التعليم - مترجم عن أوشو  (قائمة المقالات)

 

لعلنا دائما نتسأل عن المغزى من التعليم... و يصعب علينا تفهم السر الذي يجعلنا نسعى للتعلم..
و لربما نصل إلى مرحلة لا نستطيع استيعابها و إنما بانعكاسه من خلالنا للآخرين نرتقي إلى درجة تمكننا من تفهمه .. و قد يبدو السؤال معقدا بعض الشيء و لكنه يطرح عشوائيا دونما التمعن في نتائجه و لكنه من أحد أهم الأسئلة التي على أساسها يبني الإنسان مستقبله... و حتى نكون على دراية علينا أن نبدأ من البداية ...
إلى يومنا هذا و لهذه اللحظة و الإنسان لا يزال يعيش حياة عرضية, عشوائية تجره الحياة دونما معرفة إمكانياته و سبب وجوده..
و لا يمكن طرح السؤال دونما معرفة الإمكانيات التي اختص بها كل شخص في كيانه...
قد تحمل بذرة تنمو بك لتجعلك موسيقارا, شاعرا, مهندسا, طبيبا.... و لكن دونما معرفة هذه الإمكانيات و تخصيبها فستضل تحوم في الظلام... يقرر كل منا مصير الأخر دون ان تكون هناك أي أسباب تمد للواقع بصلة عن ما يجب ان تكون عليه...
و كلمة التعليم في حد ذاتها تعني إنماء ما بداخلك من إبداع و إعطائه الفرصة الكاملة لجعله يتفجر كينبوع ماء...
و لكن لا أحد باستطاعته ان يعلم ما بداخلك و المحيط الذي تحتاج إليه و من يقودك إلى الطريق الصحيح في الوقت الصحيح ... لتفجر ما بداخلك من إبداع دون أي ابتداع..
و من أكثر الأخطاء شيوعا هو ما يقوم به الأباء عندما يقررون مصير الأبناء عوضا عنهم حسب طموحاتهم الشخصية..
قد يكون الأب فاشلا في تحقيق مبتغاه فيرغب بان يحقق أبنائه ما كان يصبوا إلى تحقيقه و إنجازه..
فيبدأ بالتصلت على أبنائه في عدم اختيار أي وجهة لا تتعلق بطموحاته التي فشل في الوصول إليها...فيتخذ من أبنائه لذلك كوسيلة..
و بطبيعة الحال فان الوالدان اللذان يشغلهم اكتناز المال يقومان بإرسال أبنائهم لمدارس تؤهلهم لشغل مناصب يكون لها مكاسب...
لا يلتفت الأباء أبدا لقرار الأبناء و حتى انه لا يؤخذ في الاعتبار على ما و هبتهم الطبيعة من إمكانيات تؤهل الأبناء على الانفراد بمواهبهم ...
بالإمكان ان يكون راقصا, رساما... لا يطمح لأي طمع بالمال لكنه يجد نفسه في هذه الحالة مجبور من قبل الوالدين بان يسعى وراء النجاح و جمع المال...
حتى لو صادفه النجاح فيما هو مجبور عليه... فلن تكون لديه الفرصة الوافرة لذلك و لن تكون الا مصادفة ما لم تكن تملك حافزا داخلي, غريزة للمال ... فإن فرص النجاح نادرة جدا....
و بهذه سيكون شريكك الفشل في كل خطوة تخطوها و ستكون كل مرحلة ضحلة غارقة في البؤس و الضياع...
اما إذا ما صادفك النجاح و أصبحت تمتلك المال... ففي هذا الحال لن تتخلص و يتقلص البؤس لأنه نزعتك من البداية ليست سعيا وراء المال فأنت بذلك تتعايش حياة مختلفة عن كيانك الخاص الذي اهتديت به من الطبيعة و لم تقتدي به فكيف لك حينها ان تكون سعيدا....
فأنت بهذا الحال تسعى و تعمل جاهدا للوصول إلى طموحات غيرك و لكن بذلك ستكون مفصول عما طبعت عليه و كيف لك ان تسري في مسار لا يسري في تيار واحد و طبيعتك...
لذلك نرى ان البؤس أصبح سمة عالمية ... كل شخص حصر على ان يكون مفصولا عن ذاته و كيانه...
فالشخص الذي كان بالإمكان ان يكون موسيقارا عظيما أصبح صناعي , و يمكن لأخر ان يكون صوفيا قد تجده عالم في الرياضيات ... تجد كل شخص يعيش مشتتا و منفصل عن ما طبعته به الطبيعة على ان يكون...
و تقريبا ستجد كل شخص في غير مكانه... و هذا الشيء يجرح الكيان من الداخل..
فنحن لسنا مدركين لماذا كل هذه المعاناة في الحياة , و ذلك لأننا لسنا مدركين لأهدافنا الحقيقية في الحياة ... فنحن نسعى وراء أفكار و إنجاز طموحات لأشخاص آخرون لكننا لسنا بهذه الطريقة مهتدين بل معتدين لأشياء أصبحنا بها مقيدين..
و في حين اننا نبحث عن سر العلم و التعلم سنجده دفين في هندسة الجينات...
