الزيت المكرر  (قائمة المقالات)

 

الزيت المكرر

والزيوت المؤكسدة والمهدرجة

ما هذه البثور على وجهي؟؟؟؟؟؟؟؟

كان هناك يوم حاسم لا يمكن نسيانه خلال فترة تدريبي كاحترافي في مجال الصحة قبل 13 سنة.... فقد استيقظت في ذلك اليوم وتوجهت مترنحاً إلى غرفة الحمام، وعندما رفعت عيوني المتعبة ونظرت إلى المرآة كانت دهشتي كبيرة:

ما كل هذه الرؤوس البيضاء على ذقني وفكيّ......؟؟؟؟؟ لم تكن هذه الرؤوس البيضاء موجودة في الليلة السابقة قبل النوم.

.......تذكرتُ أنني أكلت رقائق البطاطا الغنية بالزيت المهدرج بالإضافة إلى بعض الحلويات في اليوم السابق. كنت قد انتهيت للتو من إعداد تقرير حول الأحماض الدهنية المتحولة Trans-fatty acids لإحدى صفوف التغذية العملية.

كنت مذهولاً بنتائج البحث والتغطيات الحكومية المختلفة له!!!...

لا يوجد في الطبيعة أحماض دهنية متحولة. فكيف تتعامل أجسامنا مع هذه المواد الغريبة ؟؟؟؟؟؟

صدّق أو لا تصدّق، إن الجسم يتعامل مع هذه المواد على أنها دهون مشبعة، وإذا كانت درجة السميّة لهذه الزيوت مرتفعة بما فيه الكفاية (بمعنى أنها مكررة بدرجة عالية النقاوة)..... يقوم الجسم بتغليّف جزئيات الزيت المحطمة جزئياً، ويخزنّها في مكان ما من الجسم لا تستطيع فيه أن تسبب أضراراً كبيرة، كمناطق تخزين الدهون في الجسم.

إن تناول الزيوت المكررة و الأحماض الدهنية المتحولة، يعني بالنسبة لي ظهور سلسلة من البثور على منطقة الذقن والفك خلال فترة لا تتجاوز 24-48 ساعة!..... يُعرف هذا الأمر من وجهة نظر الماكروبيوتيك بالاستفراغ، حيث يعجز النظام المعوي والنظام اللمفي عن التعامل مع الكميات الفائضة، ويتم في هذه الحالة استعمال الجلد لتصريف هذه الكميات الزائدة.

البراز الدهني والأحشاء المنتفخة بالغازات:

الأمر الآخر الذي لاحظته بعد تناول الزيوت المكررة هو أن نظامي الهضمي لم يكن قادراً على التعامل معها بالشكل الملائم...

كنت أتسال لماذا برازي دهني إلى هذه الدرجة؟؟؟؟؟ ولماذا أعاني من كل هذه الغازات؟؟؟

أدركتُ فيما بعد أنّ هذه السموم البيضاء الأربعة من السكر المكرر، الطحين المكرر، الملح المكرر والزيت المكرر هي المسؤولة عن مختلف الأعراض المزعجة التي تحصل معي ... استغرق الأمر ثماني سنوات بعد كتابة ذلك البحث حول الأحماض الدهنية المتحولة لكي أدرك بأن هذه الغازات في أحشائي كانت نتيجة ما أتناوله وأتخم نفسي به من السموم الأربعة البيضاء المكررة.

صناعة الزيت المكرر:

الطريقة الأساسية في صناعة الزيوت النباتية هو الاستخلاص بالمواد المذيبة:

http://www.madehow.com/Volume-1/Cooking-Oil.html

يتم طحن المواد المراد استخراج عصارتها من خلال عدة مراحل، أو يتم تقطيعها بهدف زيادة مساحة المناطق الفعالة لاستخراج العصارة. يتم تسخين ناتج عملية الطحن أو التقطيع من أجل تسهيل الحصول على أكبر إنتاج.

تبدأ بعد ذلك مرحلة الضغط التي تتم تحت ضغط مرتفع جداً، يتم وضع الناتج الأول للزيت جانباً، ويتم معالجة "عجينة الزيت" المتبقية ببعض المواد المذيبة مثل الهكسان، مما يضمن زيادة كمية وليس جودة الزيت الناتج (أي أن هناك المزيد من الدولارات $$$$$$$$$$).

تتبخر معظم المواد المذيبة ويتم غلي الكمية المتبقية لتبدأ بعد ذلك عمليات التكرير المتتالية لإزالة تلك الألوان الطبيعية "الضارّة"، الروائح والطعم المر الموجود أساساً في الزيت!

يتم تسخين الزيوت وخلطها بالمواد القلوية لإزالة الأحماض الدهنية غير المرغوبة....

والآن تم تحرير المادة الصمغية من الزيت بالبخار أو بالماء والأحماض..

أخيراً، يتم إضافة مواد التقصير والتبييض إليه ويخضع لعملية إزالة الروائح في نظام تبخير ذو درجة حرارة مرتفعة جداً تصل إلى 485 درجة فهرنهايت.

الآن أصبح الزيت معقماً ولونه متجانس تماماً وجاهز للتقديم، كالزيت الذي تراه في مطاعم الوجبات السريعة...

قيمة الزيت المكرر الغذائية:

تحتوي الزيوت الجيدة غير المكررة على كميات كبيرة من الأحماض الدهنيّة، مضادات التأكسد، الأنزيمات والطاقة......

ولكن هل توجد بالمقابل أية قيمة غذائية في الزيت المكرر المعالج بالمواد المذيبة، الأحماض، درجة الضغط والحرارة المرتفعة بالإضافة إلى هيدروكسيد الصوديوم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الجواب هو نعم من وجهة نظر عمليات التصنيع الكيميائي، لا من أجل الاستهلاك البشري......

الزيوت المكررة وطاقة الجسم:

تعتبر الزيوت المكررة صعبة الهضم جداً، وبشكل عام يوجد تشابه كبير بين الزيوت والوقود!!! فهي تنتج كثيراً من الحرارة... وتكون نتيجة هضم مثل هذه المواد على حساب سلامة عمل الكبد الذي يسعى لهضم وإزالة السمية بقايا تلك المواد.

الآثار الجانبية الكامنة:

تسبب الزيوت المكررة ركوداً في الكبد، الاحتقان في النظام اللمفي، اختلال توازن الهرمونات، غازات معوية، قرقرة في الأمعاء، تشنجات وألم.......

وبما أنّ كل خلية في الجسم تمتلك أحماض دهنية في جدار الخلايا، فإن الزيوت المكررة يمكن أن تؤثر على عملية الاستقلاب (الأيض) الخلوية، كذلك يمكن لهذه الزيوت أن تسبّب إجهاد نقص الأكسجة في الدم، وترفع من مستويات الكولسترول أيضاً... حتى لو كتبوا عليها "خالية من الكوليسترول"....

f