أوجدَ بديلاً، مع أن هذا البديل لن يعطيه الغذاء، لكنه على الأقل سيعطيه شعوراً بأن شيئاً مشابهاً للرضاعة يحصل، وهذا الشعور يعطيه راحة عميقة واسترخاء…

لقد حاولتُ مع بعض الناس، حتى بنصحهم بمص الإبهام.
إذا كنتَ خائفاً جداً من جلب زجاجة الرضاعة وملئها بالحليب، أو إذا علمت زوجتك بأمر الرضّاعة أو أولادك، فالحل الأفضل عندها أن تذهب إلى النوم وإبهامك في فمك… وقم بمصّه بهدوء واستمتع به!

كانوا يضحكون لكنهم كانوا دائماً يعودون قائلين:
"لقد ساعدتنا ونجح الأمر، وتناقص عدد السجائر في اليوم التالي مباشرة، ومازال التناقص مستمراً"
قد يستغرق الأمر بضعة أسابيع لاختفاء التدخين كلياً...
سيختفي دون أن تقوم أنت بإيقافه....
إيقافك له هو نوع من الكبت، وأي شيء مكبوت سيحاول الظهور مجدداً بقوة أعنف ليأخذ الثأر.

لا تقم بإيقاف أي شيء.
دوماً ابحث عن السبب الأساسي له وحاول إيجاد بعض البدائل الغير ضارة... وهكذا يختفي السبب الأساسي.
التدخين ما هو إلا عارض، لذلك أول شيء: توقف عن إيقافه.
ثاني شيء: إحصل على زجاجة رضاعة جيدة ولا ترتبك وتخجل منها... إذا خجلتَ فاستخدم إبهامك، مع أن تأثيره أقل لكنه سيساعد.


لم أر أي شخص استخدم هذه الأساليب وفشل في الشفاء...
يوماً ما، لن يصدق المدخن كيف كان يدمّر صحته دون لزوم، بتنشقه وإطلاقه للدخان المزعج وتدمير رئتيه.... بدلاً من الاستمتاع بالهواء النقي المنعش القادم إليه....

ملاحظة: للذي سيجرب رضّاعة الحليب، من الأفضل استخدام حليب الصويا أو حليب الحبوب، أو تأكد من كون الحليب عضوي المصدر Organic دون أعلاف وأدوية وأسمدة ومبيدات!

From: Osho - Beyond Psychology
Chapter #2
________________

الإقلاع عـن التدخين

أريد أن أقلع عن التدخين... فما رأيك؟

يا ماهر، لماذا تقوم بذلك؟
في بداية الأمر لماذا تريد الإقلاع عن التدخين؟
ما هو الخطأ في التدخين؟
نعم، قد يكون عملاً سخيفاً أو غبياً قليلاً، تبتلع فيه الدخان وتنفخه، مسمماً نفسك وهادراً لمالك وحياتك... لكنه ليس بجريمة ولا سيئة...
عليك ألا تشعر بالذنب تجاه الموضوع...

مع التدخين ستعيش أقل بسنتين أو ثلاثة من عمرك إذا كنت لا تدخن، لكن ماذا في أن يعيش المرء ثلاث سنين زيادة؟... ماذا ستفعل إذا أطلتَ حياتك ثلاث سنين؟
سوف تضيف قليلاً من المشاكل في هذا العالم، لذا من الأفضل أن تذهب باكراً من هنا، ولا تقلق لأن أعداد البشر بالبلايين...

في الماضي، لم يفكر أحد بتحديد النسل وأعداد الولادات، أما الآن فتجد الجميع في كل البلدان يبحثون عن سبيل لإنقاص عدد السكان، وحتى كيفية منع قدوم أطفال جدد في بعض المناطق...
عاجلاً أم آجلاً علينا أن نفكر بالنهاية الأخرى: كيف نساعد الكبار في العمر على الرحيل المبكر، لأن هذا جزء منطقي من هذا التفكير...
إذا منعنا الأطفال الصغار من القدوم إلى هذا العالم لمجرد التخفيف من ازدحام الناس، والعالم منذ الآن مكتظ بأعداد مخيفة، فعاجلاً أم آجلاً سنفكر في طرق ووسائل لمساعدة الكبار في العمر على الموت بسرعة، وسنجعل هذا حقاً مكتسباً بالولادة.
إذا قرر أحدهم الموت، يجب ألا يكون هذا جريمة... بل في الواقع يجب أن يُدعم ويُحترم لأنه يفسح مجالاً جديداً ليشغله أناس جدد.. إنه خادم عظيم للعالم والبشرية بتنظيفه لمكانه.