فكل ما يدعى بالعلم إلى يومنا هذا ليس الا فوضى لا يحمل أي فحوى ...
و كثير من الناس رأوا البشارة و الهداية عند المنجمين فاستشاروهم حول مستقبل أطفالهم ... ان فرضية تجمع النجوم في موقع معين أثناء ولادة طفلك تجعل من مصيره و قدره معلوم فاعلم بان هذه الفرضية اعتباطية و ليس لها أي إثبات ...
فالنجوم ليست مدركة لأطفالك و لا شأن لها في تقدير مصيرهم و قدرهم...
و ملايين من الأطفال في العالم ولدوا بنفس تلك اللحظة... و لن يكون لهم نفس القدر بالرغم من ان النجوم كانت بنفس الإطار... ان فكرة علاقة النجوم في تحديد مصيرك و قدرك فكرة متكلفة جدا و غير صائبة..
فالحياة في شتى بقاع الأرض توضح بان كل الخيارات و القرارات التي اتخذها الإنسان
لم تسري على وفاق.. بدليل ما نراه في ازدياد و إعمار ليس الا فوضى و دمار...
و كذلك بالنسبة لقاريء الكف ... يعتمد أكثر الناس في قدرهم بقراءتهم لكفهم و على قراءة خطوط الكف... فهذا ليس الا هراء ليس له أي أساس من الصحة ..
و هناك أيضا منجمون يقومون بتقدير حياتك برؤية مخططات الولادة... فهي لا تعبر عن أي شيء عندك أو لوالديك و من الاعتباطية بان نرى الناس تستشير المنجمين بهذا الأمر لمعرفة قدرهم من ناحية اختيار الزيجات الزوجية...
و هذا الأمر بغاية السخافة فيمكن لأي شخص رؤية الموضوع بوضوح إذا كان له أي علاقة من هذه الناحية...
و في احد المدن التي قضيت بها بعض السنوات... يوجد بها منجم مشهور جدا, و كان يحدد زيجات الزواج بقراءته لمخططات الولادة ... و كان مسكنه مقابل منزلي..
و عندما تعرفت عليه و قابلته قلت له ... هل تظن فعلا بان ما تقوم به شيئا عاقلا؟؟
فأجابني.. و ما قصدك بهذا السؤال الا تعلم بانني أفضل منجم في هذه المنطقة ..
و الناس يأتون إلىّ من على بعد مئات الأميال..
فأجبته... نعم هذا صحيح و لكن من وجهة أخرى أرى بان زوجتك على الدوام تضربك و لستما على وفاق.. هل قمت بقراءة مخططات ولادتك أنت و زوجتك؟؟
و إذا كنت لا تستطيع فعل هذا الشيء لنفسك الا تشعر بالخجل من قيامك بهذا العمل ..
فما تقوم به ينزل بمستواك إلى ما دون الإنسانية..
فارتبك و اشتبك على بعضه حينها...
و قلت له.. تذكر هذا الشيء أنا لست بالشخص العادي و سأقوم بنشر هذا الشيء
عنك لكل من يطرق بابك و سأجلس أمام منزلي و سأخبرهم عن حقيقتك...
و في أي مستوى تتعايشه أنت و زوجتك.. و في تلك اللحظة بالذات خرجت زوجته من المطبخ و قالت ... نعم أنت على حق و سأدعمك في هذا الشيء, فهذا الرجل أبله لا يعرف أي شيء قام بتحطيم حياتي و حياته.. و بالرغم من ذلك يستمر في تحطيم حياة الآخرين...
و لكن هذا الحال على الدوام لا يزال يسير بنفس المنوال... و كذلك هناك من يشتري أوراق التنجيم... الا انه هناك شيء آخر أصيل يخبرك عن كل شيء بالتفصيل لكنه في موضع أخر... لكن الاجحافات الدينية منعت الإنسانية من استعماله..
ان السر يكمن في هندسة الجينات و الآن هو شيء مؤكد و محتمل علميا بأنه بامكانك
معرفة تفاصيل كاملة عن الإنسان حتى قبل ان يولد...
ان السائل المنوي يحمل العديد من التفاصيل الحياتية لأي مولود حتى انه من الممكن معرفة ما سيكون و سيصبح .. سواء سيكون ذكر أم أنثى .. و معرفة ما ستكون عليه بنيته
قوية أم ضعيفة... و هل سيعيش حياة صحية أم مرضية ... و كذلك مقاومته ضد الأمراض
و كم مقدر له ان يعيش... و معرفة كل القوى الكامنة التي زرعت في كيانه...
فقدرك مكتوب منذ البداية الحيوية من حياتك ليس في مخطط الولادة, و لا في النجوم, و لا في خطوط اليد...
و الآن هناك افتتاحيات علمية لعالم جديد ... حيث انه بالإمكان قراءة المني كأي كتاب مفتوح.. و يمكنك أن تقرر حياة طفلك قبل ان يولد, و يمكنك أن تختار ما الذي تريده لطفلك بان يكون فالعلم و التعلم الحقيقي يبدأ من هذه النقطة...
و في كل مضاجعة يصدر الرجل على الأقل مليون حيوان مني.. لكنه مني واحد فقط قد يكون قادرا على الوصول للبويضة الأنثوية.. و هنا العملية ستكون مطولة..
فالحيمن الصغير الذي لا يمكن رؤيته بالعين المجردة.. في حجمه,المسافة و المسار الذي عليه إتباعه يبعد مسافة تقريبية ميلان حتى يصل للبويضة...
و عنده فترة حياة محددة مقدرة بساعتين... و إذا لم يصل خلال الساعتين فسيموت و في هذه المنافسة لن يرى الحياة بعدها أبدا...
و الحياة بأكملها تنافسية... لكن بدايتها أسوء مرحلة تنافسية قد يمر بها أي شخص... مليون شخص يتسارعون و يتصارعون للوصول إلى البويضة .. و فقط واحد سيكون الرابح.. و البقية ستموت.
و من النادر جدا لحيمنين أن يصلا في نفس الوقت, فلهذا الشيء نرى ندرة ولادة التوأم ... و أحيانا يمكن لمراءة ان تلد تسع أطفال, لان تسع حيامن وصلت في نفس الوقت.. إن السبب في هذا الشيء هو أن البويضة تبقى مسامية و مفتوحة لحين دخول الحيمن الاول فيها و في هذه اللحظة تصبح متجدرة آليا..
و تنغلق بأكملها بحيث يتعذر وصول أي حيامن أخرى إليها ... لكن إذا وصلت مجموعة حيامن بنفس الوقت فيحتمل دخولهم للبويضة لأنها لازالت متفتحة حينها...
و الآن سترى و كأنها كاللعبة العمياء... من المحتمل جدا للبلهاء أن يصلوا أولا...
و لهذا نرى أن العالم مليء بهم... فهم لا يسعهم بان يكون لديهم في الحسبان أي عناية أو تقدير... و لا اعتبار لغيرهم.. بل سيسرعون ببساطة بصورة عمياء بكل ما لهم من قوة..
و العاقل فيهم قد لا يشارك في هذه المنافسة, بل سيتخذ لنفسه مكانا يراقب فيه كل
ما يحدث أثناء هذه المنافسة..
و هذه المشاكل بالإمكان حلها جميعا .. و لكن الأديان تعتبر أكبر مانع لأي نوع من التقدم و لأي فكرة علمية جديدة...
فالمعارضة يجب أن لا تكون من قبل الأديان بل ضد الأديان.. و أفضل اقتراح هو أن يقوم كل ذكر يريد أن يتحصل على أطفال بالتبرع بالسائل المنوي إلى المستشفى....
و عندها يمكن للوحة العلم الطبية ان تحسب للحيامن إمكانياتها و قدراتها...
في تلك الحيامن المليون قد يكون هناك موسيقيين, راقصين, فلاسفة و روائيون..
و الأب و الأم بامكانهم اختيار ما يريدان.. عندها باستطاعتك ان تختار الماس النفيس .. عوضا عن الحجر الرخيص..
و عندما يكون باستطاعتك الاختيار فلن يكون هناك أي شيء عرضي في الحياة..
و إذا ما رغب الأبوان يمكنهم ان يختاروا فئة هنري فورد و الذي يمكنه بان يصنع ثروات عظيمة محتملة... فالمال له أيضا فنه, كما أي شيء أخر له عباقرته الخاصون..
و إذا ما رغبت بأن يكون ابنك بوذا و طبقا للتحليل الو راثي يمكن رؤية في أي حيمن
يملك القوة الكامنة من احتمال وجود صوفي..
فالحيمن يجب أن يحقن و لن يكون هناك أي داعي أو ضرورة في إقامة أي منافسات
مع أي من الحشود .. و من ذلك الاختيار و من هذه النقطة بالذات تبدأ مرحلة التعليم..

هذه فقط بداية لهندسة الجينات و هي على السير قدما و هذا العمل ينمو كل يوم...
فالحيمن المختار مبرمج على شكل معين و يمكن ان يتم عليه التغيير و التعديل كيفما شئت... و من المحتمل ان يمتلك عقلا كعقل ألبرت اينشتاين , و قد يكون هناك علل من الناحية الجسدية و الصحية و هذا الشيء يمكن إضافته و تعديله للأفضل...
قد تكون حياته مقدرة بخمسين سنة ... و بالإمكانية تعديل هذا الشيء و إعطائه حياة مطولة بالقدر الذي ترغب به... ففترة الحياة القصوى التي يمكن إضافتها تتراوح تقريبا
لثلاثمائة سنة... و نفس قدر الصحة و نفس قدر المقاومة ضد الأمراض, كل هذه الأشياء يمكن ان تضاف إلى الحيمن و برمجته... و طبقا للشفرة الجينية يبدأ رحلته بوعي كامل من قبل الأباء ... عن ما قد يصبح مستقبلا و إلى أي تعليم يجب أن ينسب و ما نوع التعليم الذي يجب أن يعطى له...