وتقول لي: "أريد أن أقلع عن التدخين" ؟

لماذا تريد ذلك في البداية؟ لأنك قرأتَ أن التدخين سيء وضار بصحتك؟
لكنك ماذا ستفعل بـصحتك؟

هناك قصة جميلة عن المسيح، غير مذكورة في الأناجيل... لكن إحساسي كان دائماً أنه تم حذفها في زمن ما من التاريخ لأنها قصة خطيرة.... لكن الصوفيين سجلوها وحافظوا عليها كما هي.
هناك بضعة قصص عن المسيح قد حفظها الصوفيون، ويجب شكرهم على هذا لأن هذه القصص هي أجمل من كل القصص التي في الأناجيل.. وإليكم هذه القصة الرائعة:

أتى المسيح إلى إحدى القرى، ورأى رجلاً مستلقياً في قناة ري قرب الطريق، وهو يصرخ ويهذي مصدراً ضجة لا معنى لها... لقد كان الرجل سكراناً جداً ومن الصعب فهم ما يقول.
اقترب منه المسيح لكي يصغي إليه، ربما كان يحتاج بعض المساعدة... وعندما رآه عن قرب تذكرَ وجهه، هزّ الرجل ففتح عينيه، وقال المسيح: "لقد تذكرتك، هل تتذكرني؟"
قال الرجل: "نعم أنا أتذكرك أيضاً، لكن رجاءً دعني وحدي"
قال المسيح: "كما أذكر، كنتَ مريضاً جداً على حافة الموت وقد شفيتك... قمتُ بمعجزة حينها، وأنا الآن لا أرى أي امتنان في عينيك"
قال الرجل: "امتنان؟ في تلك اللحظة كنتُ سأموت وأرتاح من هذه الحياة البشعة. وأنت أتيت وأعدتَ إلي الصحة، فرجعتُ إلى المعاناة من جديد... فمن المسؤول عن هذا؟ لماذا أعدتَ إلي الصحة؟ من سمح لك بذلك؟"

صُدم المسيح.. لم يفكر بهذا أبداً من قبل... فقال:
"لكنك الآن سليم معافى، تستطيع استخدام صحتك"
قال الرجل: "وهذا ما أقوم بفعله. عندما يكون المرء بصحة جيدة فإنه يشرب ويأكل ويستمتع بالحياة، ماذا أستطيع أن أفعل بصحتي غير هذا؟"
..فعلاً هذا سؤال أتى في محله: ماذا ستفعل بصحتك يا ماهر؟ كل، اسكر، وابتهج!
وبدا ذلك الرجل مستاءً جداً من المسيح.

غادر المسيح وهو حائر، وهو يمشي رأى رجلاً آخر يلاحق عاهرة جميلة، فأوقف الرجل وسأله:
"أيها الشاب، إنني أعرفك جيداً، لقد كنتَ أعمى وقد شفيتُ لك بصرك"
فقال الشاب: "ماذا عليّ أن أفعل بعيني غير هذا؟ العينان مخلوقتان لكي تنظرا وتبحثا عن الجمال... وتلك المرأة، ألم ترى كم هي فائقة الجمال؟ اتركني وشأني! ليس لدي مزيد من الوقت لأضيّعه معك"

حزن المسيح كثيراً لأنه كان يعتقد أنه ساعد هؤلاء الناس... خرج بعدها من القرية، وإذ به يرى رجلاً سيقتل نفسه، فسأله: "الحياة ثمينة جداً! لماذا ستقتل نفسك؟"
نظر الرجل إلى المسيح وقال: "ألا تتذكرني؟ لقد متُّ، وأتيتَ أنت وخرّبتَ عليّ موتي بإعادتي إلى الحياة... يكفي فهذا كثير جداً! لا أستطيع تحمل هذه الحياة أكثر من هذا! ورجاءً، هذه المرة رغم أنك أتيت، لا تقم بمعجزتك مرة ثانية، لا أريد أياً من معجزاتك!!"

حقاً إنها قصة غريبة، لكن لها دلالة عظيمة...
الإنسان فعلاً أعمى، لدرجة أنه سيقوم بشيء خاطئ عندما تكون صحته جيدة، سيقوم بشيء خاطئ إذا كان حياً، سيقوم بشيء خاطئ إذا كان لديه عينان....
ما لم تصبح واعياً فستستمر بالأخطاء والحماقات.... لهذا حكماء الشرق لم يقوموا بأي معجزة.... أو أنهم قاموا بمعجزة واحدة فقط، وهي تحويل اللاوعي إلى وعي، لأنه إذا لم يحصل هذا التحويل فلن تجد للخير والنجاح أي سبيل...