و عندها العالم سيكون مليء بالعباقرة و الموهوبون ... و محتمل أيضا لتفادي الشيخوخة بالكامل حيث يمكن ان يعيش الإنسان بروح شبابية حتى مماته.. و هي ليست قصص روائية و إنما أصبحت حقائق علمية و لكن الأديان تمنع من نشرها و جعل الناس على دراية بها.. يمتلكهم الخوف من الأشياء الغريبة و الغير معتادة.... و خوفهم مرتبط من ناحية انحلال المباديء الأخلاقية...
و أي مباديء أخلاقية وجدت في العالم عدى النفاق... فليس هناك أي مباديء أخلاقية حتى يكون هناك خوفا على انحلالها و ضياعها...
و الهندسة الجينية يمكنها أن تقرر نوع الشخصية و المباديء الأخلاقية و الانضباطات الفردية التي سيولد بها الطفل... و هناك العديد و المزيد من الأشياء التي ستصبح أيضا محتملة ...
بالنسبة للطفل فستكون مهنته و مهمته واضحة جدا و غير عرضية ... اما للأباء فالطفل لن يكون نتاج عملية جنسية و إنما الجنس سيصبح ممارسة صافية و نقية لا تحمل أي مسؤولية... والآن هناك حبوب أمنة بالنسبة للذكور.. اما بالنسبة للنساء فالحبة ليست أمنة مائة بالمئة فهي يجب أن تؤخذ كل يوم و إذا ما فوتت من أخذها في أحد الأيام اعتقادا منها بانها لن تكون هناك أي مضاجعة يومها... فعندها يمكن للزوج بان تتملكه الغريزة للممارسة و لربما لا.. فكلتا الحالتين محتملة..
فالغريزة للممارسة قد تكون قوية.. و العقل يساير الغرائز بشكل منسجم... لأنه سيكون مرددا... في كل ممارسة لن يكون هناك أي حمل أو ثقل...
و الرجل في الفصل العادي من حياته الجنسية يمارس الجنس على الأقل أربعة آلاف مرة ... ذلك هو المعيار العادي المتوسط و ليس للمجانين جنسيا... و هذا المعيار لأي شخص عادي... و أربعة آلاف مرة تعني أربعة آلاف حيمن أي أربعة مليون شخص..
و الوجود ليس في حاجة للمزيد من الحشود بل هو مكتفي بالوفرة الموجودة...
و قد يكون لدى العائلة طفلان أو ثلاثة من نتاج أربعون مليون... الا يمكن لأربعون مليون شخص ان تسد بلد بأكملها...
و الآن قد تم تطوير نوعين من الحبوب... الأولى كانت ثورة عظيمة لمنع النساء من
الحمل.. في الماضي لم تكن المراءة الا مصنعا للإنجاب... فحياتها لم تكن لها أي مغزى أو معنى بل لم تكن حتى أفضل من البقر.. و لذلك فإن الحبة الأولى حررت المراءة من هذا الشيء و لكنها لم تكن أمنة مئة بالمئة...
و الحبة الثانية ثورتها أعظم من الحبة الأولى ... لأنه يمكن أخذها حتى بعد الممارسة الجنسية فالأولى كانت قبل الممارسة أما الثانية فأظهرت تقدما عظيما في هذا الأمر...
لأنه الآن ليست هناك حاجة بأن تكون قلقا حيال هذا الشيء... فأنت بامكانك أن تمارس الجنس حينما تريد و مع من ترغب... و الشخص لا يعلم في أي من الأوقات قد تكون لديه الرغبة في الممارسة .
و بذلك ستكون الحبة الثانية قد أعطت تقدما عظيما بشأن هذا الأمر فبإمكانك أخذها بعد و ليس بالضرورة قبل الممارسة...
أما الحبة الثالثة فستكون ذات أهمية قصوى... فليست المراءة فقط يلزمها أن تأخذ الحبة بل الرجل أيضا يمكنه ذلك... و يمكن تفادي كل الولادات العرضية ضمن هذه الحبوب الثلاثة.. و الجنس يصبح فقط تجانس بين الممارسين و يفقد كل الجدية التي حملت حياله في الماضي ... و يمكنك بذلك الحصول على الطفل الذي لطالما رغبت بأن يكون طفلك...
و يمكنك أن تمليء الأرض بأكملها بأناس صحيحون و صحيون...
و يمكن تفادي كل الزيجات المنحطة من مجرمون, سياسيون, رجال الدين, القتلة و المغتصبون و العنيفون.. إذا ما تم الاختيار الصحيح إذا ما كان هناك أي نزعة بحاجة للتغيير و التنظيم يمكن ذلك, فالعنف مثلا يمكن أن يسحب من أي زيجة... بدلا من أن تكون الحياة مضيعة للوقت في تعليم الناس أن لا يكونوا عنيفون أو لصوص و لا مجرمون .. لأنه لآلاف من السنوات ونحن نتعلم و نعلم و لكن لا يبدو لهذا الشيء أي تأثير...
و من ناحية أخرى نحن نجعل من القوانين ضد المجرمين و من الغريب ان هذه القوانين شيئا فشيئا تصبح أكثر تعقيدا مما كانت عليه... سجون و محاكم و خبراء قانونيين كلهم في ازدياد و بالنقيض يستمر المجرمين في ازدياد أكثر من المعتاد..
فالنظرة بأكملها ليست علمية و ليس لها أي ناحية عملية...
إذا ما ولد الطفل مبرمج و مطبوع على القتل فلا يمكنك أن تعمل أي شيء حياله, لا بإيصاءات أخلاقية و لا تهديدات قانونية ستعمل على تحسينه بل ستزيد من نزعته للقتل أكثر فأكثر لأنه هذا ما طبع عليه طبعه و طابعه...
في العصور الوسطى في انجلترا كان المجرمون يعاقبون بشكل عنيف في وسط البلدة لدى يمكن للجميع مشاهدة المجرمون و هم يعذبون بالضرب عراة إذا ما قاموا بأي شيء مخالف للقانون...
و الفكرة كانت أساسها بأن الجميع سيرى هذا التعذيب و يأخذ عبرة بعدم مخالفة القانون و الا سيكبل عاريا وسط البلدة فاقدا لكرامته مجلدا بألف جلدة... و ستسيل الدماء من جسده بالكامل و سيكون جسده مليء بالكسور و سيكون تعذيبا و إذلالا مطلقا..
لكن هذه العملية كان لزاما لها أن تتوقف... لأنه في أثناء هذه العملية و بينما الآلاف من الناس يراقبون بيقضة المجرم و هو يعذب كان اللصوص يسرقون الناس وسط الحشد..
و بذلك فقد العديد من الناس ما كانوا يملكونه في جيوبهم.. أثناء مشاهدتهم لتعذيب اللصوص ظنا منهم بأنه قد لا يكون هناك أي لص أخر يمكنه القيام بالسرقة...
عندها أصدرت المحكمة قرارا بإلغاء هذا النوع من العقاب لأنه لم يكن له أي مردود جيد و قيم... اللصوص يستمرون بالسرقة بينما لص أخر يعذب أمامهم فكيف يمكن لهم أخذ العبرة و التعلم من هذا الشيء.... الآلاف تم الحكم عليهم بالإعدام و لكنه أيضا لم يمنع من انعدام الجرائم...
فهناك برمجة مبرمج بها المجرم في طبيعته و لا يمكن فعل أي شيء حياله لتغييره... بل هو شيء متجوهر في علم أحيائه ... في علم وظائف أعضائه ... في كيميائه... فليس بامكانه و لا بمقدوره ان يعمل أي شيء حياله... بل هو في كل خلية من جسده و هذا هو ما مكتوب عليه قدره و قدر له أن يكون...
فكل القوانين و المحاكم لا نفع لها و العاملين بها أناس جهلة جدا.. يريدون أن ينجزوا شيء من الاستحالة يمكن القيام به فهذا الشيء يمكن فقط أن يعمل قبل ولادة الشخص و ليس بعده... فالعالم مليء بمن هم فاقدين للبصر و البصيرة.. لا يستطيعون حتى احترام أنفسهم...
و قبل عدة أيام استلمت رسالة من انجلترا لشخص يشتكي بأنه قبيح جدا حيث يشعر الناس بالنفور حتى من التقرب منه.. و الآن يشعر برغبة في صحبة امراءة و ليس هناك أي امراءة ستقبل به ... كتب متسائلا ماذا يمكنني أن أعمل حيال هذا الشيء؟؟
الآن في هذا الحال هو ليس مسئولا عن وجهه القبيح.. فوالداه هما المسئولان عن هذا الشيء, ما كان يجب أن يولد و لا أن يوجد حتى , لأنه حتى الوجه و الجمال و لون البشرة و كل شيء يمكن برمجته قبل الولادة ... أما الآن فالأمر مستصعب و مستحيل فماذا يمكن العمل حيال هذا الشيء... فليس هناك أي تقنية تأملية يمكن أن تجعل منه جميلا.. التأمل يمكن أن يساعده لتجاوز هذا الحافز من الناحية الحيوية و لكنه لا يرغب بهذا الشيء... فسؤاله لماذا احرم من هذا الشيء بينما الجميع يتمتع بحب الأجرين؟؟؟ أي من الذنوب ارتكبت حتى أكون بهذه الصورة؟؟؟
هو ما ارتكب أي ذنب ... فهذا الشيء ناتج عن والداه الجهلة ..
و الشيء الوحيد الذي يمكن ان يقترح إليه أن يمر بمرحلة تقويمية و تجميلية...
و لكن من يعاني من الشلل و الصم و العمى و التخلف العقلي.. و إمكانياتهم ليست حتمية و لا يمكن ان يعتمد عليها... فمن المسؤول عن هذا الشيء؟؟؟
رجال الدين و كل الأديان تخدع الإنسانية و تحط من قدر الإنسان بزعمهم بان كل ما يعانيه الناس من ابتلاء ناتج بسبب أفعالهم المشينة و المخالفة للدين و التي تغضب الله!!
و هذه ليست الحقيقة بل الحقيقة العلمية هي ان الناس يعانون بشكل غير ضروري لأننا نستمع لرجال الدين و ليس للعلماء... و بالطبع سيكون رجال الدين ضد التدخل بكل أمر يتعلق بحياة الإنسانية بحجة إنها أمور إلهية مقدرة من الله و ليس للإنسان دخل فيها..