كأنك تعطي سيفاً قاطعاً لولد صغير: إما أن يجرح نفسه أو يجرح غيره...
لا يجوز أن تعطي الطفل سماً ليلعب به، فهذا خطير جداً...
الإنسان غير واعي، تقريباً في حالة السكر والانطفاء....
فماذا ستربح من تركك للتدخين؟

دخل طوني إلى البار وطلب بيرة وكأساً من الويسكي. شرب البيرة وسكب كأس الويسكي في جيب قميصه. وكرر طوني هذا التصرف عدة مرات، إلى أن انتبه صاحب البار إليه فسأله محتاراً:
لم أفهم، ما قصدك من هذا؟
أجابه: هذا ليس من شأنك!... إضافة لهذا، أجدك فضولياً كثيراً وفي بالي أن ألكمك على عينك!
وفي تلك اللحظة، أخرجت فأرة رأسها من جيب قميص طوني وقالت:
وهذا الكلام ينطبق على قطك اللعين أيضاً!!

الإنسان غير واعي... إنه يبدو واعياً لكنه ليس كذلك على الإطلاق.
لذلك بدلاً من أن تسألني عن رأيي في ترك التدخين، عليك أنت أن تراقب وتشاهد.
أهم شيء هو "عدم ترك التدخين"، أهم شيء هو مراقبة السبب الذي يدفعك إلى التدخين منذ البداية... إذا كنت لا تفهم السبب وراءه ولم تتم إزالة السبب: تستطيع الإقلاع عن التدخين، وبعدها ستبدأ بمضغ العلكة، لأن السبب الأساسي لا يزال موجوداً، وعليك أن تعمل شيئاً ما تلبية له... وإذا لم تمضغ العلكة فقد تبدأ بالإكثار من الكلام.
أنا لا أدخن... وإذا توقفتُ يوماً ما عن الكلام معكم فقد أبدأ بالتدخين!

قام شاب وسيم وعشقان جداً بمحاصرة فتاة في المقعد الخلفي من سيارته، وبدأ بمدّ يده الطويلة محاولاً مداعبتها... وبقيت الفتاة تقاومه وتدفعه بعيداً عنها، لكنه استمر بالاقتراب بمزيد من الأيادي كالأخطبوط.
في النهاية صفعته على وجهه وصرخت قائلة: "لا أعرف ماذا حصل لك، لقد كنتَ مهذباً ومتعقلاً طوال الفترة التي عرفتك فيها!"
فأجاب: "نعم.... أعرف... لكنني لا أستطيع فِعل شيء حيال هذا... إنني أحاول الإقلاع عن التدخين"

التدخين يمنع العديد من الناس من القيام بأشياء ستكون أخطر بكثير...
في التدخين، تنشغل يدك، فمك، فكرك... وأنت لا تؤذي أي شخص بالتحديد، ما عدا نفسك.
لكن هذا من حقك الطبيعي وحريتك، وإلا سوف تقوم بشيء آخر.

هل راقبتَ هذا؟
عندما تشعر بالنرفزة أو التوتر، تبدأ بالتدخين...
سبب ذلك أن التدخين يساعدك على التحمل والاسترخاء قليلاً، وإلا ستكون الحياة عبئاً ثقيلاً جداً.
أما عندما لا تشعر بالتوتر، عندما تكون مستمتعاً ومرتاحاً، فأنت لا تتذكر التدخين... قد تمرّ ساعات وساعات وأنت لا تدخن والتفسير بسيط هو عدم وجود أي سبب مسبب..
من ناحية أخرى، قد تخاف حينها من احتمال قيامك بشيء خاطئ، لذلك تجد من الأفضل أن تبقي نفسك مشغولاً.

يا ماهر، اقتراحي لك:
أولاً غص عميقاً في عادة التدخين عندك... تأمل فيها... واكتشف أول سبب نفسي يدفعك إليها.
قد يستغرق هذا بضعة أشهر، وكلما تعمقتَ فيها أكثر أصبحتَ أكثر تحرراً منها.
لا تتوقف عن التدخين.
إذا اختفى من خلال فهمك العميق له ولأسبابه الجذرية، سيكون هذا أمراً مختلفاً تماماً...