و أي إله يخلقون و يزعمون بأنه المسئول عن كل شائبة في حياة الإنسان...
و الآن ماذا يمكن أن يعمل الشاب الذي خلق قبيحا..؟؟؟ هل هذا الشيء من عمل الله؟؟ و كل هؤلاء الأغبياء و المتخلفون عقليا هل الله الذي خلقهم بهذا الشيء؟؟؟
و رجال الدين مفتونين بعالمهم و ليس لهم أي استعداد للعيش بعالم مختلف...
فهم ضد فكرة تحديد النسل, و ضد كل شيء يمكن أن يرقى بالإنسانية إلى عالم أفضل يتمتع الإنسان فيه بكل حقوقه الكاملة..
لذا أول شيء علينا تفهمه هو أن التعليم لن يكون له أي تقييم ما لم يولد الطفل من خلال الهندسة الجينية ... و ليس من خلال العادات القديمة التي لا زالت مستمرة إلى يومنا هذا... و هذه أحد الأسرار التي ينبغي علينا معرفتها... فالسلامة العقلية ضرورة للحياة الإنسانية لكي ترتقي و تسمو إلى أفضل حال...
و هناك أشياء تأتي في المرتبة الثانية علينا الإحاطة بها من الناحية التعليمية...
و هي أن يقسم التعليم إلى مرحلتين...
المرحلة الأولى.. و هي التي يجب أن تسلم من البداية
و المرحلة الثانية ... التي يجب أن تعطى عند التقاعد..
فالمرحلة الأولى يجب ان تكون إنجازا لمعيارا عاليا لمستوى الإعالة... فيجب ان يشتمل على فن المعيشة و المحبة... و يعلم الناس كيف لهم ان يكونو كليين و متوحدين مع أنفسهم في أفعالهم.. و كيف لهم أن لا يخسروا أي من فرص الحياة ... و اكتساب كل ما يقدم إليهم في هذا الوجود..
فالمرحلة الأولى ستكون للفئة الشبابية...
أما الثانية فستكون بعد التقاعد, و الذي سيعتمد على مقدرتنا للسماح للشخص لأن يعيش
حياته حسبما مقدر له و طبقا لفترة الحياة المتوسطة حاليا ما بين الستون و السبعون...

في أحد مناطق كشمير التي احتلت من قبل باكستان هناك الآلاف من الناس عبرت المائة سنة و الخمسون و تلك المنطقة من كشمير تبدوا من أكثر المناطق الصحية...
فالأناس الذين يعيشون بها فقراء لا تتوفر لديهم وسائل طبية... اجتازوا المائة و الخمسون و تجدهم لا يزالون يتمتعون بصحة شبابية...
و لكن هناك أيضا مناطق أخرى من العالم.. خصوصا في الاتحاد السوفيتي.. في كازاخستان, في أذربيجان, في القوقاز... حيث هناك أناس تعدت أعمارهم المائة و ثمانون سنة و الآلاف منهم و ليس أفرادا فقط..
و لا يزالون بهذه الأعمار يعملون في الحقول و البساتين فلا يمكنك أبدا بان تدعوهم كبار في السن... فهم قادرون حتى على إنجاب الأطفال..
لذا فالأمر يعتمد .. إذا ما نجحت هندسة الجينات في تحطيم الخرافات البشرية...
فالمرحلة الأولى ستكون تحضيرا لمدى الحياة أما الثانية فستكون تحضيرا للموت...
كيف للشخص بان يموت بشكل متأمل ... بشكل صامت و مسالم .. كيف له أن يتلقى و يلتقي بالموت بامتنان...
فالمرحلة الثانية سيكون أساسها دينيا ... كما ستكون المرحلة الأولى أساسها علميا..
التعليم سيكون بصورة كاملة و متكاملة... و لكنه يجب أن يكون في كلتا النهايات...
من البداية إلى النهاية...
فالجامعات يجب أن يكون لديها تركيب مضعف ... إحداها للشباب الداخلون على الحياة... و الأخر لكبار السن الداخلون إلى عالم الموت المجهول...
المرحلة الأولى للتعليم لها أبعاد عديدة...
فشخص ما سيكون نجارا .. أخر سيكون صانع أحذية و منهم من سيكون عالما لكنهم جميعا سيكون لديهم مستوى عالي و عظيم لأنهم ولدوا كل حسب مقدرته و قدرته لإنجاز ما أهدته له الحياة من إمكانيات و قبله كجوهرة ثمينة في جوهره فيعمل بكل قناعة و إخلاص...
و من الطبيعي أن تكون لديهم فرص متساوية للنمو و الاحترام بنفس المستوى...
فاذا ما كان أحد رئيس دولة هذا لا يعني بان مكانته ارفع من صانع الأحذية... فكلاهما ينجز دوره في الحياة لاستكمال دائرة المجتمع لجمعه في كلية شاملة و مكتملة من جميع النواحي... فكلاهما يجب أن يتمتع بنفس الشرف و الكرامة...
و هذه الفرص المساوية و الاحترام المتساوي و المتسامي سيبدأ من المرحلة الأولى في
عالم العلم و التعلم...