مثلاً، قد يكون صدر أمك أُبعد عنك بصورة أبكر من التي أردتها، وأتى الدخان كبديل.
وقد اقترحت في مثل هذه الحالة للعديد من الناس: "إذا كنتَ حقاً تريد إيقاف التدخين، فابدأ بمصّ إبهامك" فردوا علي: "لكن هذا سيبدو في غاية الغباء!"
نعم صحيح.... تدخينك للسيجارة يبدو كأنك تقوم بعمل عظيم!
بمصك لإبهامك أنت تقوم بنفس الشيء لكن دون سم وضرر...
مص الإبهام ليس فيه أي سوء عليك، لكن الدخان فعلاً خطير على الصحة والوعي، لكن لأن الجميع يدخنون وهو شيء مقبول ويبدو دليلاً على النضج........
الأولاد الصغار يريدون أن يكبروا، لا لأجل شيء، ما عدا أن يُسمح لهم بالتدخين!
يشاهدون الناس "الكبار" يدخنون فيشعرون بالنقص لأنهم ممنوعون منه... ويقول لهم الأهل:
"أنت صغير جداً الآن، انتظر قليلاً حتى تكبر... هذا شيء لا يستطيع القيام به إلا الكبار"
وتدخل هذه الفكرة وتبقى فيهم طوال حياتهم...

التدخين يرمز إلى شخص بالغ وناضج في العمر، وإذا كنتَ فعلاً تدخن سجائراً وسيجاراً ثمينة وفاخرة، نادرة، مثيرة، فهذا يظهر نجاحك في عملك وحياتك، وأنك وصلت إلى النضوج والفهم، مما يعطيك شعوراً بالهيبة والوقار.

غص عميقاً في التدخين... قد يكون سببه إبعادك المبكر عن صدر أمك، وأقترح عليك شيئاً أفضل:
ليلاً عندما تذهب إلى النوم، اجلب زجاجة رضاعة مع حلمة مطاطية وابدأ بمصها والاستمتاع بالحليب الدافئ، وكل ليلة عد طفلاً صغيراً كما كنت... هذا ما يعطيك إياه التدخين:
دخان دافئ يدخل ويخرج من فمك، كأنه حليب الأم...

من أعظم الأمور في الحياة، أنك عندما تفهم السبب الجذري لشيء ما: تستطيع أن تتغلب عليه دون أي مشكلة وحتى دون إشغال إرادتك... إذا عُرف السبب زال العجب...
إذا استخدمتَ إرادتك لإيقافه، سوف تقع حتماً في بديل له.

قد يكون غير مسموح لك بالكلام... في المكتب يسكتك مديرك، أو في المنزل تسكتك زوجتك؛ تستمر هي بالكلام المتواصل دون أن تفسح لك مجالاً لقول حرف. كما قد تخاف لأنك إذا تكلمتَ فستقع في ورطة: أي كلمة تقولها ستكون خاطئة، وستتغلب عليك زوجتك، ستحفظ لك تلك الكلمة وتبدأ بالنق عليك ليل نهار.... لهذا في البيت عليك أن تختبئ خلف الجريدة.
مهما كان الموضوع الذي تقرؤه فيها أو لا تقرؤه، لا يهم، لكنك يجب أن تخفي نفسك وتظهر منشغلاً، وبهذا لن تحتاج إلى الكلام ولا إلى سماع ما تستمر زوجتك بقوله.

معظم النساء حول العالم، باستثناء بعض الدول الغربية، لا يدخنون، والسبب بسيط: لأنهم يتكلمون كثيراً... "حديث نسوان"، وتحصلن بذلك على تمرين جيد للشفاه لهذا لا حاجة للتدخين!
أما في الدول الغربية، والآن بعض الدول العربية، بدؤوا بالتدخين بكثرة والسبب هو حركة تحرر المرأة والأفكار التحررية الغبية.... عليهن أن يتنافسوا مع الرجال في كل شيء، سواء كان له معنى أم دون معنى.... وإنني خائف جداً من أنهن يوماً ما سيبدأن بالتبوّل وهن واقفات، لأن في هذا مساواة مع الرجل!

ابحث عن السبب يا ماهر، وإذا استطعتَ إيجاده سيتلاشى بكل سهولة ويسر، لكن لا تقم بإيقافه قسرياً... دعه يذهب من تلقاء نفسه، من خلال المراقبة واليقظة والمشاهدة.
لذلك لن أقول لك أوقف التدخين أو أوقف أي شيء، لكنني دوماً سأقترح أن تراقب وتتأمل، كن واعياً، ابحث عن الجذور.... هذا قانون أساسي في الحياة:

إذا قدرتَ على فهم جذر أي شيء سيختفي ويتبخر... وما لم تفهم الجذر فسيستمر بشكل أو بآخر.
قبل أن تسحب السيجارة وتشعلها، تذكر أنها ستسبب ضرراً كبيراً لصحتك، وفي رئتيك، وستقصّر من حياتك... والأهم من هذا أن التدخين يسلب منك دافعاً هاماً للتأمل...

مع السيجارة ستسترخي وتهدأ قليلاً، وهكذا لن تكون هناك حاجة للقراءة أو التأمل والفهم...
سيعطيك النيكوتين بعض الراحة، وتدريجياً ستتعوّد على هذه الراحة السهلة وتزداد أعداد السجائر اليومية....

أنا لست متشدداً في أي فكرة ولا أمنع أي شيء، لكنني لا أقبل إصابتك بأي إزعاج.
إذا أصبحتَ حزيناً وبليداً وبدأتَ بفقدان متعة الحياة، عندها لا بأس، استمر مع السجائر لكن تذكّر:
المسؤولية الملقاة عليك للدخول في التأمل أكبر الآن....
فقط في التأمل تستطيع الوصول إلى راحة وسعادة أكبر من الراحة التي يعطيها النيكوتين، وعندها سيمكنك بسهولة الاستغناء عن السجائر.

From: Osho – The Dhammapada: The Way of the Buddha, Vol 9, Chapter #4

________________

تأمّـل التدخين

أتاني رجل يعاني من الإفراط في التدخين لمدة ثلاثين سنة..
كان مريضاً وقال له الأطباء: "لن تستعيد صحتك دون ترك التدخين" ولكن هذا المدخّن الأصيل لم يستطع تركه.

حاولَ مراراً.. وحاول بجديّة.. عانى كثيراً في محاولاته ولكن النّتائج لم تدُم أكثر من يومين، ثم تُلحّ عليه رغبته من جديد بشكل مروّع.. فيَقع في نفس الدوامة.
بسبب هذا التدخين فَقَدَ ثقته بنفسه.. أدرك بأنه لا يستطيع فعل أقل شيء.. لا يستطيع إيقاف التدخين.
صارَ عديم النّفع في نظرته إلى نفسه.. ولم يعد يَحترمها أبداً.

أتى إليّ وسألني: "ماذا أستطيع أن أفعل لإيقاف التدخين؟"
أجَبتُه: "لا أحد يستطيع إيقاف التدخين.. عليك أن تفهم..
التدخين الآن ليس قراراً بيدك!
لقد دَخلَ عالم عاداتِك.. تأصّل وصار له جذور..
ثلاثون سنة فترة طويلة.. لقد صار له جذور في جسدك الآن، في كيميائك..
وانتشر فيك وعَشّش...
إنه الآن ليس قراراً في رأسك.. فكرك لا يستطيع أن يفعل أي شيء حياله.
الفكر ضعيف.. يستطيع بِدء الأشياء ولكن لا يستطيع إنهاءها بسهولة.
ثلاثون سنة متواصلة وأنت تمارس التدخين...
لقد أصبح التدخين فعلاً تلقائياً.... عليك أن تُبرمج هذا الأمر مُجدّداً."

قال: "ماذا تعني بأن أُعيد برمجة هذا الأمر؟"


قلت له: "هذا كل ما يفعله التأمّل.. يُعيد البرمجة.
افعل شيئاً واحداً.. كُفّ عن التفكير في الإيقاف.. لا داعٍ أصلاً.
طوال ثلاثين سنة واصلتَ التدخين ومع ذلك عِشتَ حتى الآن..
بالتأكيد كانت معاناة ولكن لقد اعتَدتَ على ذلك.
ما الذي يهمّ لو متّ قبل بضع ساعات عن الوقت الذي سوف تموت فيه لو أنك لم تدخّن؟
ما الذي ستفعله هنا؟ ما الذي فعَلتَه؟ إذاً ما الغاية؟
تموتُ الاثنين، الثلاثاء أو الأحد.. هذه السَّنة أو التي تَليها.. ما الذي يهمّ؟"

قال: "نعم هذا صحيح.. لا يهمّ."

"إذاً انسَ الموضوع.. لن نعمل على إيقافه بتاتاً.. بل سنعمل لفَهمه بدلاً من ذلك، لهذا في المرّة القادمة اجعله تأمّلاً.."

قال: "تأملّ من التدخين؟"

"نعم.. الناس في الـ(زِنْ) يعملون من شُرب الشاي تأملاً وشَعائر وطُقوس..
التدخين سيكون تأملاً جميلاً.."