و لكي يمكن للتعليم بان تكون له المقدرة للقيام بكل هذه التغييرات .. فالتعليم ذاته
يجب أن يمر بالعديد من المراحل و التغييرات..
على سبيل المثال كل الاختبارات يجب التخلص منها... لأنها لا تبنى و لا تؤكد إلا على ذاكرة الناس و ليس على ذكائهم.. فالذاكرة ليست بالشيء العظيم خصوصا في المستقبل فلن تصبح له أي أهمية.. بامكانك أن تحمل حاسوبك الصغير في جيبك الذي
سيحتوى كل الذاكرة التي تلزمك و التي تحتاج إليها في أي وقت ...
فأنت لست بحاجة لمليء رأسك بأشياء لا ضرورة لها...
فالحاسوب سيستبدل نظام التعليم بالكامل و الذي بأكمله أعتمد إلى الآن على الذاكرة... و على من يمكنه الحصول على درجات عالية و يكون متفوقا بكل المستويات
و يتحصل على الميداليات الذهبية...
و لكن هل فكرت بما حل بهؤلاء أصحاب الميداليات الذهبية في العالم...
فهم لم يظهروا أي عبقرية ... فستجد أحدهم مدير لمحطة, أو مديرا لمكتب بريد
و ما الذي حدث لميدالياتهم الذهبية؟؟؟
و أين كل الاحترام الذي قدمته لهم جامعاتهم... في الحقيقة إن الجامعة لا تصرف احترامها الا على الذكريات و الذكريات ليس لها أي منفعة في الحياة العملية و العلمية...
فالحياة بحاجة للذكاء ... و الاختلاف هنا يجب أن يكون واضحا...
فالذاكرة لا تعطي الا أجوبة جاهزة .. أما الحياة فمستمرة بالتغيير و الذاكرة ليست كذلك
و إنما لا تسير بالحياة قدما بل تخطو بها نحو الوراء...
فالحياة بحاجة إلى ردود حية مفعمة بنبض الحياة ليست إلى أجوبة جاهزة ...
فالرد التلقائي في كل لحظة بحاجة إلى ذكاء ...
و النظم التعليمية إلى يومنا هذا ما خلقت أي وجهة تعتمد على الذكاء إطلاقا ...
فالذكاء بحاجة على نوع مختلف كليا من التركيب و التراكيب...
فالاختبارات ليست الا عملية ذاكرة ... اختبار للذاكرة يمكن تذكر بعض الأشياء فقط لإنجازها.. أما إذا ما تم سؤال الممتحن عن أي شيء لم يقم بتخزينه في ذاكرته فسيكون حينها..
مرتبكا و لن تكون لديه البداهة للرد على السؤال ...
إن نظام الاختبارات يعتبر عقيما جدا ... فهناك تركيب مختلف يجب أن يخلق...
كل يوم على المعلم أن يرى ما إذا كان الطالب يتصرف بشكل ذكي و ما مدى إمكانياته في الإجابة و الاستجابة بكل ما يدور من حوله...
ليس فقط تكرارا للكتب الدراسية... و إنما سيكون شيء أصلي متأصل من كيان كل طالب و ليس مستسقى من معلومات مستعارة من الكتب...
فالشيء الأصيل يجب أن يحترم و يشرف لأنه ليس نسخ مكررة ..
و ليس هناك حاجة للانتظار سنة كاملة لتقييم الطالب... فالطالب بامكانه الحصول على
العلامات الكافية خلال ستة أشهر...
و لن يكون هناك معيارا للفشل أو النجاح بين الطلاب ... فقط ستكون مرحلة تعليمية تطور الطالب على أن يكون معياره التعليمي في تقدم... و ليس فقط وفقا لفحوصات و اختبارات..
و يستمر الطالب في التقدم قدما بمراقبة معلميه له من ناحية سلوكه و ردوده و ذكائه..
فقد تأخذ المسألة من أحدهم شهر واحد و من أخر عدة شهور و ليس هناك حاجة لإعادة سنة كاملة بسبب الفشل في أي من المواد و إنما ستكون مرحلة تعليمية تسري به إلى الأفضل..
و هناك طلاب موهوبون جدا يمكنهم أن يعبروا فصلا كاملا في خلال شهرين عوضا عن سنة بأكملها ... و ستكون العشر شهور الأخرى مبددة و مضيعة للحياة و من سيكون المسؤول عن ذلك؟؟؟
و هناك طلاب مستواهم بحاجة لأكثر من سنة... فالموضوع نسبي و ليس حتمي..
فكل شخص يجب أن يعطى ائتمان حسب ذكائه الخاص.. و لا يجب أن تكون هناك أي
مهلة زمنية حيث أن تلك المهلة الزمنية تهدر مواهب الموهوبين و الأذكياء و العباقرة و تنتظر الأغبياء و المتخلفين عقليا... فهذا النظام مشين جدا..
و بالطبع وفقا لهندسة الجينات فان الأغبياء لن يكون لهم وجود في هذه الحياة..