بدا مهتمّاً.. وقال: "ما هذا الذي تقوله؟"
عادت الحياة إليه وقال: "تأمّل؟ هيا اشرح لي.. لا أستطيع الانتظار"


أعطيته التأمل.. وقلتُ: "افعل شيئاً واحداً فقط: عندما تُخرج العُلبة من جيبك، تمهّل لِلَحظةٍ... عندما تأخذ السيجارة من العلبة.. تحرّك ببطء، استمتع بها... لا داع للعَجلة. كُن واعياً مُتيقظاً ومُدركاً... أخرجها ببطء، بوَعي تام.
ثم أخرج إحداها من العلبة بإدراكك الكامل.. ببطء.. ليس بالطريقة القديمة العَجولة، اللاواعية.. التلقائية... عندها ابدأ بنَقر السيجارة على العلبة.. ولكن بتيقظ تام.. اسمع صوتها.. كما يفعلون في الـ(زِن) عندما يبدأ إناء الشاي بالغناء ويبدأ الشاي يغلي والرائحة تتصاعد..
ثم استنشق رائحة السيجارة واشعر بجمالها"


قال: "ماذا تقول؟؟؟ جَمال؟!"

"نعم فهي جميلة، التبغ شيء إلهي، مثل كل شيء.. لم لا يكون التبغ مقدساً؟ استمتع بعبيره وشذاه الأخاذ..."

بدا متفاجئاً، وقال: "هل تَمزح معي؟"

"لا أنا لا أمزح، حتى عندما أمزح فأنا لا أمزح.. أنا جدّي تماماً!
إذاً ضَعها في فمك، بوَعيك التام، وأشعِلها بوعي... استمتع بكل فِعل صغير، وقسِّم عَملك الكلّي إلى أكثر عدد مُمكن من الأجزاء الصغيرة، مما يزيد من درجة وعيك لها... عندها ابدأ بسحب الدخان... تخيّل نوراً من الله على شكل الدخان المتصاعد... الطعام نعمة من الله، فلم لا يكون التدخين كذلك؟

كل شيء من الله... املأ رئتيك بعمق... ثم أخرج النَّفس، واسترخي... ثم سحبة أخرى.. وأكمل ببطء تام.
إذا استطعتَ أن تَفعل هذا، ستتفاجأ... حالما تَرى سخافة هذا الأمر ومدى الحماقة فيه كَكُل.
ليس لأن الآخرين يَرونه أحمقاً.. ولكن لأنك أنت الذي ستراه كذلك.
والرؤية لن تكون فكرية عقلية مجرّدة فقط، بل ستكون من كلّية كيانك... ستكون صورة لكَمالِك.

عندها يوماً ما إذا نَسيتَ أن تُدخن.. فستنسى، وستزول هذه العادة من الأصول... لأنها لم تعد عادة... وإذا استمرّيت في التدخين ستستمر.. لا داعي للقلق حيالها..

بعد ثلاثة أشهر أتاني يقول... أشكرك لقد انتهت...
قلتُ له.. الآن جرّب هذا مع الأشياء الأخرى أيضاً.

هذا هو السرّ... فك الشيفرة وإعادة البرمجة.. برمجة الأفعال التلقائية.

تَمشي؟ امشي ببطء.. بيَقظة
تَنظُر؟ انظر بيقظة
وسترى الأشجار أكثر خضرةً عما كانت من ذي قبل، والورود أكثر تورّداً من أي يوم مَضَى.
اسمع وأصغي السمع...
أحدهم يَتكلّم.. يَغتاب؟.. اسمَع.. اسمع بكامل انتباهك..
وعندما تتحدّث تَحدّث بكامل يَقظتك ووَعيك.

اجعل فِعلَك الوَاعي كُلّه مُبرمجاً من جديد.
ستُفاجأ كثيراً... في اللحظة التي تَحصل فيها معجزة الوعي..
ستحصل على وعي عميق وبصيرة...
وستُصبح واعياً حتى في أحلامك...


From: Osho – The Secret, Chapter#4

________________

قضم الأظافر و التدخين

هل تعاني من النرفزة والعصبية والعادات المتكررة كقضم الأظافر أو التدخين؟

إنها ليست عصبية في الواقع...
بل هذا كبت لطاقتك الذاتية، مما يجعلها تنتشر وتشعر بالتوتر...
لا بد أنك تعلمتَ حيلة كبت طاقتك منذ نعومة أظفارك...
لا بد أنك كنتَ طفلاً نشيطاً جداً، وهذا الأمر يحدث للأطفال النشيطين...