يمكنهم الرحيل عن كوكب الأرض و الذهاب إلى أي مكان أخر .. فهناك الف كوكب في الكون حيثما الحياة متواجدة... لماذا المضايقة؟؟
يمكنهم الذهاب حيثما الناس لا يزالون بلهاء يستمعون لرجال الدين و يذهبون لمعابدهم و معاهدهم... فهذا الكون ليس بحاجة لان يسعهم أكثر من ذلك...
و قاعة الدروس سيكون عندها شكل مختلف كليا.. فلن تكون قاعة حيثما المعلم يعلمك .. بالرغم من معرفته أكثر منك..
فمعرته و معلوماته منتهية الصلاحية.. فعلمه مستوقف منذ ثلاثون سنة و في هذه المدة العديد من الأشياء تغيرت و تقدمت.. و ليس لما تعلمه أي علاقة بما يسري في الوقت الحاضر..
و المكتبة يمكن أن تحل محل قاعة الدروس, و المعلم سيكون دوره مساعدة الطلاب في انتقاء كل ما هو جديد و مفيد و يفتح للطالب أفاقا لا تجعله في تقييد كما تفعل المؤسسات التعليمية الحالية..
فوظيفة المعلم ستكون كدليل لمساعدة الطالب إلى معرفة كل ما هو حديث...
ففي القرن العشرون لن تكون بحاجة لتعلم الجغرافية وسط الخرائط..
طالما التلفزيون يمكنه أن يجلبك بالضبط إلى المكان الذي أنت تتعلم حوله و عنه..
فأنت لست ملزما بمضايقة نفسك بالنظر إلى الخرائط و الصور...
فمن خلال التلفزيون يمكننا أن نكون في أي منطقة من العالم في لحظة بيسر و سهولة
و الذي يرى يمكن تتذكره بصورة أفضل من الذي تسمعه أو تقرأه.. فالمستقبل أصبح للتلفزيون و للحاسوب الآلي لأنها أنظمة تعتمد على الذاكرة ...
فالمعلم ستكون لديه وظيفة جديدة كليا و هي لن تكون التعليم و إنما التعميم و التوجيه.. ففي المكتبة بامكانك أن تستقى المعلومات من الكتب التي أنت بحاجة إليها.. و يمكنك ان تجد كل ما ترغب بمشاهدته عبر الفيديو... و إيجاد المعلومات
الصحيحة و الدقيقة في الحاسوب..
فالتعليم سيصبح مفعما أكثر بالحياة و الحيوية ... و سيصبح في الأيام المقبلة التلفزيون
ثلاثي الأبعاد.. و كل ما تشهده سيصبح و كأنه واقع في عالمك ... و كأن الأشياء تدخل و تخرج من التلفاز عند مشاهدتك له..
فكل شيء يمكن تعلمه عبر التلفاز و أفلام ثلاثية الأبعاد... و الحصول على أي معلومات فورية عبر جهاز الحاسوب..
إذا بهذه الصورة سيكون مستقبل التعليم علمي و عملي...
و الطلاب إلى يومنا هذا لا يزالون مقيدون بعدة أنواع إجبارية من مراحل التعليم...
و نفس الشيء سيكون للمرحلة الثانية من التعليم
فكل التقنية العلمية يمكن أن تستعمل لإعطائك تجارب قريبة من الموت..
يمكنك أن تتعلم شتى أنواع التأملات و تعلم الاسترخاء .. و يمكنك أن تتعلم كيفية التعمق أثناء النوم..
التنويم المغناطيسي سيلعب دورا مهما في هذه المرحلة .. لأنه يمكن أن تنوم بشكل عميق جدا بحيث تلامس أرض الموت تقريبا..
و لكن التنويم المغناطيسي أصبح مدانا من قبل نفس الناس الذين يدينون كل شيء دائما و الذي يمكن أن يجعل من الحياة أكثر سلاسة و سهولة...
فكل المنظمات الدينية أدانت التنويم المغناطيسي ...
و هو أحد العلوم التي يتوجب علينا الأخذ بها.. فهو الطريق الوحيد الذي سيأخذك إلى المعبر الذي ستعبره عند موتك...
و عندها الموت لن يصبح شيئا يستدعي الخوف.. بل بالعكس ستكون متحمسا جدا له..
عشت حياتك بالكامل و اقتنعت بها .... و قد جاءت المرحلة التي تتعرف عليها على الموت.. فهو دخول إلى عالم جديد لعالم العليين تتحرر من سجن جسدك و تصبح وعيا صافيا ...
ما لم يتمكن التعليم من ان يعلم كلتا المرحلتين الحياة و الموت...
فهو ليس تعليما كاملا... و مالم يجعل التعليم من كل شخص له احترامه ووقاره الذاتي..
فليس هناك من هو أدنى و لا أرفع من شخص دون أخر..
فبذلك لن يكون تعليما...
ونقطة البداية تكون عند هندسة الجينات و النهاية بالتأمل و الاستنارة...
فقبل الموت يجب أن تدرك جمال و عظمة ما تحتويه ضمن وعيك... و من ثم التعليم
سيغطي حياتك بالكامل...
و يعطيك الإمكانية الأكثر مثالية للنمو و الازدهار...

f