الأهل لا يحبون هذا النشاط الزائد، ولا المجتمع، لأنهم إزعاج فظيع للجميع.
وكلما كان عند الطفل طاقة أكبر يزداد إزعاجه وضجته في البيت والمدرسة وكل مكان.
المجتمع موجود ومبني من أجل الناس قليلي الطاقة، وليس فيه مكان للنشيطين لأن مستواه هو الأخفض على الإطلاق، لذلك تجده لا يسمح للناس أن يعيشوا في أقصى إمكانياتهم.... ولهذا يعتقد ملايين الناس أنهم عصبيون ومتوترون، لكنهم في الواقع ليسوا كذلك.... بل الأمر مجرد طاقة زائدة لا تعرف ماذا ستفعل بها.

عندما تتواجد لدينا طاقة زائدة، ولا ندري كيف نتصرف بها، نلجأ عادة إلى قضم أظافرنا أو تدخين السجائر أو مضغ العلكة، وإلا فإن تلك الطاقة ستكون فوق احتمالنا وقدرتنا... المشكلة هي وجود طاقة زائدة، ولكن الناس تقوم باستنكار واستهجان عادة قضم الأظافر، مما يولد الكبت، فلا تعود حراً حتى بقضم أظافرك!!...

أما إذا كنت تدخن السجائر فلن يعترض الآخرون كثيراً على ذلك، مع أن قضم الأظافر غير مؤذٍ على الإطلاق... إنه أمر صبياني لا أكثر... ولكن عندما نتعلم أن نعيش بطريقة أكثر حيوية ونشاطاً، ستختفي كل تلك العادات... هذا عندما نستعمل طاقتنا بطرقٍ أكثر إبداعاً وابتكاراً كالرقص، الغناء، السباحة، الرسم والعزف..... وعندما نعيش الحياة بطريقة أكثر قوةً ونشاطاً.. وانفعالاً...

إذا كنت تقوم بالحب مثلاً.. قم به بإحساس وحماس لا بجمود وخمول.. وإذا كنت تركض فاركض بكل جموح دون قيود... وإلا فإنك في الحقيقة لستَ حياً بل تتظاهر بالحياة فحسب، ميتٌ في انتظار يوم الدفن من كثرة الازدحام والتزاحم على المقابر....

كُن برياً!! كأمطار تشرين، كإعصار مفاجئ، كالبرق كالرعد، كالموج..... اقفز، اركض، غنّي، اضحك...
وستندهش بعد مرور عدة أيام أن عادة قضم الأظافر أو التدخين قد اختفت من تلقاء ذاتها...
المهم دوماً أن ننظر إلى أسباب المشكلة لا إلى أعراضها...

From: The 99 Names of Nothingness
Chapter #8

________________

أريد التوقف عن التدخين، لكنني أستمتع به !

تريدُ التوقف عن التدخين، لكن بالرغم من كونه خطيراً جداً، تجد نفسك مستمتعاً به...لا بد أنه يساعدك بطريقة ما.... قد يعطيك استرخاءً معيناً... قد يأخذ فكرك بعيداً عن انشغالاته الدائمة وهمومه وقلقه.

الناس يدخنون فقط عندما يشعرون بالتوتر... فإذا لم تدخن سيستمر توترك بالتراكم، وهذا سيكون أخطر بكثير من التدخين...
التدخين مجرد شيء سخيف لكنه ليس خطيراً... قد تعيش دونه سنتين أو ثلاث زيادة فماذا في هذا؟ ماذا ستفعل؟ إذا لم تفعل شيئاً في سبعين سنة فماذا ستفعل في تلك السنتين الزائدتين؟ ستستمر بفعل التفاهات ذاتها والعيش في نفس البؤس والشقاء.

لكن الناس يحاولون دائماً التخفيف من التدخين والتحكم والسيطرة عليه....

إذا نجحوا سيصبحون متكبّرين، وهذا أخطر من التدخين...
وإذا فشلوا سيشعرون بالذنب والاكتئاب، وهذا أخطر أكثر...
إذا فشلوا سيصبحون مُدينين لأنفسهم ولائمين، ويفقدون احترامهم لها.

وفي اللحظة التي تفقد فيها احترامك لنفسك، تذكر أنك تفقد ثقتك بالله وبالحياة...
ستعيش الآن في أدنى مستوى.... ستكون حياتك موتاً مؤجلاً، خالية من أي رقصة أو بسمة أو لحن... مليئة بالكآبة والهم والحزن... ستجرّ نفسك من زاوية إلى زاوية بانتظار يوم الدفن...

From: Osho - Zen - Zest, Zip, Zap and Zing

________________

نصائح صحية مسـاعدة

هناك عدة خيارات تخفف الضرر الخطير للتدخين:

1- السجائر الجاهزة التي تشتريها:

* تحوي كثيراً من الأسمدة الكيميائية والمبيدات المتراكمة من الزراعة التقليدية للدخان
* الورقة البيضاء التي تغلف التبغ فيها مواد ضارة
* والأخطر منها هو المواد البترولية المضافة للتبغ لكي تساعد على اشتعاله
* الأنواع القليلة النيكوتين سيئة أيضاً لأن استخلاص النيكوتين منها يتم عن طريق مواد كيميائية سامة

لذلك كمرحلة انتقالية، من الأفضل بكثير زراعة الدخان طبيعياً وعضوياً، وصنع السجائر اليدوية "باللف".

2- دخان السجائر يعطي طعماً مراً:

هذا الطعم المر هو (طعم ذكر- يانج)، ولهذا تجد أن التدخين غالباً ما يترافق مع فنجان القهوة (أنثى-ين) أو الشاي المحلى أو أي حلويات تحوي على السكر.

لذلك، للمساعدة على ترك الدخان، يجب ترك جميع المنبهات والسكاكر، ومن المفيد إضافة الطعم المر الطبيعي يومياً إلى طعامك، الطعم المر من الطعومات الأساسية الضرورية وتجده في ورق الجزر، الهندباء، الترمس، البلوط وغيرها.

3- الغذاء الصحي:

عندما تنظف جسمك من الغذاء الضار، بتجنبك للسكر والمعلبات واللحوم، وخاصة بترك الحليب ومشتقاته والطحين الأبيض، ستنظف رئتيك من البلغم الزائد الذي يعمل كلاصق يجذب القطران والنيكوتين من الدخان، وسيجعلها نظيفة وغير لزجة مما يزيد قدرتك على احتمال سموم الدخان.. لهذا كان أجدادنا أكثر قوة وتحملاً.

الغذاء الصحي خطوة هامة، كأضعف الإيمان، إلى أن يتركك الدخان.

- الأبحاث الجديدة تظهر باستمرار أخطار التدخين الشديدة، إلى درجة أنه يغيّر كيميائية وتركيب الدماغ!

- المدخنون المفرطون يجب فوراً أن يتركوا التدخين تركاً كاملاً، لأن الأبحاث تقول أن تخفيض التدخين إلى النصف لا يؤثر أبداً على خطورته وتسببه بالموت المرضي الباكر.

_________________

اعمل شيئاً واحداً فقط: تنفّس....

عندما تظهر عندك الرغبة بالتدخين، اجعل هذا عهداً صغيراً وبسيطاً على نفسك: أن تتنفس بعمق لمدة خمس دقائق.
ابدأ بالزفير العميق، شهيق عميق، ثم زفير عميق، لكن التركيز يجب أن يكون على الزفير.


يجب إخراج كامل الهواء من الرئتين في الزفير، لمدة خمس دقائق قبل كل سيجارة.
عليك أن تدفع ثمن كل سيجارة، وهو خمس دقائق من التنفس العميق...
بعدها إذا اختفت تلك الرغبة فلا داعي للتدخين، وإذا بقيت يمكنك أن تدخن.

التنفس الجيد سيعطيك شعوراً جيداً يخفف من طلبك لتدخين السجائر، ستشعر بالسعادة والحيوية، لأن هذا التنفس يعطيك كثيراً من الأوكسجين.
وهكذا تتنشط كل أجهزة جسمك، يتحرك دمك بصورة أفضل وينقى أكثر...
أما عندما تدخن فإنك تستمر بتجميع ثنائي أكسيد الكربون في جسمك، فينقص ذكاؤك وأداؤك العام بكامله...

عندما تستمتع بالتنفس لخمس دقائق لن تشعر بدافع التدخين...
هذا الدافع يأتي دائماً عندما لا تستمتع بالحياة.
إذا كنتَ مستمتعاً بشيء ما، تستطيع نسيان السيجارة...
إذا كنت تشاهد فلماً وأنت غارق فيه...
إذا كنت تسمع الموسيقى وتذوب فيها ستنساه أيضاً...
لن تدخن إلا عندما لا تشعر بالتناغم مع ذاتك،
ستريد شيئاً ما لتفعله وتشغل نفسك به، وهو التدخين.


From: Osho – The No Book

f